الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبتلاء العظيم

طوبال فاطمة الزهراء

2010 / 12 / 28
الادب والفن


دققت يوما بابا جهلت عنوانه، ولما فتح لي عرفت حينها أنه العنوان الخطأ الذي أنا لجأت إلى مقصده، كان المكان المستهدف أشبه بثغرة لا ضيقة و لا واسعة أو قبو ظلماته أشبه بظلمات المغارات العتمة...كيف لي أن أعود من حيث أتيت و أتخلص من هذه الظلمات!؟ لعلي قد خدرت يومها بسم لم أذق مثله يوما فعلمت أنني ظللت العنوان...كيف تمكن مني الزلل و الخطأ، كيف اقتدت خلف الغموض دون أن أدري!؟ ومن حيث لا أدري أسأت إلى نفسي...ماأشبه الحياة بمنحدر صعب قد يؤدي بك إلى التهلكـة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أجل كل ما أدركته الآن هو أنني كنت بين أحضان ابتلاء عظيم، ابتلاء ساقني إلى بر الأمان لما تمسكت بخالقي ولم أحزن و لم ألُم مر السنوات التي مرت علي بوابل من العذاب القاسي...و أدركت كذلك أن الإنسان من أجل الوصول إلى مبتغاه يدّعي أي شيء حتى و إن خسر أخاه الإنسان...يدرس نواياك و يحاربك بما تحب فإن كنت ميالا للسلام ومن دعاة الإنسانية يتخذها خصمك شعارا لمباغتتك و إن كنت من دعاة الحق يتخذه خصمك سبيلا ليريد به باطل...
ليتني أستطيع أن أفصح أكثر عن مايحرق ذاتي من أفكار غامضة لكني فضلت أن أكتم ذلك و إلى الأبد، فلقد حفرت قبرا لأدفن فيه الماضي و أرفض حتى العودة إلى زيارته لأن الماضي أصبح ذكرى لا معنى لها و مجرد أوهام لا ذوق لها...
لما تدرك أنّ من وثقت فيهم ثقة عمياء يصرعونك صراع الجبناء تصبح تعلم تماما أن الحياة مع مثل هؤلاء مستحيلة، بل شبه مظلمة تسير بك إلى عالم السراب.
نعم، فلقد تقيدت يوما بزمن جعلني أضيع منه الكثير و هذا الضياع يعود إلى قلة حيلتي و كثرة سذاجتي، لم أكن أعلم يوما انه سيأتي اليوم الذي سأدرك فيه كم أنني كنت أغط في نوم عميق ساقني إلى عالم أكره الغوص في مخيلاته...بل هو عالم جعلني أشقى و أتعب من كثرة ماآلمني منه، ضقت ذرعا كلما عدت إلى الوراء قليلا أحس أن العالم أشبه بكثير بعلبة صغيرة تنفجر إذا مابالغنا بحشوها بالأشياء...
فلا اعتقد أن القول المنطقي في جعل الناس يؤمنون بما لا ينطبق عليهم، لأن الناس هم بشر يحس و يفكر و يفهم ويحلل و يعي، كما أن الناس يدركون تماما أن الوجود مليء بالأفاعي السامة، أنا لا أهين أحدا هنا، كما أنني لا أقصد هذا و لا ذاك و لكن كل ما أريد قوله أن العالم صار مليئا بالكوابيس المرعبة...(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية