الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيسير خالد في حوار مع وكالة ميديا لاين حول هجرة الفلسطينيين

تيسير خالد

2011 / 1 / 1
مقابلات و حوارات


حروب "اسرائيل" على الشعب، الجوع والفقر والبطالة عوامل نزيف الهجرة

أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤخرا مسحا لهجرة الفلسطينيين من الاراضي الفلسطينية المحتلة ، حلل فيه ابعاد ودوافع ومعدلات هذه الهجرة . وكالة ميديا لاين أجرت بالاستناد الى هذا المسح الحوار التالي مع الرفيق تيسير حالد ، رئيس دائرة شؤون المغتربين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية :

كيف ترى السلطه الفلسطينيه الهجره في الأراضي الفلسطينيه ؟ وهل تنظر اليها على أنها شيء سلبي؟ وهل يعاني المهاجرين الفلسطينين من أي وصمة بسبب هجرتهم ؟

• الهجرة الفلسطينيه ارتبطت بشكل رئيسي بأحداث كبيره وتحولات خطيره مر بها الشعب الفلسطيني . صحيح أنه كانت هجره قبل تلك الأحداث والتحولات ، لكنها كانت بمعدلات عاديه والتحولات الكبيره والخطيره التي عاشها الشعب الفلسطيني في الأعوام 1948، 1982،1967 ،2002 ، ضاعفت هذه الهجره بمعدلات مرتفعه للغايه .حرب 1948 والتهجير القسري لمئات الآلاف من مدنهم وقراهم ، حرب 1967 والنزوح الواسع من الضفة الغربيه وقطاع غزه ، حرب 1982 في لبنان ونزيف الهجره الواسع من مخيمات لبنان الى الدول الأوروبيه ، خاصة ألمانيا والدول الأسكندنافيه ، وحروب شارون بعملية السور الواقي 2002 واعادة احتلال المدن والقرى والمخيمات في الضفه والحصار والإغلاق والحواجز وانعدام الأمن وتدهور مستويات المعيشه والبطاله والفقر دفعت بالكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع الى الهجره .
• اذن دوافع وأسباب الهجرات الفلسطينيه الواسعه تمثلت في حالة الصراع وفي العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وحركة الإستيطان الإستعماري الإسرائيلي لعبت وما تزال تلعب دورا في رفع معدلات هذه الهجره .
• المسح الأول لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني لم يلحظ هذه الظاهره الخطيره ، تناول الهجره الفلسطينيه كما لو كانت تجري في مجتمعات أخرى تختلف فيها دوافع وأسباب الهجره عن تلك التي يعيشها المجتمع الفلسطيني . يجب التمييز بين الآخرين عندما نتناول الهجرة الفلسطينيه ، فان لها خصوصيتها الحقيقيه وقد تناولنا ذلك في مؤتمر المغتربين العرب الأول ، الذي عقدته جامعة الدول العربيه في الفترة ما بين 4-6 ديسيمبر الجاري (2010)

ماذا تقولون عن السبب الحقيقي للهجرة في الأراضي الفلسطينيه ؟ يبدو جليا أن هجرة الأدمغه أكثر من هجرة الفارين من الصراع ؟

• نزيف الهجرة الفلسطينيه من المتوقع له أن يتواصل ويشتد اذا لم يتم التوصل الى تسويه سياسيه شامله ومتوازنه للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي . ليس مفيدا هنا عقد مقارنات بين هجرة الأدمغه كما تجري في بلدان العالم النامي وبين هجرة الفارين من الصراع . حتى هجرة الأدمغه في المجتمع الفلسطيني لا يمكن فصلها عن هجرة الفارين من الصراع . افجراءات والتدابير والسياسات التي تسير عليها حكومة اسرائيل في الأراضي الفلسطينيه المحتله منذ العام 1967 تلعب دورا خطيرا في رفع معدلات الهجره سواء هجرة الأدمغه أو هجرة العماله أو هجرة العائلات . هذه الإجراءات والتدابير والسياسات الإسرائيليه ، من استيطان استعماري وقيود على الحركه الطبيعيه والحركه التجاريه الداخليه وعلى المعابر وأنظمه قضائيه عنصريه ، واحده لليهود المستوطنين وأخرى للمواطنين الفلسطينين ، تسهم بشكل فعال في عرقلة التنميه الفلسطينيه وانتعاش الإقتصاد الفلسطيني ، وتدفع نحو تسوية مكونات الناتج القومي والدخل القومي الفلسطيني، حيث النسبة الأعظم في ذلك هي للقطاع العام الحكومي وعوائد الدخل من الخارج ( المساعدات والمنح ) ، هذا لا يساعد في تطور اقتصادي مستقر يحد من معدلات الهجره ، بل على العكس عامل جوهري في تفاقم مشكلة نزيف لهجرة الفلسطيني سواء للكفاءات أو الأيدي العامله الفنيه أو غيرها أو للعائلات .

ما هي التدابير المتخذه من قبل السلطه لإعادة المهاجرين ؟ وهل تستعينون بأي من الأمثله والنماذج الإسرائيليه كمنح حوافز للمهاجرين ؟

• خيارات السلطه الفلسطينيه في هذا المجال محدوده ولا يمكن عقد مقارنه عادله بين الحالة الفلسطينيه والحالة الإسرائيليه . الحالة الإسرائيليه تمنح فعلا حوافز كبيره للمهاجرين اليهود الى اسرائيل بدءا من تسهيلات الدخول الى اسرائيل وانتهاء بتوفير المسكن وفرص التعليم وفرص العمل ، بما في ذلك توفير المسكن في المستعمرات التي تبنيها اسرائيل في الضفة الغربيه بما فيها مدينة القدس . الوضع مختلف تماما على الجانب الفلسطيني ، لأن قدرته على تقديم الحوافز محدوده للغايه ، حيث تسيطر اسرائيل سيطره تامه على حركة المعابر والحدود الفلسطينيه مع كل من مصر والأردن وفرض قيودا واسعه ومشدده على دخول الفلسطينين الى الأراضي الفلسطينيه المحتله منذ العام 1967 . ليس من السهل على المهاجر أو المغترب الفلسطيني أن يدخل الأراضي الفلسطينيه حتى لمجرد الزياره دون أن يمر باجراءات ويخضع لقيود واسعه تفرضها اسرائيل على حركتهم وحتى اقامتهم ، وليس للسلطه الفلسطينيه هنا غير دور هامشي للغايه . وحتى اذا رغبت السلطه في عقد مؤتمر اقتصادي ، فان حكومة الإحتلال تضع العديد من القيود على ذلك ولا تمنح هؤلاء غير حق الإقامه لفترة قصيره وهذا لا يشجعه هؤلاء المهاجرين والمغتربين على التفكير بالإستقرار والمشاركه في الحياة الإقتصاديه الفلسطينيه ، ولهذا نعود من جديد للتأكيد على الربط بين الهجرة الفلسطينيه ودوافعها وأسبابها وبين الإحتلال القائم على الأرض الفلسطينيه .

وأيضا كيف يمكن مقارنة نتائج مسح الجهاز الفلسطيني للإحصاء بمتوسط 7000 مهاجر فلسطيني سنويا في السنوات الخمس الأخيره ن فيما كانت هناك فترات لهجرات أكبر في السبعينات والثمانينات والتسعينات ؟

• انخفاض معدل الهجرة نسبيا في السنوات الخمس الأخيره يعود الفضل فيه الى سياسة حكومتي مصر والأردن ، وذلك من خلال التدخل باجراءات وتدابير تحول دون الهجرة الأوسع من الأراضي الفلسطينيه . سيكون وضع الهجرة الفلسطينيه من قطاع غزه خطيرا للغايه لو فتحت مصر حدودها دون قيود أمام المواطنين في قطاع غزه مثلا ، والذين تدهورت مستويات معيشتهم وانتشرت حالات الفقر والبطاله في صفوفهم في ظل حالة الحصار والإغلاق والعقوبات الجماعيه المحرمه دوليا ، التي تفرضها اسرائيل على القطاع وفي ظل تصاعد العدوان على قطاع غزه وما يولده من آثار مدمره على القطاع . الأمر مختلف في الضفة الغربيه يختلف قليلا ولكن ليس بشكل جوهري عنه في قطاع غزه ، فالأردن لا يسمح للمواطن الفلسطيني افقامة في ربوعه الا لفترة محدوده عليه أن يختار بعدها بين الهجرة الى الخارج أو العودة الى الأراضي الفلسطينيه المحتله . السياسة التي تتبعها حكومتا الأردن ومصر سياسة مناسبه بالنسبة لنا حتى لو كان فيها شيء من الإجحاف بحقوق الحركه والتنقل للمواطن الفلسطيني وذلك لسبب جوهري وبسيط بأنها تضع قيودا على عمليات التهجير وافراغ الأرض من السكان ، التي تمارسها حكومة اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتله بعدوان 1967 .ليس عندي معطيات دقيقه حول معدلات الهجره في السبعينات والثمانينات والتسعينات وان كنت أدرك أنها كانت في مد وجزر ، ولكن لا يمكن البناء على المقارنة التي أجراها الجهاز الفلسطيني للإحصاء مؤخرا للقفز الى نتيجة تقول أن الوضع الآن أفضل مما كان عليه في تلك السنوات . نحن ننظر الى كل هذا باعتباره نزفا متواصلا تلعب سياسة حكومة الإحتلال الدور الأبرز في تداعياته على جميع المستويات السياسيه والإجتماعيه والإقتصاديه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق


.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى




.. صفحة -أطفال مفقودة- تعيد 4 آلاف شخص لعائلاتهم، قصص ولا في ال


.. الاتحاد الأوروبي يقترح إيفاد مراقبين إلى وزارة المالية الفلس




.. لبنان -بلد التناقضات-... حفلات وحرب تحت سماء واحدة| #الظهيرة