الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنبدأ من هنا .......

خالدة خليل

2010 / 12 / 28
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


انطلاقا من دعوة سيادة رئيس الاقليم مسعود البارزاني عبر احد لقاءاته السابقة الى حوار عقلاني صريح بعيد عن المدح او القدح، يدار على طاولة تتنفس هواء الحرية، اجدني ملزمة بإضاءة بعض مما قاله في زيارته للجامعة لا سيما وأن مناص من منطلق حوار صادق يسوده الثقافي الذي ندعو إليه ضمائرنا قبل الغير ومن منطلق الحديث عن جوانب ثقافية تهم بنية مجتمع نسعى إلى بنائه يدا بيد بناء سليما، متينا بالرغم من بعدي جغرافيا عن وطن يسكنني قبل أن اسكنه .
بداية أقول بصدد ماورد في الخطاب وارتكازا على هذا المفصل ، ان من يصنع الدكتاتور اناس يتحلقون حوله يمجدونه، وطالما يعد هذا الزعيم الكوردي نفسه ابن الشعب سيكون مناسبا ان اطرح بوصفي مهتمة بالثقافة العامة جملة قضايا :
الرئيس البارزاني اكد على امرين غاية في الاهمية هما: القتل المتعمد للنساء الكورديات على اساس عرف (غسل العار) واستنكاره لما يقع من جرائم كهذه على ارض ناضلت وتناضل من اجل حقوقه، والمرأة غير مستثناة طبعا من هذه الحقوق.
قتل كهذا يتكرر ويتخذ مع الوقت والظروف اشكالا عدة، كما قال مرة بانفجار الموقد الغازي !! هذا فضلا عن الطرق المتحضرة كالرجم !!!!! او الذبح او الرمي بالرصاص والموت واحد وان تعددت اشكاله وصوره والجريمة جريمة كيفما ارتكبت سواء اكانت تركت بصماتها على جسد الضحية ام ضاعت على قفازات الجناة .
خلاصة القول هي ان بندا من بنود حقوق الانسان مثبت في الدستور ربما سينقذ من تبقى من الواقفات بانتظار مصير مجهول امام مقاصل مجهولة وإذن فلابد من سن قانون بتطبيق فعلي يوقع اقصى درجات العقاب بالجناة في جرائم من هذا النوع الذي أقل ما يوصف به هو البربري والوحشي.. هذا هو السبيل الأنجع إن أردنا وقف عجلة التخلف وإطلاق عجلة التقدم لصالح المسيرة الانسانية.
الامر الثاني الذي تطرق له سيادة البارزاني هو الارتقاء بالمستوى الثقافي للجامعة الذي وصفه بالمتردي وهنا اقول ا ان المستوى العلمي الذي يتراجع له أسباب معروفة للجميع لكنها متجاهلة منها ندرة الطاقات الابداعية الشابة المثقفة التي من شأنها أن تسهم في التقدم إلى امام، وتحتاج مثل هذه الطاقات على ندرتها إن أردنا لها تكثير كثير من الدعم المعنوي والمادي كي يتسنى لها تحويل ما هو نظري بحت إلى بنيان ملموس على ارض الواقع،وهل من مشروع ثقافي لا يحتاج الى توليد دائم من الطاقات الشابة؟
ثمة ازدواجية نعيشها جميعا مفادها اننا نطالب بوصفنا من الطبقة المثقفة بتغيير سلوكيات البعض طبقا للعمل بمبادئ الثقافة من حرية واحترام للرأي والرأي الآخر وو....... وننسى ربما أن التغيير يجب أن لا يبدأ من السطح بل من أعماق البنيات التحتية التي هي أصل فساد السطح لما تنطوي عليه من علل ونخر.
لا بد من تغيير جذري ابتداء برياض الاطفال مرورا بالتاهيل المدرسي في سنواته الاولى ثم متابعة التغيير إلى أن يبلغ المجتمع النامي أشده فتبدأ مرحلة التثقيف مواكبة للتعليم.
وكما هي الموسيقى غذاء للروح فان الثقافة غذاء للعقل ودون هذه المعطيات يتراجع الانسان الى عصوره الحجرية الاولى ليبحث عن كيفية ايقاد نار بفرك حجرين وقد يفشل!
من واقع تجربة اعيشها في وسط اوربي متحضر يتخرج المعلم من جامعة تؤهله خلال خمس سنوات يلم الى جانب العلم بمعطيات علم النفس وأساليب التعليم. واذا ما اصبح الطالب مؤهلا لدخول الجامعة فان حصيلته الثقافية وهو على ابواب الدراسة الاولية عالية قد تفوق ثقافة طالب الدكتوراه عندنا ولا مبالغة !
طبعا لست هنا في مجال مقارنة بين الغرب وبيننا فانا اعي ان تجربتنا ما تزال حديثة ولادة و امامها اكثر من نصف قرن لتحقق ما حققته اوربا اليوم من منجزات.
اخيرا لابد من التاكيد على صحة المثل القائل (الشخص المناسب في المكان المناسب) كم نحن بحاجة الى تطبيق هذا المثل ونسأل في ضوئه: ما معنى ان يسند منصب وزير الزراعة مثلا لطبيب جراح؟
وإذا كان لا بد من مسك ختام، فلأختم بانحناءة تقديرللسيد مسعود البارزاني وهو يرفض بشجاعة زعيم أن تخلع عليه شهادة دكتوراه فخرية، وانحناءة أخرى لكلماته الآتية: لم اكن يوما طالبا جامعيا وان منحي هذه الشهادة سيؤثر على المستوى الثقافي للجامعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم -قراءة القرآن للمرأة دو


.. اول متهمة في قضية اغتصاب الأطفال في لبنان




.. لقاح -أسترازينيكا- يصيب امرأة مغربية بـ-شلل في الوجه-.. والق


.. امرأة متوارية عن الأنظار تظهر لأول مرة: حياتي مهددة وأريد أط




.. المشاركة خيزران خير