الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية اللينينية الماوية أم التحريفية؟

طريق الثورة

2010 / 12 / 28
الارشيف الماركسي


مقال لبراجندا كتب سنة يونيو 1990، إبان التهييء لأنطلاق الحرب الشعبية بالنيبال تمت ترجمته من طرف موقع طريق الثورة بمناسبة تخليد الذكرى التانية لإغتيال الشهيد الماركسي اللينيني الماوي عبد الرزاق الكاديري


في ميدان البحث العلمي المتعلق بالتطور الاجتماعي ، برهنت الماركسية من خلال حقائق لا مجال لدحضها على أن تطور الشيوعية عبر بناء و توطيد الاشتراكية سوف يضع حدا للرأسمالية المعاصرة و ذلك في مجرى صراع ضار لا رحمة فيه تعلنه الطبقة الأخيرة الثورية في التاريخ ، الطبقة البروليتارية . و الفكر الاشتراكي العلمي هذا قد زود الطبقة العاملة بسلاح فعال لا يقهر ، لتزعزع هذه الموضوعة (research) و امتداداتها العملية فردوس الطبقة الرأسمالية .لهذا نجد موضوعات الماركسية و نضال الطبقة العاملة يجريان في صراع حياة أو موت ضد الطبقة الرأسمالية و عملائها ، و ضد مختلف أشكال النزعات غير البروليتارية . إن الطبقة الرأسمالية بمعية عملائها يبذلون دوما كل طاقتهم للحفاظ على جنتهم المبنية على النهب عبر حبك المؤامرات و التخريب و الاضطهاد و التدخل ضد الحركة البروليتارية من الداخل ومن الخارج من أجل اجتثاث الماركسية . لقد ظلوا يعلنون آلاف المرات أن الماركسية باتت شائخة و أثبتت لا جدواها ، بهدف إحباط الطبقة البروليتارية الثورية .غير أنهم يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بذلك في كل مرة ، لأن حقيقة التاريخ العالمي تثبت أن الماركسية و حركة البروليتاريا تصبح أكثر قوة و إشعاعا وأكثر شدة في صدم رؤوسهم. و ما تطور الماركسية إلى اللينينية ثم الماوية إلا الدليل الملموس على صحة ذلك . عندما أضحت الماركسية اللينينية الماوية ،مبدئيا ، تجني الانتصارات عبر ربوع العالم ، وجدت العناصر الرأسمالية و الامبريالية نفسها مرغمة على دعم الماركسية ، و لو نفاقا ، مع خيانة الطبقة البروليتارية و الشعب المضطهد . في هذا السياق ، تتضح أهمية استحضار مقولة لينين التي أكد فيها أن الانتصار الإيديولوجي للماركسية ،مثله مثل ديالكتيك التاريخ ، يرغم الأعداء على ارتداء قناع الماركسية . كما بين لينين بما يكفي من البراهين أن التحريفية تبعا لتطور الامبريالية تكسر الدائرة القومية و تنحى منحى عالميا . و اليوم تمكنت الإمبريالية من الاستيلاء على قيادة النظام الاشتراكي الذي بني بتضحيات الملايين من العمال و شوهته ، و هكذا أعلنوا مرة أخرى ، و باحتفالية ، أن الماركسية انتهت إلى الفشل . إلا أن احتفالهم هذا ، مثله مثل الرضا عن النفس الذي يخامر إنسانا على فراش الموت ، سرعان يخفت أمام حقائق التاريخ و شرارات النضال التي تعلو ربوع العالم و التي بإمكانها أن ترجه ، و الأزمات الاقتصادية الواسعة النطاق .إن الحقائق التي على أساسها تبني الامبريالية إعلانها أن الماركسية باتت شائخة يبرهن بالضبط على صحة الماركسية . فالتاريخ يضع مرة أخرى على عاتق المكافحين البروليتاريين مسؤولية سحق بلبلة التحريفيين المعاصرين ، و ألا يزيدهم ذلك إلا إصرارا على التقدم في مسيرة النصر العالمية• . لهذا تقع مهمة من الدرجة الأولى من الأهمية على عاتق الماركسيين الثوريين فيما يتعلق بالتهيئ الذاتي ألا و هي فضح التحريفية و الإمبريالية و كشف وجههما الحقيقي أمام الشعب المضطهد و جعله يفهم الواقع . ما هي التحريفية ؟ في الحقيقة ، إن القيام بالإصلاحات في الماركسية التي تعبر عن قضية نضال البروليتاريا الطبقي و توجيهه لملاءمة المصالح غير البروليتارية ، يعتبر تحريفية . و المبررات الموضوعية للتحريفية تنبع من القاعدة الطبقية في المجتمع المعاصر . فكلما كان عدد الفئات غير البروليتارية أكبر ، و البرجوازية الصغرى بوجه خاص ، كلما توفرت قاعدة أكثر ملائمة لنمو التحريفية . حقا إن التحريفية هي الرأسمالية و الإمبريالية قد اخترقتا حركة العمال . من هنا تعد أي محاولة لإضعاف النضال ضد التحريفية ،تحت أي ذريعة كانت ، تحريفية بحد ذاتها. ومادام يستحيل تقديم تحليل واسع للتحريفية و نضال الماركسيين الثوريين ضدها في مقالة مختصرة كهذه ، فهنا تمت محاولة مختصرة للتعريف بقضايا محددة في الماركسية الثورية و كيف تناولت و بينت التحريفية .

1 – الصراع الطبقي

إن اعتبار الصراع الطبقي القوة المحركة للتاريخ هو أحد أهم الإبداعات العلمية للماركسية . فكل الثوريين الماركسيين من ماركس و إنجلز إلى لينين و ستالين وماو كانوا يتخذون من قضية الصراع الطبقي منطلق (sequence) نشاطاتهم و نظرتهم . في هذا السياق قال ماركس-إنجلز ،لحوالي أربعين 40 سنة ظللنا نؤكد على أن الصراع الطبقي بين الطبقة الرأسمالية و الطبقة البروليتارية هو باعتباره قوة محركة للتاريخ و منظم عظيم للثورة الاجتماعية المعاصرة . لهذا السبب لا يمكننا القبول بالأشخاص الذين يريدون اقتلاع الصراع الطبقي من الحركة . بنفس الشاكلة قال لينين بأن المفتاح لكشف القانون المتحكم in this illus comment and endlessness هو الصراع الطبقي . و على نفس النهج ، شدد ماو بقوة على اعتبار الصراع الطبقي بمتابة مفتاح . إن أحد الملامح الرئيسية للتحريفية هو وقف أو إضعاف أو ثلم النضال/ الصراع الطبقي تحت ذرائع متنوعة . فكما قال لينين ، فالتحريفية في الحقل السياسي تحاول إحداث إصلاحات في أسس الماركسية أو في الصراع الطبقي . في الماضي ، رفض المرتد كاوتسي في الأممية الثانية الصراع الطبقي داعيا إلى الخوف من النمو الضخم للتكنولوجيا و الأسلحة . بنفس الشكل ، و تحت ذريعة الوضع العالمي المتغير ، طبق خروتشيف و غورباتشيف الديكتاتورية الفاشية محل ديكتاتورية البروليتاريا ، بالكلام عن التحول السلمي و التعايش السلمي و التنافس السلمي . في الصين ، أعلنت عصابة دينغ نهاية الصراع الطبقي و طبقت المبادئ الاقتصادية الرأسمالية فأضحت تُسير ديكتاتورية فاشية . هكذا يتضح بصفة كونية أن التحريفيين يرفضون أو يضعفون الصراع الطبقي تحت مبررات عدة و يطبقون الديكتاتورية البرجوازية تحت راية التوافق الطبقي .في بلادنا أيضا ، دأبت العديد من المجموعات التحريفية بما فيها مجموعة جهابا () المدعوة إ.م.ل•• على دعم عصابات خروتشيف و غورباتشيف و دينغ و إضعاف الصراع الطبقي .و هنا التجأت التحريفية إلى العديد من الطرق لإضعاف الصراع الطبقي كالتوكيد المستمر على الحركات السلمية و الشرعية ، و الدخول إلى نظام بنشايات(Panchayat system) و تضليل الشعب و تأجيل النضال الكفاحي للمستقبل و التشديد على الوحدة و الائتلاف و الشراكة مع البرجوازية و مختلف العناصر الرجعية و الفاسدة .

2 – الحزب

ما هو الحزب الشيوعي و كيف يجب أن يكون ؟ نظر الماركسيون الثوريون أمثال ماركس و انجلز و لينين و ستالين و ماو إلى الحزب باعتباره الطليعة المكافحة و المنضبطة و الواعية من الطبقة البروليتارية و مارسوا على هذا المنوال . و الماركسية الثورية شددت دوما على حقيقة أن هذا النمط من الحزب يجب أن يتوجه إلى القيام بالصراع الإيديولوجي و السياسي و العملي ضد كافة أنواع النزعات و الخصائص غير البروليتارية .في هذا السياق قال ماركس – انجلز : إذا رغب أناس معينون من طبقات مختلفة الانضمام إلى الحركة البروليتارية فعليهم كشرط أولي ألا يأتوا حاملين لخلفياتهم البرجوازية و البرجوازية الصغيرة معهم بل أن يتمثلوا النظرة البروليتاريا بصدق و إخلاص . و يستمران : أما إذا ذهبت قيادة الحزب إلى أيدي هذه الأنواع من الناس بهذه الطريقة أو تلك ، فإن الحزب سيصاب بالعقم مباشرة و ستنهار روحه البروليتارية . لقد صاغ لينين نظرية واسعة و عميقة و ملموسة حول حزب البروليتاريا. أعلن لينين البلشفية عبر صراع مرير لا هوادة و لا مهادنة فيه صراع حياة أو موت ضد الانتهازيين داخل حزبه ، و الذين خلقوا العقبات في وجه تأسيس الحزب كطليعة مكافحة و منضبطة للبروليتاريا . كما شدد ماو دوما على بناء حزب شيوعي مؤسس على أسلوب العمل الثوري ، و يوجهه مبدأ و خط ماركسيين لينينيين . أما التحريفيون فنجدهم يركزون على بناء حزب متفكك وواسع عبر التحالف حتى مع العناصر غير البروليتاريا من مختلف الأنماط ، الشيء الذي يبطل دور الحزب كقائد للطبقة البروليتارية . في هذا السياق تدخل نظرية خروتشيف - غورباتشيف :حزب الشعب بأكمله . إن التحريفية تحاول تحويل الحزب إلى حشد من العناصر الأنانية التي لا إيديولوجية لها . بعملهم هذا فإنهم يخونون قضية البروليتاريا من جهة ، و يضلل بعض القادة الشعب و يجعله مرقاة لتحقيق مآربه الشخصية . و ما دامت هذه العناصر التحريفية في حاجة إلى أوسع الحشود أو الناخبين ، في البرلمان فإنها تتاجر بتهور بمبادئها على أن تترك ما يدعى بالحزب ينشق ، في حين نجد الثوريين مستعدون دائما للانشقاق مرات عديدة إذا كان ذلك ضروريا للدفاع عن المبادئ . غير أن هذا لا يعني أن الانشقاق جيد ، لكن الكفاح بلا هوادة ضد العناصر التي تخون قضية البروليتاريا و التمرد عليها ، إذا استدعت الضرورة ، هو أمر صحيح مطلقا . يجب الإمساك بجدية بنظرة لينين حول المسألة . في العالم بأسره ، لم يبق أي حزب اشتراكي ديمقراطي خصوصا إبان فترة الثورة البرجوازية ، بدون صراع ضار داخله و العديد من الانشقاقات مع ممثلي مصالح البرجوازية . و ما يجدر بالذكر هو أن الماركسيين الثوريين يولون أهمية عظمى للنضال الشرس ضد كافة أنواع النزعات غير البروليتارية ،و ذلك بهدف جعل الحزب طليعة البروليتاريا بالفعل ، في الوقت الذي يركز فيه التحريفيون على جعل الحزب أرضية تجميع Common platform للعديد من النزعات غير البروليتارية . و يعتبر الماركسيون الثوريون صراع الخطين و سط الحزب دليلا على حيويته و مصدر لدماء شرايينه ، بينما يلجأ التحريفيون إلى الحلول المؤقتة عبر نهج التسويات اللامبدئية و تحويل الحزب إلى حشد لا حركة فيه و لا حياة . يتمسك الماركسيون الثوريون بالنظرة الديالكتيكية فيما يتعلق بتطور الحزب ، بينما يتمسك التحريفيون بالنظرة الميتافيزيائية . هكذا ، فالماركسيون الثوريون يخدمون قضية البروليتاريا في الوقت الذي يخدم فيه التحريفيون العناصر الرأسمالية و الإمبريالية .

3 – أشكال النضال

هناك ، بالأساس ، اختلاف في وجهات النظر بين الماركسيين الثوريين و التحريفيين حول طرائق النضال أيضا . تشدد الماركسية اللينينية الماوية على أن النشر الدائم لضرورة الثورة العنيفة كقانون كوني في صفوف الشعب مبدأ لا يجب التخلي عنه بأي ثمن . إن الثوريين الحقيقيين يركزون على التي يزعزع القوانين و أنظمة السائدة كشرط أولي pre-condition لتهيئ الشعب للثورة . قال لينين : إن النشر المنظم لمضمون هذه الثورة العنيفة في صفوف الشعب هو جوهر كل تعاليم ماركس و إنجلز . كما شدد على ضرورة النضال المستمر ضد العناصر التي تعرقل أو تحاول عرقلة إيصال الدعاية للثورة العنيفة ، جوهر كل تعاليم ماركس و إنجلز ، إلى الشعب . قال ستالين : إذا ما اعتقد شخص ما بإمكانية إنجاز هذا النمط من الثورة عبر طريق سلمية ، ضمن الديمقراطية البرجوازية المفضية لحكم البرجوازية ، فهذا يعني أن هذا الشخص قد انتهى إلى الإفلاس الذهني و فقدان الحس الإنساني السوي ،أو أنه تخلى عن الثورة البروليتارية بشكل كلي و سافر . و حول نفس المسألة أعلن ماو : إن الدرس الذي نستخلصه من خبرات النضال الطبقي في عصر الإمبريالية هو أنه ، و فقط ، بواسطة قوة البنادق يمكن للطبقة العاملة و الجماهير الكادحة من الشعب أن تهزم الرأسماليين و الإقطاعيين المسلحين . لهذا السبب يمكننا القول أنه لا يمكن تغيير العالم بأكمله إلا بواسطة البنادق . هكذا ، يتضح وضوح الشمس كون الماركسيين الثوريين يعطون الأسبقية لأشكال النضال الثورية بهدف تهيئ الشعب للتمرد منذ البداية . لكن فيما يتعلق بالتحريفين، فنجدهم يركزون دوما على أشكال النضال السلمية والشرعية. إن التحريفيين المعاصرين الذين اطلعوا على الحقيقة الكونية للماركسية اللينينية الماوية، يقبلون ظاهريا الحاجة إلى الثورة العنيفة في المستقبل أو استراتيجيا ، لكنهم يرفضونها تكتيكيا . فهم غير مستعدين نهائيا في الوقت الراهن للخروج من الحركة السلمية و الشرعية ، بيد أنهم يبدون القبول لضرورة الثورة العنيفة من أجل المستقبل . هذا هو حال التحريفيين بنيبال بما فيهم إ.م.ل. UML . إن أحد النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار في هذا العصر ، عصر الثورة البروليتارية ، هي أن الماركسية اللينينية الماوية تعلمنا أن على الثوريين البروليتاريين تثقيف و تدريب الشعب بالروح النضالية militant spirit لكي لا يكونوا عزلا في زمن الهجمات البرجوازية و الامبريالية . لهذا يجب التشديد على الأشكال الثورية للنضال وفق الإمكانيات power و الأوضاع position ، التي تضرب على hit at النظام القائم بشكل مباشر و تساعد على التقدم في زعزعة القوانين و الأنظمة السائدة ، و التي بإمكانها تهيئ أسس تمرد ريفي يوفر الشروط للتقدم باتجاه المستقبل . غير أن التحريفيين ببلادنا بحصر النضال ببلادنا في حلقة شرعية و سلمية و ترك الشعب أعزل وقت الحاجة ، لا يفعلون سوى خدمة الرجعيين بالضبط

براجندا
يونيو 1990

ترجمة طريق الثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل عددا من الطلاب المتظاهرين في جامعة كولومب


.. الشرطة في جورجيا تشتبك مع متظاهرين خرجوا ضد مشروع قانون -الع




.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطيني


.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية القادمة




.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو