الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمنيات مكررة في العام الجديد

محمد سعيد الصگار

2011 / 1 / 1
الادب والفن


طابت أيامكم،‮ ‬وبوركت أعيادكم،‮ ‬ودامت أفراحكم،‮ ‬وجنّبكم الله المتاعب،‮ ‬ومهّد لكم سبل الراحة والعافية والعيش الرغيد والنجاح في‮ ‬مساعيكم ومشاريعكم للعام الجديد،‮ ‬وخفف عنكم ضغط الأخبار،‮ ‬وفضول الفضائيات،‮ ‬وجنّبكم القيل والقال،‮ ‬وارتباك الأعمال،‮ ‬وجعل لكم منفذاً‮ ‬للهروب من ضجّة السياسيين، وفضول المتطفلين،‮ ‬وجعل لساعاتكم حضوراً‮ ‬في‮ ‬ازدحام الأشغال،‮ ‬واحترام الوقت الذي‮ ‬تشير إليه الساعات،‮ ‬فإن الربح الأوفر هو ما تشير إليه ساعاتكم لتذكركم بأن الوقت‮ ‬يجري،‮ ‬ولا بدّ‮ ‬للحاق بموكب الزمن،‮ ‬واستثمار ما بين أيديكم من فسحة زمنية لتشحنوها بما هو نافع ومفيد لكم ولأصدقائكم ومعارفكم ووطنكم ومواطنيكم‮.‬

فللزمن حرمة،‮ ‬والحياة قصيرة،‮ ‬ومن الواجب احترام هذه الحرمة،‮ ‬فالزمن هدية سريعة العطب لا بد من العناية البالغة بها،‮ ‬والتأمل في‮ ‬دلالاتها،‮ ‬واستثمارها بأجمل وأشرف ما نقدر عليه‮.‬
والزمن متقلب سريع الهروب،‮ ‬لا‮ ‬ينتظر المتمهلين،‮ ‬ولا‮ ‬يلتفت إلى المتخلفين،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن اللحاق به إلا بالمثابرة ووعي‮ ‬أهميته‮.‬
وللتعامل مع الزمن فنون تسعفنا بها تجارب من سبقنا وتختصر علينا المسافة،‮ ‬والرابح الرابح من‮ ‬يسير مع الزمن جنباً‮ ‬إلى جنب،‮ ‬فلا‮ ‬يتخطاه فيتخبّط في‮ ‬المجهول،‮ ‬ولا‮ ‬يتخلف عنه فيبقى مراوحاً‮ ‬في‮ ‬مكانه والزمن‮ ‬يجري‮.‬

ونحن،‮ ‬العرب،‮ ‬لنا من الوقت مثلما لنا من النفط والشمس والماء وغيرها من نعم الله،‮ ‬ولكننا لم نستثمر من هذه الخيرات التي‮ ‬منحها الله لنا،‮ ‬غير نعمة واحدة،‮ ‬نسأل الله أن‮ ‬يديمها،‮ ‬هي‮ ‬النفط،‮ ‬وللنفط بركات ما زلنا نرفل في‮ ‬ظلالها،‮ ‬ونستمتع في‮ ‬هباتها،‮ ‬ولكننا قلما فكرنا في‮ ‬ما بعدها،‮ ‬وتلك قضية جديرة بالمراجعة والتقدير وتصويب مسار أحلامنا وخطط مستقبلنا،‮ ‬والتأمل في‮ ‬ما تهبنا الشمس ويمنحنا الماء‮.‬

الفائض من وقتنا كالفائض من أموالنا؛ كلاهما بحاجة إلى ضبط المعايير والدقّة في‮ ‬تحديد الآفاق،‮ ‬وانتقاء ما‮ ‬يجعل لنا حضوراً‮ ‬في‮ ‬الزمان الذي‮ ‬نعيش فيه،‮ ‬ويرصد لنا آفاق المستقبل،‮ ‬ويجعلنا في‮ ‬طمأنينة وأمان من تقلبات الزمان؛ فهل نحن كذلك؟

واقع الحال‮ ‬يشير إلى ثغرة بين ما نحن فيه وبين موكب الزمن،‮ ‬ففي‮ ‬حين‮ ‬ينشغل العالم بهموم البشرية كحقوق الإنسان ومشاكل البيئة والتنمية وقضايا الطاقة والمطبّات السياسية والإقتصادية وما‮ ‬يتحكم في‮ ‬حياتنا ويستوجب النظر إليه والعمل فيه،‮ ‬ننشغل نحن بالفتاوى الإرتجالية وتبديد الثروة والتصرفات الصبيانية في‮ ‬معالجة الأمور الجدية ؛ الأمر الذي‮ ‬وضعنا في‮ ‬موقف أقل ما‮ ‬يقال فيه إنه لا‮ ‬يأبه بحركة التاريخ وضرورة أن‮ ‬يكون لنا حضور قوي‮ ‬فيها،‮ ‬والعمل الجاد المخلص في‮ ‬إيجاد موضع قدم لنا في‮ ‬دورة الزمن،‮ ‬واستثمار كل طاقاتنا لتعزيزه أسوة بما‮ ‬يسعى إليه النابهون‮.‬

لا‮ ‬يكفي‮ ‬أن نستورد معطيات الأفكار من‮ ‬غيرنا،‮ ‬نحن بحاجة إلى‮ ‬غربلة ما لدينا من أفكار،‮ ‬واستبعاد ما‮ ‬يُفرض علينا من قيم ومعايير عفّى عليها الزمن لا‮ ‬يجد مبتدعوها من المنطق والحكمة ما‮ ‬يجعلها في‮ ‬مصاف المأمول في‮ ‬هذا الزمن العاصف‮.‬

ولتكن لنا نظرتنا إلى ما نحن فيه،‮ ‬نظرة الناقد المتأمل المنتقي‮ ‬لما هو أصوب وأدق وأكثر احتراماً‮ ‬لعقل الإنسان‮. ‬وإذا كان ما فاتنا كثير،‮ ‬فاستدراكنا لما فات واستقراء مواطن الخلل مطلوب وضروري؛ والأوان قد حان لمراجعة كل ذلك في‮ ‬بداية هذا العام الجديد الذي‮ ‬يبدو محمّلاً‮ ‬بالكثير من المفاجآت‮.‬

وبانتظار ما‮ ‬يدّخره لنا العام الجديد،‮ ‬ندعو الله أن‮ ‬يعود عليكم باليمن وحسن العاقبة‮.‬

‮❊ ‬نشر هذا المقال في‮ ‬جريدة‮ (‬البيان‮) ‬الدبوية قبل سنتين،‮ ‬وبسبب سوء حالتي‮ ‬الصحية،‮ ‬ومناسبة الكلام على السنة الجديدة،‮ ‬لم أجد حرجا في‮ ‬إعادة نشره هنا ما دامت الظروف على حالها‮ ! ‬ولعل‮ (‬الحوار) ‬وقراءه يغفرون لي‮ ‬ذلك‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الصكار المحترم
على عجيل منهل ( 2011 / 1 / 1 - 22:18 )
السلام عليكم اتمنى لك الصحة والعافية فى العام الجديد- المقال مفيد وجديد تحياتى لك واحترامى


2 - تمنيات بالسلامة
جاسم المطير ( 2011 / 1 / 2 - 03:13 )
ايها الصديق الحبيب
كنا نقيس انفسنا طول عمرنا بمقياس صحتك ونشاطك وقد المني السطر الاخير من مقالك بان صحتك ليست على ما يرام في هذه الايام. اسمح لي ايها العزيز ان اكرر الكلام بامنيات ان تنهض متربصا بالمرض لانك الاقوى دائما شعرا ونثرا وفنا . هناك الكثير في بلادنا ينتظرك فامنيتي الان ان تجعل صحتك اداة للتربص باعداء الوطن وثقافته.
كن سباقا لنا ايها الاعز تستعيد صحتك كي تجعل بمقدوري قياس الطريق وفقا لنور نشاطك المتجدد بيراع صاغ سليم.
اخوكم
جاسم المطير


3 - الكبير الغزير الصكَار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 1 / 2 - 07:26 )
تحيه ومحبه وتقدير وامنيات بالعام الجديد بالصحه والعافيه
التقينا في نشاط للمرأه في العام قبل المنصرف في باريس والتقينا في دار بلدية باريس واتمنى ان نلتقي في هذه السنه والقادمات وانتم ترفلون بالحيويه والنشاط
يا(من خير من كتب القصيد بضادها
وخير من رصف الحروف لصادها)
تحيه لك ايها الكريم


4 - لقد أديت دورك في الحياة ، مباركٌ أنت دائماً
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 2 - 07:53 )
أستاذي العزيز أبا ريا الرائع
يكفيك فخراً ما قدمتَ لشعبك وعائلتك وضميرك في مسيرة حياتك التي يتمناها ويُثمنها كل أنسان حر شريف ومذواق
حتى لو أرسلت لنا سلامك الإسبوعي في كلمة واحدة : ( أحبكم ) ، فهي كافية لتلهب احاسيسنا وتشتلنا كالورد على الطريق الصحيج الذي ما رضى له بديلاً الصكار العراقي الشهم
هي ليست مباراة خطابة أو تثمين من لا ثمن له على طريقة المسوخ التي تحتكر السعادة والضحكة والخير في بلادنا الحزينة حتى في يوم العيد
لكنه تثمين بسيط لك أستاذي الشهم ، ويا ليتنا كُنا نستطيع تثمينك عبر الدولة العراقية التي خانها حراسها من أجل لذات حياتية زائلة ، وما دروا بأنهم سينتهون بإنتهاء أدوارهم الصرصرية ، ولا يبقى إلا أسم الشاعر والفنان والمخلص الذي يفهم بأن ديمومة الأرض هي ديمومة لنسله وعرقه ودمه وللبشرية
صدقني لا نريد منك أكثر ، فقد زودتنا بالمهم ، وعلمتنا الكثير، وفي كل الأحوال والظروف أنت معنا وفي ضمائرنا وضمائر الأجيال التي ستسترد الوطن من الضباع
تحياتي أبا ريا العزيز ، وسنة سعيدة مباركة لك ولكل الناس الذين بهم المسرة
أمنيات طيبة للعائلة والأخوة المعلقين وموقع الحوار والوطن الجريح


5 - سلامتك عمي العزيز
محمد الرديني ( 2011 / 1 / 2 - 17:32 )
عمي الرائع
اتمنى بصدق ان تكون هذه السنة فاتحة صحة وعافية لك ولصديقي الجميل جاسم المطير
كل الاخرين يتمنون ان تتحق امنياتهم اما انا فاتمنى لك الآتي
الا تكون عضو برلمان في قندهار - بغداد
الا تكون وزيرا للثقافة في زمن مهدي المنتظر
الا تكون مسوؤلا عن المتحف العراقي الذي يمتلىء جدرانه يآيات الذكر الحكيم فقط
ابتهل الى رب العزة الا تلتقي في هذه السنة بالروزخون كامل الزيدي محافظ بغداد واليعقوبي في كربلاء واسأله تعالى ان يلهمهما فكرة الغاء السيارات واستبدالها بالجمال فالصحابة كانوا يستعملوها لانها سفينة الصحراء
سلمت وسلامي الى الاحفاد

اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا