الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة ورأس سنة حزين للإقباط في العالم..

غسان المفلح

2011 / 1 / 1
الارهاب, الحرب والسلام



استيقظت هذا الصباح على وقع خبر حيث" لم تكد الدقائق الاولى للعام الجديد تحل، حتى هزت تفجيرات إرهابية حي سيدي بشر في الإسكندرية أدت إلى مقتل 7 مواطنين وإصابة 24 آخرين. وجهت أصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة". كالعادة القاعدة! شبح أسمه القاعدة، يتحرك بمنتهى الحرية، وكأن أيام كارلوس المسجون في السجون الفرنسية الآن، قد أعيدت للحياة.
استهداف المسيحيين في العالم العربي والأقباط بشكل خاص، هذا محصلة نظام دولي رفيع في بنيته الأخلاقية والقيمية!! غرب وشرق، علمانيون وإسلاميون، أية كراهية هذه؟
المسؤول الأول نخب الحكم في أنظمة الشرق الأوسط التي تعتبر نفسها ريادية في المنطقة" لا استثني أحدا منهم" كما يقول الشاعر العراقي مظفر النواب، هكذا مجسدون بشخوصهم وأجهزتهم، الاستثناء هو لتأكيد القاعدة، وهي هنا تنظيم القاعدة فعلا، بصماته، وتوقيته وكل ما أردتم قوله، لكن الكراهية تصنع في عالمنا المعاصر في أروقة الاستخبارات، والعلاقات الجيواستراتيجة بين نخب الحكم المتخلف في العالم العربي وتواطؤ نخب الحكم المتقدم في الغرب.
ليست ردة فعل أبدا، بل هي حقيقية يتواطأ عليها العالم أجمع بسبب النفط وإسرائيل، وثقافة الكراهية التي، لم يقتنع بعد منظري الأيديولوجيات الإسلامية بدمويتها وانعكاسها سلبا على الإسلام وليس فقط على المسلمين.
في مصر مثلا لايزال الإخوان لا يعترفون بمواطنية القبط والنظام يحمي هذه القضية دستوريا، حيث لا يحق للقبطي أن يصبح رئيسا للجمهورية، فقط هذه مسجلة في السجل العقاري، باسم مسلم فقط!
نخب الحكم في الشرق الأوسط والغرب، هكذا هم ربيب القاعدة ومؤسسها بالآن معا، ألا تشاهدون أفلام هوليوود التي تظهر البطولة الأمريكية في محاربة الإرهاب بكل أشكاله، الإسلامي وبقايا الإرهاب الأحمر أو المافيوزي!! كل هذا الضجيج ويعجزون عن القبض على بن لادن؟
النظام المصري مقبل على انتخابات، ربما بعض مناصريه فكروا في أن تفجير كهذا ومجزرة كهذه تجعل الغرب يركض لنيل رضا النظام المصري، كما يفعل شقيقه السوري أو خصمه الإيراني!؟
من أين للقاعدة كل هذا الدعم وحرية الحركة؟ من أين يتحصلون على وثائق يسافرون بها ويتحركون لتنظيم الشباب المنتحر؟ ومن هو الذي يحمي بن لادن والظواهري في باكستان أو أفغانستان؟ يقال أموال المخدرات تمول القاعدة، أليست هذه نكتة غربية سخيفة؟
أو يقال أيضا أن أموال التبرعات الخيرية تمول القاعدة، أليست نكتة أكثر سخفا؟
الحكاية أوضح من أن تندرج في تحليل يعتمد نظرية المؤامرة، وثائق ويكيليكس التي نشرت تكفي لمعرفة بنية النظام الدولي الذي لايزال يحتاج الإرهاب في مجازر دموية صادمة، القاعدة الآن هي الأولوية الحمراء والجيش الأحمر الياباني وبعض فصائل حرب العصابات الحمراء في العالم، أيام الحرب الباردة.
أي تفجير يستهدف المسيحيين أبحثوا عن المستفيد منه؟
إنه هذا النظام المتداخل والمركب، من أنظمة وحكم وقاعدة وشركات عالمية غربية...ومثقفوا الإسلام السياسي الشرق أوسطي بدء من باكستان مرورا بإيران ومصر وانتهاء بالجزائر.
أعتقد جازما أن أهم ما أتت به وثائق ويكيليكس هو هذا النظام الدولي وكيفية عمله، ليست مؤامرة بل هي مصالح لا ترحم ولا تعترف بالنوايا ولا تقيم وزنا لأية قيمة أخلاقية أو لحياة الفرد!
العلمانيون الآن يسنون رماحهم للانقضاض على المواطن المسلم المقهور في وطنه... ككل مناسبة دموية!
النظم الديكتاتورية هي التي تحمي المسيحيين في الشرق الأوسط! هذا عنوان العلمانية الجديدة! لهذا لا يجد ساركوزي غضاضة في دعم النظم المستبدة، ولا يجد أوباما غضاضة في إرسال سفيره للنظام السوري، ولا أن يقبل برلسكوني أصابع الزعيم الليبي وعلى التلفاز..ولا أن تحتفي أمريكا بالعائلات النفطية المالكة، كل هذا ليس له حساب في تنظيرات العلمانية الجديدة.
الأقباط زهرة مصر ووردتها التي يجب أن تسقى بمطلق العناية، والنظام المصري مسؤول بالدرجة الأولى مع حلفاءه الإسلاميين اصحاب شعار" الإسلام هو الحل" في دولة فيها أكثر من عشرة ملايين قبطي! حلفاءه في تبادل المنافع والكراهية، كلهم مسؤول أيضا عن كل نقطة دم مصرية تراق.
النظم العربية لا تتبادل الفضائح بالمناسبة، ربما السادة القراء لا يعرفون هذه المعادلة، أحيانا يجري بين النظم العربية عداوات وكراهية ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنهم يحافظون على الخطوط الحمر، في صراعهم الدموي والذي دوما تدفع شعوبهم ثمنه، من هذه الخطوط الحمر، عدم نشر ويكيليكس عربي عن أي نظام...لا يتبادلون الشفافية، بل يحرصون على التعتيم...
النظام المصري مثلا يعرف من يقف خلف هذه التفجيرات، لا أقصد الشخوص الذين أتوا بالسيارة وخلافه من تنفيذ، بل أقصد الجهة السياسية التي تقف خلف هذه التفجيرات، لكنه لن يتكلم، وكلنا يذكر كيف فعلها مع حزب الله وكشف أن الحزب يرتب لخلايا لكي تقوم بإعمال إرهابية في مصر، وصب جام غضبه على الحزب أما من يقف وراء الحزب ومن يدعمه، فلا كلام! أما خلافه مع النظام السوري فيتعلق في ملفات أخرى..!
هل نقول للقبط كل عام وأنتم بألف خير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام اسوأ حل
حيدرا يوسف ( 2011 / 1 / 1 - 16:51 )
تحية للكاتب ، نعم القاعدة هي مصطلح يطلق على تجمع متنافر ولكنه يلتقي على قتل التنوير في اي مجتمع ، القاعدة هي تجمع مصالح النظام العربي الرسمي المتخلف الذي لا يهمه سوى السلطة والمال والكرسي مع مصالح سلطة رأس المال العالمي والبنوك ، ومخابرات الدول الاقليمية وأهمها مؤسسة الحرس الثوري الفاشية ، وأما المنفذون فهم مراهقين قتلهم التخلف والفقر وعظات العمائم التي ينفث منها كل جيف التاريخ


2 - أنه ليس القاعده بل الإسلام
مريم رمضان ( 2011 / 1 / 1 - 21:06 )
أنه ليس القاعده بل الإسلام والقرآن التي إستمدت القاعده منه تعاليمها. يا إخوان يا مسلمون المدافعين عن الإسلام إقرأوا دينكم بكل أمانه وعقل َنيْر وإفهموه، كفاكم وضع رؤوسكم في الرمال إطلبوا المعرفه والحقيقه .إنبذا هذا الدين الشيطاني وإرجعوا إنسانيتكم حتى تعيشوا بسلام وتدعوا الناس يعيشون بسلام.


3 - اختى مريم
بشارة خليل قـ ( 2011 / 1 / 2 - 02:09 )
يحق لنا الغضب, ولكن,بكل امانة الاسلام كان موجود قبل هذه الموجة الهمجية والنصوص القرانية وجميع التراث الديني كان موجود في السبعينات ولم يكن يحدث ما يحدث اليوم,لماذا؟
لان العفريت الذي ثبت انقلابه على كل من تعامل معه لم يكن بعد خرج من القمقم:رأينا ما حدث بين الامريكان ومن يسموا بالمجاهدين والنتيجة ان اصبحوا اكبر تهديد للامن القومي.نحن عرب اسرائيل الى منتصف الثمانينيات لم يعرف شكل السلاح عن قرب الى ان تم هجوم الاشاوس على مقهى يرتاده شباب اليسار الجبهوي في مدينة ام الفحم!تعلمين من وضع بايديهم السلاح؟اصبحت اهم معقل للتطرف داخل اسرائيل,اليوم يشكلون اكبر تهديد لامن المدنيين من امارة غزة الارهابية,كذلك الحال بالنسبة لبني سعود والنظام الغير مبارك مراكز الثقل العربي!لقد قتل الارهابيون اضعاف اضعاف من المسلمين من المدنيين في المطاعم والاسواق والساحات والحسينيات والجوامع مما غدروا بغير المسلمين.تعرفون الحق والحق يحرركم.هذا هو الحق اما وضع الجميع في بوتقة الارهاب فهو بنظري الانحدار الى بدائية العقيدة الوهابية المجرمة.هذا ما يخص الخطوط العامة واما التفاصيل فعشناها ونعيشها كل يوم ما لا يخفى على حضرتك


4 - أخي بشاره أردد وأقول الإسلام
مريم رمضان ( 2011 / 1 / 2 - 05:02 )
أخي بشاره أردد وأقول الإسلام
إرجع الى التاريخ من بداية نبوة محمد الكاذبه لحتى الآن . كل القتل والذبح والإنفجارات تسبقها تكبير وأيات قرآنيه هذه هي الحقيقه بلا نفاق.المسلمين ضحية هذا الدين الشيطاني الذي حولهم الى وحوش جردهم من إنسانيتهم.المسلم الذي له علاقه قويه مع محمد وتعاليمه هو المسلم الحقيقي الذي يتحول الى قنبله مؤقته يسهل تفجيرها.
نعم هناك مسلمين محترمين ليس لهم علاقه بتعاليم محمد،لذلك تراهم مسالمين.


5 - ليس النص الديني
بشارة خليل قـ ( 2011 / 1 / 2 - 07:56 )
بل هو الفقه المتطرف والفهم المريض والتاويل الموتور للنص.لا نفاق بل اعمال للعقل والروية والنظر بعواقب بعض القناعات
على الاغلب لم تتاذي مثلي منهم وارجوا ان تكوني بمامن من شرورهم ولو في الشتات
ليس موضع اختلافنا بالراي ان النص المقدس بالاسلام يتيح واحيانا يرجح استعمال الامعاء لا العقل وفهمك كافى
الوقت والانفتاح المعلوماتي يضغط على العصب المكشوف عندهم فقد احتكروا الكلمة وقطعوا الالسن وذبحوا الرقاب وكمموا الافواه بالارهاب واخفوا ما يخزيهم ما استطاعوا؛ لم يعد الامر كذلك
في منتصف الثمانينيات لم يكن يصدقني احد من الاوروبيين الان يسألونني عن صحة حديث وجوب قتل الكلب الاسود او مساواة المرأة بالغائط في ابطال الصلاة
احترم رأيك لكن اعتقد ان الاحكام المتسرعة تؤدي الى عدم اصابة الهدف والتعميم هو سبب جميع الايديولوجيات الفاشية القومية والعرقية والدينية منها.اختي مريم رام الله ستبقى وسنعود هناك نشرب نخب انتصار الحق والعدل والحرية والسلام وان شاء الله ناكل المحمر هناك في احد المنتزهات الجميلة كما كان سابقا واحسن,هذا ما ارى وارجوا الا اكون مخطيء وشكرا لاهتمامك


6 - لا ...للصمت...
موسى سعيد ( 2011 / 1 / 3 - 00:24 )
الأجدر بك أن يكون عنوانك مجزرة ورأس سنة حزين في العالم
إن الذين قتلوا الأقباط هم من قتل المسيحين والعلويين والدروز في سوريا و الشيعة في العراق و من لم يوافقهم من السنٌة في الجزائر ، نعم يا سيدي ليس نظام مصر من يعرف فقط ، و لكن كل من يملك ذرة عقل ، وإذا سمحت كف عن الدفاع عن أخوانك المسلمين واحترم عقول الأحياء ... أو على الأقل الموتى...

اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟