الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الفلسطينية العربية في دائرة الاستهداف

خميس فضل بكر

2010 / 12 / 31
القضية الفلسطينية



لفت انتباهي من خلال دراسة لموضوع الهوية والأقليات، تراكم المواضع المتناولة في هذه القضايا وتنوع المشارب الفكرية للكُتاب وكغزى استشعرت أولا أن مسالة اختراق النخب الأكاديمية والثقافية قد دخلت طور التنفيذ، والعمل عليها سيرافقها حتما الجزء المكمل الذي يكمن في تدجين الجماهير وهذا يحدث صباحا ومساءا.
اقتبس من سنوات الاعتقال عن المفكر الفلسطيني احمد قطامش نقطتين, الأولى حينما كان يردد شعار "أن نلبس الماركسية الكوفية الفلسطينية" وكثير من اليساريين حملوا هذا الشعار بمعنى انه لا تكون الفلسطينية مختطفة من قبل الماركسية بل تطويع الماركسية لتنافس الكوفية الفلسطينية. والنقطة الثانية، هي طرفة كان قطامش يفتتح بها، ومفادها "أن فلاحا يملك أرضا بقرية كان يتمون من المدينة مات الفلاح السيد وخلفه ابنه للتموين وأول مرة يذهب بها الشاب إلي المدينة البعيدة يرافقه في الرحلة صديق والده وخادمه ليكون دليل الشاب مع طول الطريق كل ما يتذمر الشاب يقول أما زالت المدينة بعيدة يقول له الخادم قريبا نصل إلي إن قال له الخادم المدينة تقبع خلف تلك التلّة وحينما صعد الشاب التلة ورأى المدينة والأطراف المتناحية والمتباعدة قال: يا الله ما أكبر الدنيا".
الهدف من الطرفة إن العلوم ليست حِكراً على أحد وكلما تثقفت فأنت دوما بحاجة إلى المزيد. فلا يوجد شي مطلق وفق قاعدة اينشتاين، ففي بحر الثقافة والعلوم جميعنا ما زلنا لا نمتلك إلا القليل ولكن نطمح بأن نزداد كل يوم وننهل من هذا المعين الذي لا ينضب.
أعود إلى عنواني الرئيسي "الهوية جذور ومنبت" تحدثوا عنها تعود فكرة الهوية والذات إلي مدرسة "التفاعلية الرمزية" والتي أسسها "جورج هربرت ميد" ومعه "جون ديوي" و"تشارلز كولي" في جامعتي ميتشجين وشيكاغو، ومضمونها الأساسي هو الذات والعقل والتفاعل الاجتماعي – المعنى الرمزي. وذلك في فترة "1920- 1930" وتجلت أفكار "جورج ميد" في كتابه المميز عن العقل والذات والمجتمع. وملخص هذا الكتاب أن الذات الفردية لا يمكن ان تتكامل أو تعيش بمفردها بقدر ما تتفاعل مع ذاتها من ناحية أو مع الذوات الأخرى والأفراد في المجتمع، علاوة على ذلك إن الذات تعكس صورة الفرد العقلانية.
ووفق قاعدة القانون الديالكتيكي فإن التغيرات الكمية تؤدي لتغيرات نوعية. وتتبلورت وتتطورت هذه الأفكار إلي أن أصبح الحديث عن الهوية والأقلية معا. وهنا وللخطورة سأتحدث عن كتابين مهمين الأول "كتاب بين جيلين" الصادر عام 1977م، لمؤلفه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق برجينسكي، يقول فيه: "إن الشرق الأوسط مكوَّن من جماعات عرقية ودينية مختلفة يجمعها إطار قومي، وعلى ذلك فسوف يكون هناك شرق أوسط مكوَّن من جماعات عرقية ودينية مختلفة على أساس مبدأ الدولة الأمة فتتحول إلي كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار إقليمي "كونفدرالي سيسمح للكانتون الإسرائيلي بأن يعيش في المنطقة بعد تصفية القومية" (كتاب الوطن العربي والتحديات المعاصرة).
والكتاب الآخر "الصراع لماذا والي متى" للكاتب الصهيوني "ديفيد كاما" يقول فيه: "إن هناك وطن واحد للعرب عائدا لهم وليسوا غرباء فيه ألا وهو الجزيرة العربية, أما بقية البلاد التي يقيمون فيها الآن عليها فليسوا سوى محتلين لها مسيطرين عليها يقيمون فيها إمبراطورية مغتصبة ويستنكرون بكل وقاحة الحقوق الطبيعية للشعوب التي لها الحق الشرعي في هذه المنطقة قبل الاحتلال العربي التي لها الحق الشرعي في هذه المنطقة قبل الاحتلال العربي والتي أصبحت شعوبا وطوائف لاجئة في الشرق الأوسط لها كل الحق في تقرير المصير والاستقلال السياسي، وهناك عبء من الحقوق والواجبات ملقى على كاهل الإسرائيليين كي يقدموا يد العون إلي المتعفنين في عبوديتهم داخل السجن العربي، لذا يجب إيجاد لغة مشتركة وطريقة عمل واحدة مع الأكراد في العراق والدروز في سوريا والزنوج في السودان والموارنة في لبنان والأقباط في مصر. (كتاب الوطن العربي والتحديات المعاصرة).
واضح جليا أن الأمريكان والإسرائيليين يستطيعون حمل النظريات للتطبيق والممارسة ويصرفون أموالاً طائلة في مجالات البحث العلمي ويشاركون المفكرين والأكاديميين في صناعة القرار وبلورة السياسات والأكثر وضوحاً هنا بما ذكره أعلاه وفق القول المأثور "وراء الأكمة ما ورائها".
وهنا أتساءل: لماذا تثار قضايا الأقليات بهذه الدرجة من القوة، في حين أن التاريخ حل هذه المعضلة والتاريخ الإسلامي تحديداً في وثيقة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وثيقة نجران التي تناولها الدكتور محمد عمارة بالتفصيل في كتابه (الإسلام والأقليات: الماضي.. والحاضر.. والمستقبل، ط1، 2003م). وكذلك استلام الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس من صفرنيوس وحالة التعايش السلمي لليهود والمسيحيين والمسلمين والتآخي وحتى في وقتنا الحاضر صور المشرفة موجودة. إذن الامبريالية وحليفتها إسرائيل يخططون لإعادة رسم المنطقة جغرافيا وسياسيا.
ولتزاحم الأفكار بهذا الموضوع اقفز بسرعة بين السطور لأنتقل إلي الموضوع الرئيسي وهو الهوية والهوية الفلسطينية تحديداً، وقبل الإبحار في هذا الموضوع أقول باختصار شديد إن "الهوية انتساب ثقافي" ولقد تعددت التعريفات كثيرا, فعرفها رشاد الشامي بأنها "الشيفرة" وعرّفها الدكتور إبراهيم إبراش بأنها "مجموع الخصائص والمميزات الجمعية لا تتكون صدفة أو بقرار في لحظة تاريخية ما، بل تتجمع عناصرها وتطبع الجماعة بطابعها على مدار تاريخ الجماعة من خلال تراثها الإبداعي الثقافي وطابع حياتها "الواقع الاجتماعي" وتعبيرات خارجية شائعة مثل الرموز والعادات والتقاليد واللهجة واللغة وأهم مكوناتها الهوية وهي تلك التي تنتقل بالوراثة داخل الجماعة". وتعريفات أخرى عديدة منها "معرفة الذات اتجاه الجماعة".
ولقد خلص الدكتور إبراهيم إبراش- أستاذنا الفاضل، في مقالته إلى أن "الهوية الفلسطينية مأزومة" وهذا ما أريد أن أوضح للقُرّاء والمعنيين في هذه المقالة.
ولقد تعلمنا في علم المنطق ان المقدمات الصحيحة تؤدّي إلى نتائج صحيحة. رأى الدكتور إبراش، أن الهوية الفلسطينية مأزومة. وهو يستند إلي حد كبير جداً إلي الخلافات الحاصلة بين حركة فتح وحماس بشكل أو بآخر عبر تحليله "إن العلمانيين سيحملولنا نحو أفكارهم، اليساريين والإسلاميين كذلك" ومن هنا أرد بصراحة وبوضوح إن التيارات الأيدلوجية الفكرية سواء كان التيار الديني بكل اختلافاته "مسيحي – إسلامي – يهودي" أو التيار القومي بكل مصادر التيار العلماني أو الليبرالي, جميعهم هؤلاء ليسوا هوية، بل هم تيارات في داخل الهوية أو من عناصرها الهوية هي اقرب للتراث وهنا اقصد بتراث "لن يكون التراث تراثا إلا إذا ربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل ورافقته مبدأ النقد.
أقول: التيارات الفكرية ليست الهوية بل عناصر، واجزم أن منها عناصر أمنية قد تنتهي وتضمحل وتتلاشى ويبقى المكون الرئيسي للهوية كما ذكره استأذنا الفاضل "اللغة - العادات – والتقاليد - الرموز. لا أجامل أحد إن لم تكن هذه التيارات الفكرية مستخدمة فلسطين والهوية الفلسطينية فلتذهب من حيث أتت، وهنا أعود لمقدمة هذه الورقة حيث يقول قطامش "نلبس الماركسية الكوفية الفلسطينية فمن لا يلبس توب فلسطين وكوفيته فحتما فلسطين لن تقبله ولن تكون إلا لذاتها وفلسطين.
لقد أسس جورج حبش ووديع حداد ومجموعة من الشباب العرب "حركة القوميين العرب" وبقيت هذه الحركة حتى هزيمة 1967م، حينها أدركوا جميعهم إن القومية لن تحرر فلسطين فسارعوا إلي تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقبلهم بقليل الأخوة في حركة فتح والتي يعتبر مؤسسها الراحل ياسر عرفات متأثرا بحركة الإخوان المسلمين ومقرّب منهم، فلم يشكل حركة إخوان بقدر ما اتجه لتشكيل حركة تحاول إن تجمع كل الأطياف الفلسطينية من اجل فلسطين, والهدف كان هو فلسطين وتحريرها وحفاظ هويتها وعروبتها ومسيحييها وإسلاميتها، كما أن الأدوات كانت متنوعة بين أدوات مادية وأخرى فكرية، لكن من اجل فلسطين. ولهذا سأورد مقتطفات من ندوة للمفكر الفلسطيني غازي الصورانين يقول: "قبيل هزيمة 67 كان لدينا دور سينما وفرق مسرح -هو يعي ما يقول- أعطني مسرحنا أعطيك شعباً ثورياً", حديثه ترجمات للجزء المادي للثقافة. ويتابع القول "كان وجود البعثيتن والشيوعيين والإخوان والعلمانيين ضجيج وحالة من التشابك الفكري تعج بها ساحة غزة... وفي ليلة الخميس يرتاد الشبان المتزوجين حديثا عن دور السينما في أمان اجتماعي ويكمل صور عن التضامن الاجتماعي في مسقط رأسه ويسترسل بالحديث عن المناظرات الفكرية بين التيارات.
وعاشت الفصائلية الفلسطينية لسنوات متوافقة حتى رفعت شعار ديمقراطية غابة البنادق, لكن ما حدث مؤخرا من اقتتال فلسطيني- فلسطيني هو مشهد تقشعر له الأبدان ولا يليق بتاريخنا الممتد عبر التاريخ وما قبل, ومن الضرورة بمكان في هذه الحالة إن تنتهي. ولقد سجلنا كفلسطينيين صورة مشرفة في تجربتنا الوليدة والفتية في الديمقراطية ولكن تعوقنا في تنفيذ تبادلية السلطة إلى حد وصلت إلي الاحتكام المسلح، وجميعنا على قناعة أن الموضوع لو كان فلسطينيا خالصاً لانتهى خلال 24 ساعة مع توفر النية الحقيقة للمصالحة الوطنية. وإن استقلالية القرار سيجعل المصالحة على الأرض أسرع من كتابة بنودها على الورق.
الهوية هل هي من التاريخ ام حديثة, هناك رأيان, الأول يقول "إن الهوية قابعة بالتاريخ وتستمد جذورها للواقع المعاش, والآخر يرى أنها حديثة المنشأ بقناعة السجل صحيح أن الهوية تاريخية ولكنها تتجدد، وهي مزيج بين الدوامية والحداثة. وأبرهن على صدق استنتاجي من خلال احد عناصرها، وللحصر استخدم العادات والتقاليد.
- في بيوت العزاء مثلا نقدَم التمر والقهوة السادة. تسأل لماذا نقدمهم, يكون الجواب لأن العادة جرت أن نقدم التمر والقهوة إذن هيا تتجدد وتتحدث بحداثة دائمة.
- تقاليد الزواج الإشهار والإشهار هنا مستمر من الشريعة سواء كانت في الدين الإسلامي والمسيحي، وتتم دعوة الناس للإشهار ونذهب وتسأل لماذا طريقة الإشهار بهذا الأسلوب يأتي الجواب لأن التقاليد جرت على ذلك وتمارس في اللحظة المعاشة وستمارس غدا.
إذن الهوية الفلسطينية أصيلة وعمق أصالتها من عبق تاريخها الكنعاني المتوارث جيلاً بعد جيل، وهذه الهوية لم تعش يوما أزمة حقيقية، وأسوق أدلة الشبان الدروز المقدرين بالمئات الرافضيين للخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الإسرائيلين شعارهم "هذا الجيش ليس جيشي وهذا الزي ليس زيي" وأسجل أيضا نموذج أبناء الطائفة السامرية، إذ من على متن صفحات بحث هذا أرسل تحياتي للأسير المحرر "نادر صدقة" ابن الطائفة السامرية المحكوم مدى الحياة في سجون الإسرائيلية وأتمنى الحرية لكل الأسرى العرب وأسرى 48 وأسرى القدس وكل الأسرى الذين يشكلون في مقاومتهم للمحتل ومعانقتهم لبرودة القضبان إحدى صور الهوية الفلسطينية. فالهوية الفلسطينية تعلو دوما ولتبقى كذلك أسجل خلاصة لمقالي هذا.

الخلاصة:
- إن التيارات الفكرية إسلامية، ماركسية، علمانية، أو ليبرالية، هي عناصر مكونة للهوية. والمطلوب إن تتحد هذه التيارات في خدمة الهوية ورافعة لرايتها بيارق وليس العكس.
- إن موضوع الهوية والأقليات هو موضوع يهدف إلي تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ في الوطن العربي على طريق إن يتم إلحاقه بمزيدٍ من التعبئة ومزيدٍ من التخلف.
- يسعى الأغيار من خلال طرح فكرة الهوية والأقليات أن تعيش المنطقة حالة اشتباك مفتوح وصراع دموي من أجل أن بقاء الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية مستديمة في المنطقة وتكون إسرائيل الطرف الأقوى والأخطر والطرف المقبول ضمن هذه المنظومة.
- كما كل مواطن فلسطيني وعربي، أضمُّ صوتي لكل الأصوات الداعية لإعادة اللائحة لشطري الوطن ولنحتكم للقانون وللعقل وللمنطق ولرغبة الجماهير عبر التمكين للجماهير بأن تقول كلمتها الفاصلة والفيصلية وفق الآليات المتبعة.
- في أكثر من مرة وأكثر من استبيان عمله الباحث "محمود حيادرة" لفلسطين 48 حول سؤال بكلمة واحدة "عليك أن تجيب لو كنت خارج إسرائيل وطلب منك تعريف الأغلبية" هل تشعر انك عربي أو مسلم أو مسيحي أو إسرائيلي عربي أو فلسطيني كانت أغلبية الإجابات نعم فلسطيني هي الأكثر, وهذا يعزز مكانة الهوية الفلسطينية.
- أغلبية الفلسطينيين المهجريين قسرا خارج فلسطين تكون فلسطين أولا بالنسبة لهم وبعدها ترتيب الأولويات بطرق مختلفة.
- رغم الحالة التشتتية التي عاشها الشعب الفلسطيني منفيا في عواصم العالم أو لاجئا في بلده، بقيت عادته وتقاليده هي السائدة وبقيت اللهجة الفلسطينية سائدة لم تطحنها سنوات الغربة ولم تطمسها. بل إنك تجد الرمزية الفلسطينية في كل بيت حتى إن صادفت ودخلت بيت في أي بلد تعرف أنه فلسطيني من الرموز قبيل جولة التعارف وهذا الرمز منطق إن الهوية الفلسطينية ليست مأزومة.
- الهوية الفلسطينية لم تعش حالة من الطبيعية والدوامية والصيرورة والاستقرار، بل شهدت ذبح وتشريد ولكنها بقيت شامخة وواضحة.
- حينما تطلب فلسطيني تمهر بالدم فكانت دماء "جورج حبش" و"وديع حداد" تتلاحم مع دم "ياسر عرفات" و"خليل الوزير" ليتشابكوا ببيعة الدم الفلسطيني مع "احمد ياسين" و"الرنتيسي" ليلتف حولهم عشرات الآلاف من الشهداء بنغم وطني فلسطيني يزودن بأرواحهم دفاعا عن حياض الوطن.
- لم يسجل يوما أن خلافاً أو أزمة أو مشاجرة حدثت بين المسيحيين أو الإسلاميين أو بين الأخوة السامريين أو الدوروز، بل جمعتهم فلسطين.
- إن حالتي فتح وحماس حالات تعبير سياسي في "صراع على السلطة" وليس "صراع على الهوية"، بل كليهما معها يرفعون فلسطين عاليا وقدموا الغالي والنفيس لأجل فلسطين وبالمقدمة قادتهم المؤسسين ولهذا ندعوهم باسم الشهداء ونستحلفهم بأرواح قادتهم إن يقدموا المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية.
في الختام أتوجه بالتحية للدكتور إبراهيم ابراش على مجهوده الدءوب في نشر الوعي الثقافي وادعوه لعقد ندوة أو ورشة عمل يدعو إليها طلابه وزملائه والنخب للتباحث حول حل الهوية الفلسطينية مأزومة أو تعيش في طور أزمة أم هي إشكالية أم إثارة الهوية برمتها معتقلة وربما نلقى إجابات أخرى.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
أسير سابق
باحث في العلوم السياسية والاجتماعية
للمراسلة: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع فكرة ورشة عمل حول الهوية الفلسطينية
إياد الأطرش ( 2010 / 12 / 31 - 20:03 )
لا شك أن الهوية الفلسطينية تعرَّضت إلى العديد من العوامل والمؤثرات المتراكمة، ما دفع بعض الكُتَّاب أو الباحثين إلى وصف -الهوية الفلسطينية- بالمأزومة أو الحائرة بين الاستقطاب السياسي والإيديولوجي من جهة والاستقطاب العشائري والفضائلي من جهة أخرى، وهي أمور في غاية الأهمية بالنسبة لتشكيل سمات الهوية واستقرارها على نمط معيّن ولو لفترة( ثورية، قومية عروبية، إسلاميّة، علمانيّة) وربما تأتي تيارات جديدة في المستقبل تعمل على اكساب الهوية الفلسطينية سمات جديدة، ولكن يبقى الإرث الثقافي حاضرًا ما دامت هناك مؤسسة ترعاه وتحافظ عليه، وألا يُترك المجتمع للأوهام والأفكار التي تنطلق في أغلب الأحيان من جهات غير معنيّة إلا بإعلاء نمط فكري معيَّن على بقية الأنماط الفكريَّة، وربما تُسَخِّف منها ومن أصحابها.
وأشير أيضًا إلى أن فشل إسرائيل -كدولة فُُرضت بقوة السلاح- على إدماج الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين يعود إلى إشكاليات مرتبطة (عنصرية الدولة) بالتركيب السياسي والاجتماعي والاقتصادي الخاص بها من جهة، والصمود الثقافي والاجتماعي (اللغة، العادات والتقاليد). ولكن تهديد الهوية فيما تواجهه في أوروبا وأمريكا.

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة