الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى وزير الثقافة الجديد

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة طالب الأدباء والمثقفين باختيار وزير الثقافة الجديد من الوسط الثقافي لأن أهل مكة أدرى بشعابها والثقافة بحاجة لمثقف منفتح يحسن التعامل مع هذه الطبقة التي تختلف عن الطبقات الأخرى بسعة أفاقها وامتلاكها لأدوات التقدم الحضاري والثقافي والإنساني ولأن التجربة السابقة بأستيزار الشرطة والقتلة لم تأت بفائدة للبلاد والعباد وأدخلت العراق في نفق خانق لا يمكن الخروج منه إلا بقدرات مثقف قادر على التعامل مع الوسط الثقافي وله الدراية بأساليب التقدم والرقي .
وقد تداولت وسائل الأعلام أسماء كثيرة منها الشخصية النسوية الثقافية ميسون الدملوجي التي يبدو أنها لم تحضا برضا المتشددين في الكتل الدينية لانفتاحها وثقافتها الواسعة ومعرفتها بهذا الوسط من خلال عملها في الوزارة والبرلمان،ويبدوا أن الدكتور علاوي لم يجد جدوى في الخلاف من أجل الشأن الثقافي فألقى الحبل على غاربه ورفض الثقافة للحصول على غيرها،فكانت من حصة قائمة وحدة العراق ،ونسب لها الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع الأسبق الذي نتمنى له أن لا يكون "ماشة نار" يجهز في زمنه على معالم الثقافة العراقية وتراثها الأصيل ،فهو في موقع الاختبار الآن وعليه أن لا يجاري الهجمة الهولاكية التي تحاول وأد الثقافة الوطنية والإجهاز عليها في العراق،والسير بها في متاهات التخلف والرجعية ،وأن يحسب حساب المستقبل ولعنة التاريخ ،فلا زال التاريخ يذكر بنفور ما قام به هولاكو والتتار والمغول من حرق وتخريب لمؤسسات العلم والثقافة بعد احتلالهم بغداد ،وان يعلم أن رادة الثقافة وأبنائها في العراق لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما ينالهم من إهمال وتهميش ،فهو في موضع الاختبار وعليه أن يعلم أن وضعه في هذا المكان الحيوي أمر دبر بليل ،له أهدافه ومراميه البعيدة على منطوق المثل الشعبي "الزبير وقاتله في النار"فهو مشروع لوضع الجهة التي يمثلها في موقع المواجهة مع المثقفين لخدمة أغراض أخرى تتمسكن لتتمكن ،وان أقلام المثقفين لا ترحم من يحاول النيل منها ،وما العروش التي أسقطت عبر آلاف السنين إلا وكان لأقلام المثقفين دور في إسقاطها أو تعريتها فكافور الأخشيدي لا زال مضغة في الأفواه لأبيات المتنبي فيه ولا زال تمثال المتنبي يناطح الذرى وكافور في الحضيض،ومسامير المثقفين طالما كانت العامل الأول في صناعة توابيت الطغاة.
أنها دعوة صادقة للدكتور الدليمي أن يتبصر ويفكر كثيرا قبل الأقدام على أمر من شأنه المساس بهذه الصخرة الصلدة التي تتكسر عليها الرؤوس ،وأملي أن يكون بمستوى الشهادة التي يحملها فيما يراد منه ،وأن لا ينجر إلى صراع قد يعصف به ويدفعه إلى زوايا ضيقة فيضيع في مجاهل التاريخ،ويوضع في خانات لا يتمناها أولوا النظر،وعسى أن يكون حكيما فيما يراد منه،ويأخذ بالحسبان حسابات الربح والخسارة في هذه المعركة الضارية التي لابد أن ينتصر فيها المثقفون آخر الأمر،لأنهم يقفون على أرض صلبة لا يمكن لأصحاب الأراضي الرخوة مطاولتهم ومصاولتهم فيها ،فما زال قراقوش يطلب من أشباهه تبرئته مما علق بسمعته من أوضار.
إنها عظة التاريخ فاتعظوا يا أولي الألباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجل المناسب في المكان غير المناسب
التلال ت صمد ( 2010 / 12 / 29 - 21:17 )
ان كنت ادري فتلك مصيبه وان كنت لا ادري فالمصيبه اكبر
ان حكم التاريخ صدر على البو مالج حيث ان رجلهم وضع الرجال المناسبين الللطامه في المكان غير المناسب والمسؤليه كلها ثقع عليهم جميعا
وشكرا على الجهد واتعاطف واقاسمك الالم يا اجي الذي لم تلده امي


2 - طرح جريء يستحق الوقفة والتقدير
ناصر عجمايا ( 2010 / 12 / 30 - 00:37 )
طرح مناسب في الحدث المعني
على وزير الثقافة الدكتور سعدون استيعابه وتحويله الى ورقة عمل وبرنامج يخدم العراق وثقافته ، التي يجب ان يسير عليها بموضوعية ، لانه هو الحل المطلوب لدفع الامور الى امام .. شكرا ابا زاهد


3 - صنو الروح ابو زاهد
ذياب آل غلآم ( 2010 / 12 / 30 - 15:19 )
أحبيب... بعد العشق العراقي وأنت لك فيه مرضع وأصل طاهر، أحبيب الرجل د سعدون الدليمي له لقاء في ايلاف الأكترونيه تكلم وصرح وعاهد بما يقبل الشك انه جاد في حديثه وما نطق به الرجل لهو مفخره ان تحقق؟؟؟ واقسم ان الرجل ربما على صواب من امره ولا ينسى المصلحة الفئوية او حتى الشخصية ولا بأس وحتى بالثلث (أموافجين) ارجو الاطلاع على المقابله وتقرأها بتمعن انه كلام زين من رجل يارب العراق يطلع زين !؟ ومعك في كلامك وعشقك والأماني تسبق الأحلام والعمل سيد الأنام تحياتي ومشكور على هذا الحرص ووصاياك هي من الوصايا العشرة (المبشره طبعا) ويا حبذا ان يكون كلامك دليل لكل من يجلس على الكرسي أي كرسي لخدمة الشعب والعراق مبارك أنت يا صنو الروح


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 30 - 15:37 )
الأخوين التلال صمد وناصر عجمايا
نعم نتمنى أن يكون السيد الوزير يمتلك القدرة والرؤية على النهوض بالثقافة العراقية الى أمام وأعتقد انه يعرف ما راد منه وما يجب أن يكون وهو في أمتحان الآن ونتمنى له النجاح في هذا الأمتحان بما يخدم العراق وشعبه ومثقفيه


5 - الأخ ذياب
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 30 - 15:42 )
اخي ورفيقي ذياب آل غلام
شكرا لك على مداخلتك الكريمة وتعليقك الأكرم وقد رجعت لمصدر المقابلة ايلاف وقرأـ المقابلة بامعان واعتقد انه يعرف ما يراد منه وما يجب أن يكون عليه وعسى أن يكون بالموقع الذي تمنيناه له قدرة على معالجة ما حدث وما تحاول أن تعمله قوى الظلام في اعادة الثقافة الى الوراء وأن يثبت أنه الأقدر على معالجة الهم الثقافي بعيدا عن الرؤى العقيمة التي يحاول تمريرها المتصيدون بالمياه الضحلة وأدناه الرابط لمن يود الأطلاع على المقابله
http://www.elaph.com/Web/Culture/2010/12/621556.html?entry=cultureliterature


6 - رابط
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 30 - 15:45 )
الرابط السابق لا يفتح لخلل فني ارجو اعتماد الرابط التالي
http://www.elaph.com/Web/Culture/2010/12/621556.html?entry=cultureliterature


7 - نص رد الوزير
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 30 - 18:55 )
** ما هو موقفكم من حملة المثقفين العراقيين الاخيرة ضد مايسمونه تقييد الحريات العامة واغلاق نادي اتحاد الادباء العراقيين؟
- أحترم وأقدر النوادي الثقافية في البلد وربما كانت تلك النوادي من قبل حقول مترعة بفاكهة متنوعة لها علاقة بالشعر بشقيه الكلاسيكي والحديث والاحتجاج السياسي ضد الأنظمة الشمولية.. النادي الثقافي في العراق كان يمارس دور الحزب السياسي المعارض ولم يكن متهما بالشذوذ واشاعة الرذيلة كما ورد في مساحات احتجاج محلي قبل فترة وفي الحقيقة تابعت الحملات والحملات المضادة بين الطرفين وكانت حملات مؤسفة ما كان ينبغي أن ننجر إليها خصوصا وأن البلد كان يغلي قبل تشكيل الحكومة ويغلي أيضا بمتغيرات كان الأحرى بالطبقة الثقافية بالبلد أن تنصرف إليها بدل الانصراف إلى المواجهات الكلامية.
.


8 - تابع لما قبله
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 30 - 18:56 )
وما دامت المعركة مستمرة ولم تنته وربما بدت أكثر شراسة في الانقسام الاجتماعي الذي أغرق الشارع باللافتات المرفوعة ضد أو مع فأنا أدعوا الطرفين المطالبين برفع القيود عن النوادي الثقافية ودعاة الإغلاق إلى فض النزاع الدائر في وزارة الثقافة وأعلن جاهزيتي وجاهزية الوزارة واستعدادها لإجراء المصالحة وإيجاد الحلول الموضوعية القادرة على وأد الفتنة وإطفاء النيران.
نعم أنا ضد تقييد الحريات المدنية العراقية وقد حاربنا زمنا طويلا من أجل الحرية والعدالة والمساواة ووطن يتسع لكل أبناءه ومن يقف ضد الحريات إنما يقف ضد إرادة الوطن لكننا بصدد إعادة بناء بلد وتنزيه مجتمع وهذا الأمر يتطلب المزيد من التجليات الموضوعية والقراءات المنصفة التي تستجمع كل الطاقات وتتشارك مختلف الأحزاب والتيارات الفكرية والاجتماعية لهذا الغرض

اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل