الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَنْ يَهمه الأمرُ ...

يحيى علوان

2010 / 12 / 29
الادب والفن


(1)

مثلُ ساحرةٍ شَعثاءَ ، شَيَّبَهَا الثلجُ ، تَنتَصِبُ شَجَرَةُ التُفّاحِ ، قُبالَةَ نافِذَتي ..
جازٌ بِقرارٍ حزينٍ ، يَرشَحُ من وَراءِ الشُبّاكِ ، يُغويني للرقصِ بما لا يتناسَبُ مع عَطبِ رُكبَتَيَّ .

....................................

بكأسٍ مُترَعةٍ من فيضِ هَمٍّ ، أَكسِرُ حُمُوضَةَ هَمسٍ جَرَّحَ البُلعومَ ، كي أُسقِطَ " ورَقَةَ التوتِ " عن
" عُذرِيَّةِ " النصِّ ... أُفَجِّرهُ ، يتَشَظّى .. حتى يَغدو القولُ قولاً .. صنوَ الفِعلِ الشريفِ ، بلا مُوارَبةٍ !
فَقدْ شَرِبَ العُمرُ ثُمالَتَه من كؤوسِ الإحباطِ والتبريرِ " المُنَظَّرِ برداءةٍ ! " ..
تِلكَ هيَ سَعالي الخُرافَةِ ، تُسَيِّلُ ، اليومَ ، قَولاً فوقَ شِفاهٍ مَشروخَةٍ ، لا تُحسِنُ ، حتّى مَخارِجَ الكَلِمِ
السليمِ .. !

** ** **
لستُ بجاحِدٍ ولاكافِرٍ ... لكنَّ عُسرَ الحالِِ كافِرٌ ،
الوطَنُ كافِرٌ ،
والحزبُ كافِرٌ ،
والجمهورُ كافِِرٌ ...
حينَ تَقظِمُني اللُقمَةُ ،
وينخَرُ مِحفَظَتي إيجارُ المَسكَنِ ، فيَتَعذَّرُ عَلَيَّ ....
.............................
.............................
لا يَهُمُّني بعدَ الآنِ إنْ "بَهدَلَني " أَحدٌ ..

** ** **
بِلا "تَقِيِّةٍ !"، بلا خديعةٍ ، لا شيءَ يَشِي بوضوحٍ ، حتّى لو كانَ خَديجاً !!
مُنذُ دهرٍ نَنتَظِرُ عِندَ قوسِ " الحلزونِ ".. يومَ قيلَ لنا أَنَّ المسارَ ليسَ مستقيماً !
فَرُحنا نُمَطّي الكَسَلَ فوقَ حِصرانِ " الحتميّة التأريخية "، عَلَّ الدربَ يَجرفُنا ، بِفِعلِ قانونِ الصِدفة !
فنَخلَصَ من طواحينِ " السادة "، فَضّوا بَكارة النَقاءِ ، وتركونا أَيتامَاً ، على قارِعةِ الحُلم .. عُراةً ، إلاّ من عباءةِ ضبابٍ ..

إنكِسارٌ يسوقُ إنكِساراً ..
نُصوصٌ عاهِرةٌ ... لاتَجرأُ ، حتى على رَميِ حصاةِ نَميمةٍ في وجهِ الحاضِرِ ،
فعلىَ مَنْ نأتمِنُ مُستقبلَ الأطفال إِذنْ ؟!


(2)


في زمانٍ ، يا لِحَسرتِنا إِنقضَى ، يافعينَ كََعودِ الرمّان .. مثلَ زهورِ البنفسجِ ، كنّا ..
لنا شمسُ الضحى ، تضحك ....
كُنّا نشربُ ضوءَ القمَرِ من صَدَفَةِ مَحّارةٍ ،
وحين يَسمعُ الليلُ خَطوَنا ، يَنثُرُ على صفحةِ الماءِ نجومَهُ ، يُسامرُ إبنتَه ، العَتْمَةَ ، على إيقاعِ فَرحَتِنا ..
لَمْ نَكُنْ نَكِراتٍ .. كانَ لَنَا أليفُ لامِ التعريف ،
فَمِنْ صَدرِ هذه الأرضِ رَضَعنا شَهدَ الوفاءَ ..
كانَ لِقَولِنا رَجعٌ ، عالقٌ في أسلاكِ كلامِ الناس ،
مِحنَتُنا إبتدأَتْ ، مُذْ إِرتَطَمَ صَيدُ المستحيلِ ، بِمَن يَقنِطونَ بالمُمكنِ السَهلِ والرذيلِ ..!
مَتاهاتٌ شائكةٌ خِضناها .. بأقدامٍ عارياتٍ " بَرَيْنَا " الصخورَ والدروبَ ،
نَزَواتُنا خَطَها عَنْزُ الجبال على سُفوحِ الجَلمودِ ،
وعند مفترََقِ الطُرُقِ ، تَفَرّقنا " أَيدي سَبأ " .... !
وإلاِّ لماذا سُمِّيَتْ مفترقاتُ طُرُقٍ إذنْ ، إنْ هيَ لَمْ تُفَرّقنا ؟!!
.................................
تُهنا ، وحينَ إختنقَ صَدرُ الرضيعِ بِرَبْوِ الحنينِ .. بَقينا مُسَمّرينَ في سُرادِقِ الدهشةِ !
نُصارِعُ رَغبَةً مُضمَرةً وَسطَ زُقّومِ خطيئةٍ ناصعةِ البيان ..
...........................
نَجَوْنا من حرائقَ ... رُحنا نَذرَعُ التيهَ مدائنَ وشُطآناً ، تَجِسُّ مواجِعَنا ...
تَعَلّمنا أَلسُناًَ ، ما حَلُمَ بها جدُّنا ، " خليل الله "،
وفي حَيرَةِ إغترابِنا أَسلَمنا القِيادَ لِـ"مَفيستو" ..
حتى بانَ لَنا عُرقُوبَ أَطهرَ وأَنقَى ..
فجاءَ راعي الخرابِ وقِطعانِه ، على صَهَواتٍ مُطَهّماتٍ من GM و Lockheed
............................
من قَبرهِ نَهَضَ " الفَرهُودُ !"
تَصَنََّمَ "التُقاةُ "..
إستَحَلّوْا ، فَرهَدَةَ الحاضرِ والغيب ،
لَمْ يَكتفوا بالماضي ...!
تراجعَ " البيانُ " خجولاً ، مُمالأً .. يَتَعلِّلُ بـ" واقعيَّةٍ " مُخاتلةٍ !
............................
............................

بَعدَ غدٍ سَيَعْطِسُ الثورُ ... يُحَوِّلُ الدنيا من " قَرنٍ " إلى " قَرنٍ " ..
سيَفرحُ الناسُ مؤمِّلينَ النفسَ بِبَهجةٍ .. إلاّيَ !
فعندي كفايةٌ مما يَحرمُني من هذه النعمة !

فإنْ كُنتَ مِنّا، حقاً، أيها السيدُ ، أَبطَنَتْكَ " الخَضراءُ "، نَسألُكَ الرحيلَ ، كي نَفُكَّ الأُنشوطَةَ عن
أَعناقِ أسئلةٍ تتَرنَّحُ طَويلاً فوقَ مَشانِقِ التابو ... عَسانا نَتقارَبُ في زحمةِ البعاد ..
وإنْ كُنتَ .... إغرُبْ ، إغرُبْ يا أنتَ !!

قبلَ أَنْ تنقَطِعَ شعرةُ الصبرِ ، فينهضَ الشهداءُ ، ينفضونَ ترابَ القبورِ .. يثأرون ، لِشَرَفِ الموقِفِ ..
ينتَقِمونَ مِنْ كَفَنِ النِسيان !!
فما أَبقيتَ لنا ، يا هذا ، حتى سراباً ، يُسَلِّي وحشَةَ خَطوِنَا المُنهدَّ .. !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام