الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دا سيلفا ... في مصاف االعظماء

محمد نبيل الشيمي

2010 / 12 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


دا سيلفا ... رجل يستحق الاحترام (رجل سيقف التاريخ عنده كثيراً ) هو الرئيس الخامس والثلاثون للبرازيل ... يعود إلى شقته المتواضعة التي شهدت فترة من كفاحه بعد ثماني سنوات جلس فيها على سده الحكم ... هذا الرجل الأسطورة ... الذي صنع المعجزات ... وكانت الحقائق و الانجازات التي حققها على الأرض أكثر من الآمال والوعود .. أحبه البرازيليون .. واحترمه خصومه ظل على نظافة يده ... وهو الآن يغادر من رئيس إلى مواطن عادي ... لم يسرق ولم يحصل على عمولات ولم يضطهد شعبه ولم يزور انتخابات .. ولم يضع دستوراً أعد سلفاً وبالمقاس لأهداف شريرة شيطانية بغير إرادة شعبه ولم يصادر على رأي ... حتى عندما طالب الشعب البرازيلي أن يعدل الدستور كي يحظى بدوره ثالثة مضموناً فيها نجاحه .. رفض بشدة ذلك لمطلب لأنه كان قد قطع على نفسه وعدا باحترام الدستور من خلال إيمان قوي بأن التداول السلمي للسلطة واحترام إرادة الشعب هما الضمان الأوحد للاستقرار السياسي والاقتصادي .. كان موقناً بأن الالتزام الصادق و شفافية الحكم بمثابة تميمة تحمي الشعب من الانزلاق إلى هوة الاضطرابات والأزمات ... وظل شديد التمسك بأهمية وجود معارضة من خاج حزبه الحاكم فهي عنده ضمان لكشف ا لتجاوزات .
... هذه رؤية وسلوك داسيلفا فماذا عن إنجازاته الاقتصادية ؟
... أطلق داسيلفا رؤيته الاقتصادية التي بدأها ببرنامجه (الفقر صفر) كانت أهم محاوره برامج المساعدة التي شملت العائلات الفقيرة والفلاحين .. وخصص أكثر من 200 مليار دولار لرفع كاءة البنية التحتية في كافة المدن والقرى البرازيلية .
... نجح في تحويل البرازيل من دولة من أكثر دول العالم مديونية ... إلى دولة دائنة الكبرى المؤسسات النقدية العالمية (صندوق النقد الدولي) .. ارتفع في عهده دخل المواطن البرازيلي من خلال السيطرة على الأسعار مع رفع الأجور ... في تواز مع المحافظة على سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى وتمكن بمهارة من كبح جماح التضخم الذي كان سمه الاقتصاد البرازيلي .
حتى في خلال الأزمة الاقتصادية العالمية كانت البرازيل من الدول القليلة التي لم يتأثر اقتصاد ها بهذه الأزمة ... تمكن الرجل من تحقيق معدلات نمو في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 6% وبلغ هذا الناتج أكثر من تريليون دولار ... ونجح أيضاً بأن يحول الاقتصاد البرازيلي من اقتصاد تقليدي ضعيف إلى اقتصاد متقدم أاحتل به أحد المراكز العشرة الأولى على مستوى العالم والمركز الأول بين اقتصادات أمريكا الجنوبية محتفظاً باحتياطي من العملات الأجنبية يزيد عن 250 مليار دولار .
... هذا الرجل الاشتراكي النزعة والفكر لم يضع أي قيود على رجال الأعمال الملتزمين طالما كانت أرباحهم ومكاسبهم مشروعة .. لم يفرض أفكاره اليسارية وهو المؤمن بها تماماً بل وضع نصب عينه أن مصلحة شعبه ووطنه فوق كل النظريات والأفكار .. حارب الفساد والمفسدين ... وعلى الرغم من إيمانه بدور فاعل للدولة في إدارة الاقتصاد وقف مسانداً لاقتصاد السوق طالما لم يتجاوز حقوق المواطنين .. ولذا لم يحتكرفي عهده أحداً منتجاً ولم ترتفع أسعار السلع والخدمات بدون مبرر ولم يستورد أحد سلعاً غير مطابقة للمواصفات أو غير صالحة للاستهلاك الآدمي .. لم يسمح بالسطو على أملاك وأراض الدولة أو بيعها بأسعار رمزية كما يحدث في بلدان كثيرة يخرج منها بعض من يطلقون على أنفسهم رجال اعمال .. نجح في تحقيق أمل البرازيليين في الحصول على فرص متكافئة في التعليم واهتم بالبحث العلمي ورصد من ميزانية الدولةالكثير من المال لاغراض البحوث والاختراعات ونجح في تجويد العملية التعليمية والحد من الامية وبحس انساني دافع عن حق ابناء الشوارع في الحياة وحال بينهم وبين عصابات الموت التي كانت تترصد لهم في الشوارع استطاع ان يوفر لمواطنيه العلاج والدواء وفرص العمل والسكن وتوفير كوب ماء نظيف ورغيف خبز صالح للأكل تمكن الرجل الخروج بالبرازيل من دائرة الفقر المدفع إلى الفني الممنهج .. لقد عف الرجل فعف المسئولون ... على المستوى العالمي وقف الرجل سداً منيعاً أمام طموحات سيد البيت الأبيض رافضاً أن تكون دول أمريكا اللاتينية بمثابة البوابة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية أو سوقاً لبيع المنتجات أو مجرد منتجعات للنخاسة والعهر .. ظل أميناً لمواقفه الشجاعة في مواجهة ازدواجية المعايير الأمريكية ووقف مسانداً لكوبا وفنزويلا وبوليفيا وكل قوى التقدم في قارئه حتى أن القارة الأمريكية الجنوبية أصبحت بمثابة قارة العدل الاجتماعي ...
... وقف مسانداً لحق إيران في امتلاك الطاقة النووية السللمية .. وها هو قبل أن يغادر يعترف بالدولة الفلسطينية .
... وأتساءل ألا يوجد لدينا مثل للرئيس دا سيلفا ؟ هل عجزت حرائر العرب والمسلمين علي انجاب مثيل له وقد يرى البعض أن مهاتير محمد هو الأقرب إلى دا سيلفا ... إلا أنه في لواقع ما حققه هذا الرجل من إنجازات تفوق المعجزات يجعله شخصياً فريداً منفرداً .
... سيدي الرئيس تحية لك ...سيظل التاريخ يحتفل باسمك وانجازاتك وفكرك واحترامك لشعبك ... وسيطر بين صفحته البيضاء انك كنت نزيهاً .. صادقاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل