الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لعمال سيدي بو زيد

جورج حزبون

2010 / 12 / 31
الحركة العمالية والنقابية


أثارت إحداث سيدي بو زيد التونسية ، ذكريات أيام العمل النقابي ، حيث كانت اجتماعات منظمة العمل الدولية تعقد مؤتمراً سنوياً خلال شهر حزيران من كل عام في جنيف ولا تزال ، وتنعقد خلال هذا المؤتمر جلسة خاصة لفلسطين حيث كنا نحشد لها ، وبالتعاون مع المجموعة العربية ، ويحضر النقابيون الفلسطينيون بوفدين احدهما قادم من تونس ويعتبر نفسه امتداد لمنظمة التحرير وبالتالي هو صاحب الولاية النقابية ، وأخر من الأرض المحتلة ويعتبر نفسه صاحب الولاية لان الجلسة منعقدة لمناقشة أوضاع العمال الفلسطينين تحت الاحتلال ، وحيث ان الأمين العام لاتحاد العمال العرب( جمام حسن ) كان جزائرياً ، فقد كان يظهر عدم الانسجام العمالي المغاربي ، وحيث ان منظمة التحرير تقيم في تونس فقد استوجب الأمر التنسيق مع الاتحاد التونسي للشغل ، وكان هذا الاتحاد منتسباً ( للاتحاد الحر ) وباقي الاتحادات للاتحاد العمالي الديمقراطي ، وهكذا كان الموقف موحداً شكلاً ومختلف موضوعاً.
وبالاقتراب من المندوبين العاملين التونسيين كنا نسمع تعبير ( ولد الرئيس ) وهذا يعني كما فهمنا النقابين المعتمدين من رئيس الدولة وأجهزته ، ولقد سعى الاتحاد التونسي للشغل لتشجيع ( ولد الرئيس ) الفلسطينيين للانضمام للاتحاد الحر مما رسخ اتحادين في فلسطين لا زالا قائمين ، وان الذي ذهب للاتحاد الحر وصل لحد إقامة علاقات مع النقابات الإسرائيلية ( الهستدروت ) وتسلم قسم من المستحقات الضرائبية لعمالنا واستخدمها ذاتيا ، وتبرئة إسرائيل من مسؤولياتها .
تعرض الاتحاد التونسي للشغل للملاحقة خلال فترة الحبيب عاشور الذي حوكم وأخيرا تم اغتياله ، واهتمت الدولة عبر أجهزتها بإعادة صياغة الحركة العمالية ونصبت عليها ( ولد الرئيس ) ، وهكذا يصبح الاتحاد مجرد مظهر وإحدى أدوات السلطة بعيداً عن شجون العمال ومصالحهم ، وقد لمست ايام قيادة إسماعيل الساحباني للاتحاد ترفع هذا الرجل وعدم اهتمامه بقضايا العمال وتفاصيلها والابتعاد عن اللقاءات التي تجرى فيها مناقشات يسارية واهتمامه بالاقتراب من أصحاب القرار وخاصة الشخصيات القريبة الأميركية وممثلين الاتحاد الحر ، وامتلاكه إمكانيات مالية اكبر من مستوى عالي سواء بمواقع وأماكن الراحة .
ليس الاتحاد التونسي الوحيد عربياً المخترق من أجهزة الأنظمة فتكاد تكون جميعها وبالتالي فهي لا تمثل العمال بقدر ما تمثل أصحاب العمل ومصالحهم ، ولعل قراءة تجربة الحركة العمالية الفلسطينية خير دليل منذ ما قبل النكبة الى اتحاد عام نقابات الأردن ثم اتحاد عمال فلسطين المنقسم اتحادات والغائب عن وضع العمال الا أنها جميعاً مع السلطة ومع صاحب القرار .
أن إحداث تونس يجب ان تمثل شرارة قد يكون لها ضرام ، والطبقة العاملة والكادحين العرب وهم الأغلبية المطلقة آن لهم التحرك وإطلاق مارد القطب ، وهم القادرين على تحقيق طموحاتهم في الأجور والضمانات الاجتماعية والحقوق العمالية وايضا منهم بذلك يحررون الوطن وينقذون الآمة ويوحدون الموقف ، هذه الطبقة هي البديل الوحيد وهي الحل الأوحد والقادرة على إنهاء معاناة الشعوب العربية وفك استغلالها وتحقيق استقلالها.
وتحية لعمال سيدي بو زيد ولعمال تونس والعمال العرب وعاشت الطبقة العاملة .
ولتكن احداث تونس شرارة التحرك العمالي العربي ولنتضامن مع عمال سيدي بوزيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السبت.. أول أيام إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاعين الحكومى


.. برأيكم.. لماذا يموت عمال المناجم بالآلاف؟




.. اليوم السابع تكرم الزملاء الفائزين بجوائز نقابة الصحفيين


.. أطفال بغزة على الطرقات لتأمين قوت عائلاتهم في اليوم العالمي




.. ارتفاع حصيلة الحريق في الكويت إلى 49 قتيلا..المبنى كان يؤوي