الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب عينين احدهما حزينة !

حاتم سالم عبدالله

2010 / 12 / 27
الادب والفن


حتى البحر الذي كنت أثق في زُرقته , لم يكن أزرقا عندما واجهت عيناي مياهه عن قرب. رأيته مائلا للاخضرار , لكنه لم يكن أخضرا أيضا. لقد كان يتلون بألوان مُدن الطحالب في أعماقه السحيقة. هكذا تبدو الأشياء أكثر وضوحا حينما نقترب منها , كالحب طريا أحمر وهو يبتسم من بعيد , وما ان نمضي بحدقاتنا نحوه خطوة خطوة , حتى يتبين لنا انها ابتسامة الخديعة.

كالبحر هو الحب , كمدنه المتقلبة الألوان كأحيائه ذوي النزعات , مزاجي هذا الحب يفتر ببرود في أزمنته المفصلية ويعلن الحرب على الحياد حين يلقي شباكه مصطادا سكون عيون الآخرين. كالبحر هذا الحب هش تثقبه مرساة سفينة قررت أن تتحدى هيجانه وتسكن على سطحه بكبرياء , والحب مهما أغرق ضحاياه بالاشتياق , فقد تدمره كلمه , كلمة فقط , ويصبح خيانةً , كراهية , انتقاما , وأقلها ذكرى سيئة.

أزلي في غرائبيتك أيها الطبع الحنون. توقد النار الدافئة في جذوة الصقيع من لا شئ , في أجمل بداياتك - الندية دوما- , رباه منك في تحولاتك المنفلته فسرعان ما تسعى لاغراق الاخشاب الحميمة الدافئة , بمياه الجليد , وينتهي الحب , كأي نهاية كتبت للحب في هذا العالم , نهاياته – المحزنة دوما - . ليتك تقضي على نفسك وحسب , فكم من محبين ألقتهم نهاياتك في بركة المصير الأخير طوعا. كل ذلك بجريرة فعلك يا حُب , أعني يا كُساح !

لا تدعي , انك وردة , أيها الكُساح , فتلك حقيقتك التي ينبغي ألا تفضحها. هل من وردة تبقى , أيها الحب ؟ . كل الورود مصيرها أن تذبل للأبد. وسر البقاء مخبوء بين تجعدات تلك القطعة البيضاء في أعلانا , لا تدعي انك سر للبقاء , انت سر لملايين ممن يعانون بسب ذاكرة تعيسه طبعتها يوما على صفحاتهم.

ستبقى قصصا وتراتيل يتغنى بها الرهبان , ستبقى رموزا انسانية أدبية يُمثل بها حينما تُذكر على الألسن. ستبقى جميلا في اسمك وكل اشتقاقات اسمك , يا حُب , و يا محبة. ستبقى عاطفة ممكنة الحدوث , مستحيلة الاستمرار. ولأجل ذلك نبادلك جزءا من العرفان ونخصص ساعات للحديث عنك باسم الانسانية وباسم الوجدان والروحانية.

أيها الحب كفى رجما باسم الألفة , أيها الحب كن كما انت بسيطا من حرفين , لا تجعل الأحبة يحيكون اسمك بخيوط كثيرة. أنت بسيط في الأصل , ولكن ملايين السنين راكمت غبار نهاياتك , فغدا قميصك متسخا جدا , اغسله بماء طاهر كبداياتك التي اعتدنا عليها , وفضلا لا تتحدث عن النهايات. أرجوك !

‏27‏/12‏/2010 السبت , ظهرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟