الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوكل الاستسلامي والنقل البليد ، والسير في طريق الأمنيات ؟

مصطفى حقي

2010 / 12 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أكثر من مليار مسلم يؤمنون بالتوكل الاستسلامي حتى العظم ويكاد كل ما يتكلمون به هو من باب ذلك التوكل ، وتبدأ بتوكلنا على الله في كافة الأمور الحياتية من النهوض وحتى الوقوف ، والمسير ، وحتى دخول المسجد ، ودخول البيوت والخروج منها وحتى في دعاء الدخول إلى المراحيض وأتيان زوجاتهم ودخول الحمام ، أما في الأسواق حدّث ولا حرج ، إذا ألله راد ، اتفقنا على مشيئة الله ، بضاعة جيدة بإذن الله ، أخي ألله كريم ، ألله هو الرازق ، ألله معك يا بني ويا بنيتي ، ألله يحرسكم ، ألله يعطيكم العافية ، ألله يحميكم ويوفقكم ، حتى في الحروب يتوسلون الله لمساعدتهم وإرسال جيوشه السماوية لنصرتهم كما فعل في معركة بدر ، وخذلهم في معركة أحد .، وأن الله قد دافع عن بيته في مكة عام الفيل وأرسل إلى جيش أبرهة طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل ، ولكنه بارك القرامطة وهم يدكون بيته ويأخذون حجره المقدس ويقتلون الحجاج الذين لاذوا بأستار الكعبة مستنجدين بالإله ولكن ما من مجيب ..! والفلاح يبذر الأرض في أراضٍ صحراوية قاحلة ويتوكل على الله مراقباً السماء يستجدي غيمة مارة بالصدفة ، بينما الكفار في أوروبا يحتمون في بيوتهم من انهمار الأمطار المتواصل ومواسم عطاء لا تنتهي ، وفي بند التوكل يزرعون أراضيهم المروية وبطريقة بدائية متكلين على الله ، مهدرين المياه بري عشوائي غير مدروس وعلى التوكل ومع الأيام تجف مصادر المياه بسبب الجهل والتوكل البليد ، وقمح البلاد العربية لا يكفيهم وروسيا الكافرة توزع قمحاً يفيض عن حاجتها إلى بلاد مثل بلادنا المؤمنة ، بينما في الغرب الكافر يحسبون حساب نقطة الماء برغم غزارتها عندهم ويطورون البذرة الواحدة إلى أنواع متفاوتة ويزودون التربة بعوامل الخصوبة السريعة من أسمدة كيماوية تسرع في إنضاج المزروعات وتزيد من كميتها .. بينما نحن نتضرع إلى الله في صلوات الاستسقاء لينجد شعوبنا التوكلية التي أغلقت باب العقل وذلك مع نهاية العقد الثاني الهجري بوقفه عن التفكير الذي سيؤدي حتماً إلى الإلحاد برأي نابذي التفكير عندما تقارن الغيبيات بالوقائع الحياتية والإيمان بالنقل تحت طائلة التكفير ، وهكذا حورب المعتزلة المتنورون بعقولهم المتطورة ، وغاب العقل المفكر المبدع ، وهم يرددون الآيات التي تنتهي بألا تعقلون ، ولقم يعقلون ، والآية القرآنية الأولى تتلو إقرأ وربك الآكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ، أي أنه يتحدث بالعلم والتعليم والقراءة والتي تناط بالعقول المفكرة وليس المرددة ببغائياً ، وليس الجلوس واذهب أنت وربك وقاتلا .. إنه الهروب إلى الوراء والتستر خلف الغيبيات الروحية المقدسة ، وتكفير الحاضر بماديته وعلم الواقع خارج الغيبي التوكلي غير العقلاني ، وأما إعقل وتوكل قول لم يعمل به ، لأن الكلمة الأولى مرفوضة من فقهاء المئوية الثانية وما بعدها ، والدعوة إلى حجب العقل ومباركة النقل ، والتوكل على الله في السراء والضراء ، وخارج التوكل وحجب العقل وبعض الفتاوى ، أبارك لسكان العالم جميعاً باستقبال العام الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تكمن المشكله في كتابهم
هاني حمود ( 2011 / 1 / 1 - 05:33 )
تحية للكاتب
القرأن مليء بالتناقضات مما يجعل المسلم يتخبط ويحتار كيف يسير حياته, ففي مواضع يدعوهم الله الى التوكل لأن كل شيء قد تم حسمه مسبقا بينما تجد في مواضع اخرى يدعوهم الى العمل .حتى العلم لا يكتسب الى بمشيئة الله على سبيل المثال قصة الخضر الذي اتاه الله علم من عنده ..لذالك لاخير في المسلمين ان لم يهجروا ذالك الكتاب الذي يدعو الى الجمود الفكري والقدرية المفرطه


2 - تحية إلى : مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 1 - 09:15 )
كالعادة يتحفنا الأستاذ مصطفى حقي بوقائع حقيقية عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية, بكلمات بسيطة تضع النقاط على الحروف, لامسة ضعف مجتمعاتنا وبعدها كل البعد عن ملموسات الحياة المنتظمة التي تعيشها بقية سكان هذا العالم. يلمس تأخرنا الناتج عن غيبيات غير منتجة, والتي أصبحت القواعد الرئيسة في هذه المجتمعات, من يوم مولدنا حتى الموت, مفروضة علينا, لأنها تواكب معيشتنا (ولا أقول حياتنا) اليومية.
مقال تحليل رائع...ولكنه مع الأسف, لن يغير أي شيء من عاهاتنا الاجتماعية المتعددة...
مع كل تمنياتي لجميع قراء هذا الموقع بديمومة التفكير والتحليل وديمومة الأمل,بمناسبة هذه السنة الجديدة 2011 وفي كل مناسبة.
وللأستاذ مصطفي حقي ـ خاصة ـ أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


3 - امه الاسلام
فراس فاضل ( 2011 / 1 / 2 - 08:51 )
صباح الخير اخى مصطفى --اتصلت بصديقى واردت زيارته وقلت له اين انت الان ياصديقى وقال لى فى البيت --انشاء الله -----ضحكت كثيرا وقلت له لو لم يشىء الله ستكون خارح البيت الان وفى هذه اللحضه يعنى --كلام سخيف ومتخلف --يريد بعض المسلمين ان يتفلسفوا ويتبجحوا باسلامهم كثيرا --كل شىء --ماشاء الله وانشاء الله والحمد لله وووو---كل الاختراعات فى العالم حدثت بدون اى دعاع ابدا ونحن ليل نهار ندعى ونصلى وليس من مجيب ----بدون عمل وتعب نريد الحصول على كل شىء لاننا امه --مسلمه ----لك تحياتى


4 - كم هو ممتع الجلوس مع مقال مصطفى
عايـــد aied ( 2011 / 1 / 3 - 18:34 )
الاستاذ العزيز مصطفى و بعد ان استمتعت بجلسة مقالك و هي خير من ألف جلسةخسرتها من عمري حين ذقت طعمها يوما مع ركام الكتب الصفراء ؟
سؤالي يا دكتور الا ترى أننا أمة بحاجة أن نقرأ و أن نعرف ماذا نقرأ و لماذا نقرأ ؟
ينتابني حزن و احباط حين أرى شعوب الدنيا تنشد الجديد و تعشق الحرية و الحياة و تثبت نجاحاتها بما يعمر و ينفع الانسانية الا نحن ، فقط وحدنا نحن نفضل القديم و نخطوا للوراء و لاشيء نفكر فيه سوى أن نتذكر سكرات الموت و ما ينتظرنا من عذاب القبر

اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24