الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمول حبيبتي .... جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ,اوتوبيا الحركة الاجتماعية لشرق المتوسط.

نضال حسن

2011 / 1 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عتقد أن الكثير سوف ينفر أو يستغرب أو قد يبدأ بالانتقاد فورا , هذا مجرد أن يجد اوتوبيا ضمن عنوان ما اكتب , ولكن ليكن لي مجالا لإبداء الإعجاب بما قاله لينين " يجب أن نحلم دائماً", إضافة إلى أن لا ضير إن كان هذا يعبر عن موقف منحاز لجمول العزيزة , فليكن. فانا فعلا منحازا لها , وغير محايد , وخاصة عندما يتعلق الأمر بخيار أن تكون تقدميا كاملا مناهضا للكولينيالية وليبراليتها الجديدة بكافة تجلياتها , أو أن تكون إمعة "ملبرلة " مأمركة" ,مسلفنة" وبالتالي مأسرلة ومصهينة . إضافة إلى أن حلمنا الشيوعي الطوباوي لا بخجلنا بل يشكل مصدر أمل ومفخرة لنا
ربما ان انعكاس حركة الواقع في ظهور "جمول " الى حيز الوجود , لا يخرج عن مجرى الأمور كما ظهرت كفعل مقاوم و اتخذت مجراها التاريخي في فيتنام والجزائر والكونغو وفي الثورات الثلاث الجميلة "البلشفية,الصينية, والكوبية " , والأمثلة كثيرة . ولكن اقترابها من رفاق الفيتكونج ورفاق جبهة التحرير ولومومبا "أي المثال الأول" لا مجال للطعن فيه على الأقل في مجال الوعي والنظرية الثورية التي بالتالي تقود للممارسة الثورية , اذ ان كل منهما قامت كثورة شعب بالدرجة الأولى وليست فقط ثورة طبقة عاملة او حسم تناقضات طبقية , بل هي ذات طبيعة مركبة طبقومية , شديدة التداخل والتعقيد بمدى تعقيد حركة الواقع لبنانيا .
في ذلك الايلول من عام 1982 , كانت تتوجه الأنظار الى شوارع بيروت وكأنها عملية إعادة إنتاج لشوارع هافانا باتيستا , أو إقامة دزنكوف أخر لاستجمام جنود جيش الإجرام الصهيوني في "الشبات" خاصتهم . وخاصة بعد انسحاب القيادة العرفاتية لمنظمة التحرير من بيروت ضمن استسلام مخزي تبع صمود الفدائيين وتضحياتهم ودمائهم , ليمسح هذا التنازل كل الجهود التي وضعت لخلق والحفاظ على وضعية بيروت غراد , كآلية تصدي للحصار ودحره , من الممكن الاختلاف على مدى القرب من الأنموذج الغرادي في حالة صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية في بيروت , ضمن هذه الشروط الموضوعية الاستسلامية كانت أنظار العالم تتوجه فعلا لرؤية بيروت بالصورة التي تم ذكرها أعلاه , ولكن كانت المفاجئة لكل المراهنين على التعنت الصهيوامريكي , بانطلاق جمول وباستمرار المقاومة في شوراع بيروت , من المولوتوف الى الكاتيوشا . وبتقديم نهر من تضحيات المقاتلين الاحرار بكافة تصنيفاتهم من حملة البنادق الثقيلة ومهندسي المدفعية الى النقابين ومناضلي الكلمة الذين لم ينسلخوا , باي حال عن الأم جمول .
اما اذا تم النظر من منطلق سوسيولوجي صرفة الى جمول وواقعها ضمن معادلة التعاطي مع الحركة الاجتماعية , فاني اعتقد اشد الاعتقاد , وهذه مجادلتي الاساسية هنا , انها حالة مثالية من التعبير عن الحركة الاجتماعية , بشكل خاص التي تحتاجها شعوب الوطن العربي الكبير التعيس بكاملها , وتستطعيون ان تمتدوا بتصور مدى الحاجة لهذه الحالة الجمالية الثورية في مناقب الأرض من بكين الى بوينس ايريس . حيث انه ومن المحزن , الاضطلاع على التصور القائم اليوم لدى الكثير من الدارسين والاوساط التي تتعاطي العلوم الانسانية حول الحركة الاجتماعية باعطائها شكلا معينا تم تشذيبه وتنميطه وتدجينه واحتوائه من قبل الليبرالية الجديدة وممارساتها الاجرامية بحق الانسان , حيث انه لدى اصحاب هذا المنظور التظاهر مسموح ولكن في مكان وزمان وبترخيص محدد , كما ان الانتخاب حق محدد والترشح كذلك , ولكن فعلا من يستطيع منافسة كبرى الاحتكارات في دعمها لمرشح ما , في صناديق الاقتراع , يقود هذا الى فهم عملية التصويت القائمة اليوم في ظل ديمقراطيات الراسمالية هذه , من منطلق سلسلة الخوف التي تحيط بالمواطن الفرد , من قروض بنكية ورسوم ضرائب ومتطلبات يجب تلبيتها من منطلق العرف والعادة والنمط الامريكي في العيش , وهذه السلسلة المخيفة من دوافع الخوف على فقدان أي من هذه الامتيازات الوهمية , تقود لما اهو اكثر فظاعة منها , وهي عملية تصويت الشعب واختياره لجلاديه بيديه وبابتسامة عريضة .
ان جمول في تاريخها ونشأتها تضرب المثال القوي والثوري للحركة الاجتماعية , وخاصة الجزء الأهم منها وهو عملية المواجهة مع الرأسمال العالمي والمحلي , والاستعمار بتعدد ألوانه وأشكاله وكافة تخريجات الرجعية , فمثلاً ان جميع من يقولون او يقلن بنسوية حركتهن , ويستمدن الوعي والممارسة من اجندة ليبرالية مصاغة اصلا في مجتمعات اخرى ذات تجربة وبعد تاريخي وافاق مستقبلية اخرى . ويقمن بعملية اعادة انتاج انفسهن وحركتهن ضمن المخيال الغربي الاستعماري الابيض , هن في واقع الحال يعتبرن انفسهن قد قطعن شوطا كبيرا في فهم وممارسة الديمقراطية وحقوق الانسان , ولكن ماذا عن خيار رفض الاحتلال والإحلال , وماذا عن حق الشعوب في حمل السلاح للدفاع عن ارضها ووجودها , هل تمر هذه الحقوق و مجرد ذكرها من تحت اسنان الممول "الاستعماري الجديد" , دون فرمها وتقديم ما يلزم وما لا يلزم لإضفاء صفة البطلان عليها , عذرا ولكن الرفيقة يسار مروة , أول شهيدات جمول , مع عروس الجنوب سناء محيدلي و الاسيرة المحررة سهى بشارة , وليلى خالد من الجانب الفلسطيني , يعبرن اشد تعبير عن النضال النسوي في سبيل تحرير الإنسان وبالتالي ضمان حرية المراة , لا اقامة التراسانات للمطالبة بتحرر المرأة من الأبعاد الذكورية في مجتمع هو اصلا مستعبد من راسه حتى بسطاره , فلا هن يتحررن من السيطرة الذكورية ولا مجتمعاتهن تتقدم قيد أنملة .
اما قيادات الحركات الاجتماعية التي تؤمن بالعمل والنضال السلمي" او ما يسمى كذلك" , وهو مثال أخر عن التضليل والوعي الزائف غير الحركة النسوية , فبعد إبراز الاحترام لما يقومون به , وتقديرهم كاشخاص ومناضلين على طريقتهم, ولكن يجب ان يعلموا ان مجتمعاتهم اليوم ليست مجتمع دلهي , وهم ليسوا بأقرباء المهاتما , كما ان الراسمالية والاستعمار تزداد شراسة وخداعا يوما بعد يوم , فلماذا على الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة ان تزداد تراخيا وانهزامية وسذاجة بينما اعدائها يزدادون تغولا , كفاكم يا قيادتنا المأنجزة " من الاصل NGO " مهاترة واسفاف , وليكن لكم في الجورجين" حبش , وحاوي " اللذين أيدت المقاومة بهما مثالا يحتذى قدر الإمكان .
ان الوقائع اليوم على الأقل في المنطقة العربية , من غزو كولينيالي واستشراء للاحتكارات الرأسمالية المعولمة , واتساع حالة الفقر المادي والإفقار المعنوي الى جانب هامش من اللامساواة لا نحسد عليه , ناهيك عن الأمية و"التخلف" والركود الحضاري والثقافي الإنتاجي , لا يتطلب أي من مشاريع التنمية الممولة والموضوعة بايدي الحكومات الكولينالية البيضاء , وانما يتطلب معالجة هذه الواقع بمنحى يميل بالميزان لصالح الجماهير , يتطلب وجود حالة جماهيرية تصطف وراء بنية اجتماعية سياسية فكرية ثقافية اقتصادية , تعرف ذاتها بأنها المدافع حتى النفس الأخير عن مصالح الجماهير الكادحة والمسحوقة , وتكون فعلا هي هذا المدافع, وهذه البنية مصاغة في حركة , لا أرى إشكال في تسميتها حركة اجتماعية ان شئتم او غير ذلك , ولكن المحور المركزي يكمن حول ممارستها وبينتها , واتجاه بوصلتها , فبحسب النواب" بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة , حطموها على قحف أصحابها " .. واخلص الى القول ان جبهة انور ياسين , سهى بشارة , جورج عبد الله ," الذي نوجه له كل التحية , شاتمين الامبريالية الفرنسية على ارهابها في حقه وحقنا " , وعميد معتقل الخيام الرفيق سليمان رمضان , والحر سمير القنطار . , ولا ننسى الرفاق من جورج حاوي وجورج حبش حتى الرفيق حدادة وسعدات , ان جبهة لها مثل هؤلاء الرفاق ولدت لتنتصر وفي وجودها انتصرت بل وخلقت شروط الانتصار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج