الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام جديد

سعيد حسين عليوي

2010 / 12 / 27
الادب والفن


عام جديد
خرج وليد من البيت ليتفقد اصحابه بعد وعكة صحية المت به ولكنهم لا يعلمون بمرضه فهو لم يخبرهم بذلك حتى لا يكونوا في قلق وعندما يتصلون به على الموبايل يقول لهم انه مشغول وسوف يغيب لبضعة ايام ومن ثم يعوداليهم. وصل الى المكان الذي يجلسون به عادة وقد احب ان يمشي ولا يستقل اي واسطة نقل كي يتمتع بمنظر الناس والحركة اليومية بعد ان عادت له عافيته فاحس بقوة الحياة وكانه قد خلق من جديد وكانه جاء توا الى الدنيا . استوقفته بعض المشاهد التي اثارت فضوله وانفتح قلبه القا الى العالم وحسد الناس على هذه الحركة المستمرة وتعجب منهم لحبهم للحياة رغم الصعاب التي تواجههم في هذا البلد الذي لا يرتاح يوما من هموم الظروف التي خلقها الظلاميون له. لقد انتابه شعور بالغبطة لان هذا الشعب حي ولا توقفه ولاتهزه الرياح السوداء . نظر من بعيد الى المكان الذي يجلس فيه اصحابه كعادتهم قبل ان يصل الى المكان المحدد فلم يلوح له ثمة وجود لهم . اقترب اكثر وتاكد من ذلك فلم يياس من اللقاء بهم . خرج من المقهى ولم يجلس لانه يكره الجلوس لوحده وقال في نفسه لاتجول فترة من الوقت واعود ثانية فربما ساجدهم جميعهم وقد سبقوني في لعبتهم المفضلة الا وهي الدومينو. استمر في مشيه وهو لا يزال يمتلك روح الانتعاش واقترب من السوق القديم لمدينته الوديعة الحالمة التي احبها وعشقها وتغنى بها فبادلته المودة والغرام على طول الوقت. لاحظ وليد حركة غير طبيعية في السوق . الناس تتسوق والازدحام كبير وانتبه الى ان الناس المتبضعين يتوجهون لشراء الهدايا واشياء الزينة والصخب مدو في السوق من خلال نداءات اصحاب البضائع الذين يحتلون الارصفة كل يدعو الى شراء بضاعته فتعجب واحتار في معرفة المناسبة فحتما هناك مناسبة والا فما هذا الزحام والخصوصية في شراء الاشياء . ثم قال اهو العيد ولكن العيد غادر قبل فترة وجيزة قبل وعكته ولكنه استمر في تجواله الى ان وصل الى سوق الخضار والفواكه والمواد الغذائية الاخرى فوجده عامرا كذلك بالحركة وبما لذ وطاب من انواع الخضر والفواكه والصخب المدوي الذي يصم الاذان من قبل البائعين وانتبه الى ان الناس يركزون على شراء المواد التي تصلح للمناسبات المهمة من فواكه ولحوم وحلويات وعصائر مما يوحي ان هناك مناسبة عزيزة واثيرة على قلوب الناس ويريدون ان يحتفلوا بها وكانهم ولدوا من جديد بعد مرض طويل ويودون ان يعودوا بقوة الى صخب الحياة التي تعفنت بسكونها . وفي زحمة السوق وانبهاره ربتت يد حنون على كتفه وعندما التفت الى الوراء وجده احد الاصحاب الذين يبحث عنهم فتعانقا عناقا حميميا واحس بالراحة والاطمئنان والنشوة بالانتصار وكانه وجد ضالته التي فقدها من سنين . ساله صاحبه مذا تفعل هنا وما هو سبب غيابك عنا يا وليد فشرح له الاسباب فعاتبه صاحبه على ذلك فاعتذر باسلوب محبب وبادره وليد وساله ما سبب هذا الازدحام اليوم في الاسواق وما هذا الاقبال على الشراء فاجابه حقا انك كنت في حالة سيئة والظاهر انك نسيت اننا على اعتاب عام جديد هو عام 2011 م . تعجب وليد لهذا فكيف فاته هذا الحدث العظيم آه من هذه الدنيا وهذه الاحداث كيف شغلتنا عن مرور الزمن ومسيرته . اخذته هذه الصدمة الى الوراء قليلا وتذكر كيف كان هو واصحابه يتهيأون قبل اسبوع للاحتفال باعياد الميلاد وكيف يتواعدون في مكان ما للاحتفال حيث كانت البساتين هي المكان المفضل رغم الاجواء الباردة وكيف انهم يضرمون النار ويتحلقون حولها وينطلقون في ليلتهم بكل انواع البهجة ليدخلوا عامهم الجديد بروح الفرح والمحبة. بادره صاحبه وماذا سنفعل في هذا العام فلم يجبه وليد ولكنه اشترى كيسا وبدا يسابق الناس على شراء الحاجيات لهذه المناسبة ولم ينسى الهدايا لابنائه وزوجته وبعدها التفت الى صاحبه وقال له سنجد حتما المكان المناسب للاحتفال بالعام الجديد وسوف يكون عيدا بهيجا ندخل فيه الى عامنا الجديد لنعانق الحياة بغزارة .
*******************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تواصل
عبد العظيم الكرادي ( 2010 / 12 / 27 - 20:45 )
كأني أتسكع معك بين ثنايا بعقوبه حيث الحورات التي لاتنتهي بل قل التي لاتتوقف أذ اننا عندما نلتقي كأننا لم نفترق قط رغم وقائع تاريخنا.... تاريخ مدينتنا التي فصلونا عنها وأقتلعونا منها.....أتمنى أن يكون عام 11 بعد الألفية الثانيه أجمل وأرق معك من ا لعام العاشر بعدها

اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى