الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة قبل العدوان المرتقب... الحكمة قبل الشجاعة هذه الايام

وليد العوض

2010 / 12 / 28
القضية الفلسطينية


مرة اخرى اجد نفسي مضطرا لكتابة مقال يحمل ذات العنوان ، ويحمل ذات المضمون اذا لم اقل انه يحمل نفس العبارات ، هذا المقال كتب ثلاثة أيام من العدوان الاخير على قطاع غزة قبل عامين ، وكنت حينها اتمنى ان يلقى اذان صاغية وها انا اعيده مرة اخرى على أمل ذلك.
الأيام الأخيرة تشهد تصعيدا لوتيرة التهديدات على السنة قادة الاحتلال كلها تنذر باقتراب قيام إسرائيل بعدوان عسكري واسع على شعبنا في قطاع غزة ، قادة الاحتلال في المستويين السياسي أو العسكري يؤكدون كل ساعة أن قرار العدوان على غزة قد اتخذ والمسألة مسألة وقت ليس إلا ،وما تبقى فقط استكمال تحضيرات لم تنجز بعد على المستوى الدولي ، وسائل الإعلام الإسرائيلية والاحزاب الصهيونية كافة تتنافس لتهيئة الداخل الإسرائيلي لمثل هذا العمل الوحشي بل وتقوم بالتحريض والتشجيع ولتعجيل لذلك ، الدبلوماسية الإسرائيلية تتحرك بديناميكية غير مسبوقة على كافة المستويات وهي شئنا أم أبينا تحقق نجاحات ملموسة ( موقف مبعوث الامم المتحدة للامم المتحدة) في استغلال أخطاءنا وسوء أدارتنا في استخدام وسائل مناسبة لإدارة هذه المعركة الأمر الذي يمكنهم لو استمر على ما هو عليه من حشد وتوفير رأي عام دولي مؤيدا لما تفكر حكومة الاحتلال القيام به ، وحتى هذه اللحظة يواصل كبار الساسة في حكومة الاحتلال اتصالاتهم الدبلوماسية لتحقيق المزيد من التأييد، باختصار شديد يمكن القول أن عقارب الساعة تدور بسرعة نحو اقتراب لحظة القيام بهذا العمل، الوضع الداخلي في دولة الاحتلال يدفع للقيام بذلك، العزلة الدولية التي تتزايد تدريجيا على حكومة الاحتلال نتيجة تعنتها ورفضها وقف الاستيطان وما آلت له عملية المفاوضات، وتزايد التاييد الدولي لقضية شعبنا الفلسطيني والنحى المتزايد لاعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين ، كل هذا يدفع الحكومة المتطرفة في اسرائيل للقيام بعمل مجنون تعيد فيه خلط الاوراق وتقطع الطريق على التاييد والاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس.
إما على الجانب الفلسطيني الطرف المستهدف من هذا العدوان فما زالت حالة الإرباك تسيطر على الموقف وفي أفضل الحالات يمكن القول أن حالة انتظار القدر هي التي تسود. الفصائل الفلسطينية ومعها المجموعات المسلحة تعلن بصوت عالي أن قوتها تحسنت وقدرتها الصاروخية تفوق التوقعات وان صورايخها ستطال قلب اسرائيل على حد زعمها، والمجوعات المسلحة تستعد لمواجهة القدر كما تقول وهي جاهزة للشهادة لا كيف وباي ثمن لا أدري، بينما ما زالت الالاف الاسر تعيش في العراء تنتظر اعمار منازلها التي دمرها العدوان قبل عامين ، مئات الجرحى يخضعون للعلاج الغير متوفر في القطاع ، اذار العدوان الهمجي ما زالت بدية على القطاع وغزة تتشح بالسواد ،والشعب الفلسطيني المغلوب على أمره أسير هذه الحالة المؤلمة وهو ينتظر بطبيعة الحال مصيره في ظل افتقاد أدنى مقومات الصمود, وأقول دون مغالاة في ظل فقدان كل مقومات الحياة الكريمة حيث يرزح تحت اعباء اللحصار والانقسام ، والأمر من ذلك إنه مضطر لانتظار مصيره المحتوم هذا دون أمل بل في ظل إنقسام طال امده وطرفيه يديران الظهر لواقع الشعب وآلامه يبحث كل منها عن أكسير يطيل عمره متربعا على سدة الحكم غير آبه بما تئول اليه اوضاع الناس وحياتهم والي اي جحيم تقذفهم هذه الانانية والفئوية التي تتحكم بطرفي الانقسام، . أما الدبلوماسية الفلسطينية العرجاء التي تسير على قدم واحدة لحشد الاعتراف بدولة فلسطين وقد نجحت في ذلك ، لكن اي دولة هذه التي يموت شعبها وتنتهك كرامة ابنائها وتنظره في غزة محرقة تشابه ما سبقها قبل عامين ،رغم خطورة هذه الحالة ما زالت الدبلوماسية هذه تحرك ببطء وبشكل خجول حتى لا أقول من باب رفع العتب على أمل درء العدوان هذا إن أمكن ولو ارادت ذلك فين يديها ملفات العدوان الذي كان كارثة بكل المعني بامكانها أن تتقدم بخطوات استباقية في مجلس الامن والامم المتحدة ودول العالم أجمع لممارسة الضغط على حكومة الاحتلال ومنعه من الاقدام على جريمته الجديدة ومازالت جريمته السابقة ترشح دما ، أما الأشقاء العرب المعني منهم على الأقل فنراه يقف مترقبا أصولت الطائرات وهي تسحق عظام النساء والشيوخ والاطفال في القطاع بدل أن يتحرك قبل فوات الاوان لإنقاذ الوضع وتجنيب شعبنا حمام الدم الذي يخطط له قادة الاحتلال ، وبرأينا ان ذلك مازال الامر ممكنا وطريقه الاقصر بالاسراع بفتح بواب الحوار الفلسطيني بدلا من إلاقه العمل فورا على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وفي غزة على الفصائل التداعي بسرعة لبحث التطورات الميدانية بما فيها ضرورة عدم تقديم الذرائع (بما في وقف الصورايخ) التي تطلق من القطاع بين الفينة والاخرى والتوقف عن التصريحات عالية النبرة والصوت والمبالغة بما لدينا من قدرات والابتعاد عن كل ما يمكن ما تستخدمه حكومة التطرف من مبررات لشن عدوانها المرتقب. إن هذا الممكن سؤال يتطلب الإجابة العاجلة نطرحه بكل قوة على الجميع وخاصة من الاخوة في حركة حماس والفصائل والاجنحة والمجموعات المسلحة في قطاع غزة ، كيف يمكن أن نجن شعبنا حمام من الدماء تخطط له الحكومة الاكثر تطرفا في دولة الاحتلال ،أمام ذلك نقول مجددا ألا يوجد عاقلا وحكيما في القطاع يقول أن الحكمة تغلب الشجاعة في هذه الأحيان.
228-12-2010 *عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار