الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنه والارهابيون في محنه و الانتخابات المحدوده نعمه

هشام عقراوي

2004 / 9 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في هذا المقال ساستخدم عبارة السنة بدلا من مقولة "بعض الارهابيين المنتمين الى أخواننا السنة العرب"، لسببين أولهما لتسهيل الكتابة و ثانيا لأن السنة العرب ومع شديد الاسف يأوون هؤلاء الارهابيين ويحمونهم ويتسترون عليهم ويلقبونهم بالمجاهدين و المقاومة لذا فأن ألكثيرين من سنة العراق مشتركون في الجرائم التي تحصل الان في العراق. فالارهابيون هم ليسوا فقط الاشخاص الذين يحملون السلاح و يفجرون أنفسهم ويخطفون ويقتلون الابرياء بل هم كل من يؤوي و يتستر و يمول ويدعوا و يشجع و يسلح و يرضى بوجود الارهابيين في مدنهم أيضا.
أذا كان العراقيون لديهم الحق بالسكوت و عدم محاربة الصداميين والمشاركة في المعارضة المسيسة والمستقلة منها، وذلك لشراسة النظام الصدامي و عدم وجود قوى تحمي هذا الشعب و تجنبه من البطش الصدامي، فالان ليست هناك أية اعذار لأية قومية او حزب أو مذهب او طائفة أو شخص بعدم محاربة الارهابيين و القتلة أو على الاقل بعدم مساعدة الارهابيين وايوائهم والتستر على جرائمهم. يوجد الان في العراق قوى محبة للسلام و للديمقراطية وهناك حكومة رغم كل نواقصها تريد للعراق الاستقرار ومستعدة لمساعدة كل من يقف ضد الارهابيين أو لا يساندهم.
أذن وبكل صراحة وبدون تحفظ هناك ارهابيون من بين السنة بالدرجة الاولى. أرهابيون لا يريدون للعراق الاستقرار، أرهابيون قتلوا من العراقيين اضعاف ما قتلوا من الامريكيين، ارهابيون يقتلون الذين أتوا لخدمة العراق و ,اعادة بناءه، ارهابيون يلقون كل الدعم من بعض السنة. وبناءا عليه فعلى الذين لا يؤيدون هؤلاء الارهابيين أن يتبرأوا منهم و يبينوا لباقي ابناء الشعب العراقي أنهم ضد الارهاب و الارهابيين ومع العراق الامن والمستقر كما فعل أهل النجف الشرفاء. الذين طردوا المرتزقة والقتلة حالما تلقوا الدعم من الحكومة العراقية ومن باقي أبناء الشعب العراقي. ولو تعاون سنة العراق مع الحكومة العراقية وباقي القوى العراقية التي تحب الخير و السلام للعراق لكان الارهاب الان في المثلث السني ايضا قاب قوسين أو أدنى. إن بقاء الارهاب في المثلث السني سببه الاول هو عدم تعاون اهالي هذه المدن لأنهاء الارهاب. ومن الطبيعي ان يتسبب هذا الارهاب ويخلق المشاكل للسنة العرب.
فما يحصل الان في الفلوجة و الرمادي و سامراء و بعقوبة و الموصل و كركوك و أكثرية بغداد و كذلك أكثرية عمليات الخطف و القتل و التفجير و ألسرقة محسوبة على السنة العرب وصاروا حماة للوهابيين و القاعدة. ولهذا السبب فان السنة العرب مدعوون قبل غيرهم بمعادات الارهابيين و عليهم أن يثبتوا للعراقيين بأنهم حريصون على حياة العراقيين و العراق وذلك بمعادات الارهابيين وعدم أيوائهم أو مساعدتهم أو التستر عليهم. لأن هذه العمليات و هذا الارهاب هو ليس في صالحهم أولا ومن ثم ليس في صالح العراقيين الاخرين.
فالسنة العرب هم الخاسر الاكبر من هذا الارهاب و عدم الاستقرار الموجود في العراق و بالذات في مناقطهم. أنه لمن الخطأ أن يعتقد السنة بأنهم سيربحون من خلال الارهاب و قتل الناس و خطفهم. وعلى السنة العرب ان يعترفوا بالواقع الجديد وبان عصر صدام قد ولى والى الابد وانهم سوف لم ولن يحكوموا العراق لوحدهم ثانية وسوف لم ولن يتمتعوا بحصة الاسد من خيرات العراق وأن كان باقي افراد الشعب العراقي قد عفوا عن الكثير من المجرمين فذلك لسعة صدرهم وعملا بمقولة العفو عند المقدرة وليس لخوفهم منهم.
فهؤلاء اي الارهابيون تربوا على الغدر وبدلا من أن يطلبوا العفو و الغفران من ربهم ومن العراقيين الشيعة و الكرد على الجرائم التي ارتكبوها في حقهم نراهم يستمرون في غيهم ويقتلون بني جلدهم (السنة) من خلال الانفجارات و الانتحارات وكذلك يعادون الشيعة والكرد و يزرعون الاحقاد و الضغائن و الفتن بين ابناء الوطن الواحد.
أن ما يقوم به هؤلاء الارهابيون هو ليس في صالح السنة العرب وهم أي السنه قبل الجميع سيندمون على أيوائهم لهؤلاء الارهابيين لأن هذه الاعمال تضر بهم قبل غيرهم. فهؤلاء بعملهم هذا يخدمون الصداميين و يساعدونهم على الرجوع الى السلطة و يجبرون الحكومة على أعطاء البعثين دورا أكثر. ولولا هذا الارهاب لما لغت الحكومة قرار أجتثاث البعث ولما أضطرت الحكومة على أعادة البعثيين الى السلطة. أن عمل هؤلاء يصب في صالح الصداميين.
من ناحية أخرى فالعراق كما هو معروف على أبواب أجراء أنتخابات عامة شاملة و حساسة و مصيرية بالنسبة للعراق وسيكون لهذه الانتخابات تاثيرها الحاسم على مصير العراق لحقبة طويلة. وأهم الاشياء التي سيقررها البرلمان و الحكومة القادمتان هو تثبيت و سن دستور دائم للعراق وعلى ضوءه سيتحدد شكل العراق المستقبلي وحقوق كل القوميات و المذاهب والذي لا يأخذ مكانه في البرلمان و الحكومة القادمتين سوف لن يستطيع المشاركة في تحديد و رسم الخريطه السياسيه للعراق المستقبلي.
ومن الطبيعي ايضا أن لا تجرى الانتخابات في المناظق الغير أمنه. المناطق التي لا تتوفر فيها مستلزمات أجراء الانتخابات. أي ان ألكثير من المدن ذات الاغلبية السنية سوف لن تستطيع المشاركة في الانتخابات و بالتالي في البرلمان و الحكومة. هذا سوف يكون مصير مدن مثل الفلوجه و سامراء و الرمادي و غيرها من المدن الغير أمنة و التي تعج بالارهابيين بل مصير كل مدينة يتواجد فيها الارهابيون و تقع تحت سيطرتهم. لأنه من غير المعقول أن تجرى الانتخابات في المدن التي لا يجري فيها أحصاء سكاني ومن دون وجود مشرفبن دوليين و محليين و ممثلو الاحزاب والقوى السياسيه العراقية بل وحتي الاجنبية.
المناطق و المدن الوحيدة المؤهله بالمشاركة في الانتخابات هي أغلبية المدن ذات الاكثريه الشيعية و والمدن الكردستانية و المدن المسيحية وبعض مدن المثلث السني. ومن الطبيعي أن يأخذوا هؤلاء مكانهم في البرلمان و الحكومة القادمتين وبالتالي سيشاركون في تحديد مصير العراق و دستوره القادم. أما المدن التي تأوي الارهابيين ففي أحسن الاحوال سيتم تمثيلهم بطربقة التعيين وبالتالي فأن سكنة هذه المدن سيخسرون الكثير. لأنه حسب التصريحات العراقية الرسمية و حسب التصريحات الامريكية و حسب تصريحات الاستاذ فؤاد معصوم رئيس المجلس الوطني العراقي فأن الانتخابات في ظل الوضع الحالي ستكون محدودة و ليست شاملة. وحسب مصادر المرجعية أيضا فيجب أن تجرى الانتخابات في وقتها المحدد. والوقت المحدد هو بعد ثلاثة أشهر تقريبا. خلال هذه المدة من المستحيل أن يعود الاستقرار الى المدن السنية وبالتالي فستحرم من الانتخابات بسبب الارهاب الذي يطبلون ويزمرون له وسيصبحون كبش فداء للارهابيين و المنافقين القتله.
وأذا أخذنا بنظر الاعتبار أن الحكومة و البرلمان القادمين في العراق سيكونان أكثر شرعية من كل الحكومات التي مرت بتأريخ العراق منذ تأسيسه و الى وقتنا الحاضر، عندها سيدرك السنه العرب في اي مازق هم و أية محنة تنتظرهم من جراء الارهاب الموجود في مناطقهم وستتمتع الحكومة القادمة بقدر كبير من الاحترام والتاييد الشعبيين.
من ناحية أخرى فأن الامريكيون سوف لن ينسحبوا من العراق في السنوات الخمس القادمة، حتى منافس الرئيس الامريكي يقول بأنه أذا فاز في الانتخابات الامريكية فسيقوم بسحب القوات الامريكية خلال اربعة سنوات. اي أن الامريكيون على أقل تقدير باقون لاربعة سنوات أخرى في العراق. كذلك فان الامريكيون هم بصدد أنهاء الارهاب في الدول الاخرى فكيف سيتركون العراق للارهابيين!!
الحكومة العراقية و الامريكيون خلال سنة ونصف اسسوا الكثير من المؤسسات و قدوموا الكثير من الخدمات الى المواطنين و أستطاعوا تأسيس جيش و شرطة فتيتين. ولو أستمرت الحكومة العراقية القادمة خلال الاربع سنوات القادمة بنفس السرعة على تشكيل الجيش و الشرطة و تقديم الخدمات الى المواطنين فأن العراق سيمتلك قوه لايستهان بها لحفظ الامن و الاستقرار و محاربة الارهابيين عند خروج الامريكيين وخروجهم عندها سوف لن يعطي الامل برجوع الصداميين أو الارهابيين الى السلطه. فالارهابيون سيهزمون حتما في العراق و الاستمرار في مساعدة الارهابيين وايوائهم سوف لن يجدي وسوف لن يرجع العهد الذي يحكم فيه العراق من قبل السنة العرب فقط و الاحرى و الاجدر بهم أن ينظم السنة أيضا الى باقي ابناء الشعب العراقي و لتسكت البنادق كي يخرج الامريكيون بسرعه ويعيش العراق بسلام وأطردوا الارهابيين الاجانب من مدنكم وشاركوا في الانتخابات كباقي أبناء العراق وكفاكم قتلا وذبحا بالعراقيين أن كنتم حقا عراقيين. لأن مصير العراق سيحدده العراقيون الاصلاء في الانتخابات القادمة ومن لايشارك سيسقط حقه في الاعتراض.
ما ينطبق على المدن السنية التي يتمركز فيها الارهابيون وأستبعادهم من الانتخابات قد ينطبق على بعض أجنحة التيار الصدري أيضا أن لم يختاروا صناديق الاقتراع بدلا من البندقية و القتل كوسيلة لأيصال صوتهم وكطريقه للحكم و التعامل مع الاخرين.
أذن فالانتخابات القادمة نقمة و محنة للارهابيين و مؤيدي الحل العسكري و نعمة للسياسيين والديمقراطيين و محبي صناديق الاقتراع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في