الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير في تونس تصنع قدرها

السموأل راجي

2011 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في يوم كان المفروض أن يحيي مواطنو تونس إحتفالاتهم السّنويّة بمقدم سنة جديدة قد تأتي لهم بما هو أحسن؛إحتفلوا بصفحات جديدة يكتبها الجلاّد في دفاتر القمع اللاّمتناهي،فلقد عاشت المحاماة يوما إعتبروه أسودًا بكلّ المقاييس إنتهكت فيه أعراضهم وحرمات القضاء ونكّلت بهم جحافل الأمن أيّما تنكيل:ضرب بالهراوات وإقتحام للمحاكم وسحل في الشّوارع وعنف بلا حدود وشتائم من قبل أعوان أمن بالزيّ المدنيّ لتمويه لم يعد يجدي على هويّاتهم ولم يكفي ذلك فتمّت الإستعانة بذوي السّوابق ومن شاكلهم في الإجرام لتكثيف الإعتداءات.


لقد واصل المؤتمرون العمل بما ورد في خطاب رئيس البلاد في يوم 28من الشّهر المنقضي في السّنة المنتهية من تهديد ووعيد وتوصيف لكلّ من إحتجّ على واقع الرّداءة والتّفقير والنّهب المنهجيّ"بالمتطرّفين ولم تتوقّف حالات المداهمات للمنازل والمحالّ التّجاريّة وإغلاق المقاهي في بعض المدن ولم تخلوا شوارع أخرى من قوّات مستنفرة موجّهة ضدّ المواطن المنتهية صلاحيّات مواطنته المسلوبة بطبيعتها،كما وقعت مدن أخرى تحت وطأة حصار أمنيّ إستباقيّ في أقاصي الجنوب ولم تتوقّف الحناجر بهتافاتها ضدّ السّلطة وضدّ ممارساتها وكان محورها المطالبة برحيل اللّواء زين العابدين بن عليّ.



إنّ إنطلاقة شرارة النّار التي جذّرها البوعزيزي لم تعد وحيدة منطفئة ولن تكون تونس كما كانت بعد هذه الإنتفاضة التي عقبت إنتفاضة الحوض المنجميّ،ذلك الملفّ الذي لم تنتهي جراحه،فمازال من قام بتغطية الأحداث صحفيّا في السّجون رغم تردّي الحالة الصحّيّة لكليهما وعلى الأخصّ الفاهم بوكدّوس مريض الرّبو،ولا يزال كوادر تلك الحركة خارج وظائفهم التي حرموا منها بعد قضائهم لسنة ونصف في السّجون بعد حركة كان لها شهداؤها مثلما هو الحال لسيدي بوزيد حيث سقط برصاص الأمن ضحايا.


تمثّل الأحداث التي لم تنتهي وقد تزيد شرارتها بعد عودة التّلاميذ والطّلاّب لمدارسهم ولجامعاتهم بعد إنقضاء عطلة جعلها الأمن سوداء متعبة ومن الآن يتمّ تبادل دعوات الإضراب ومقترحات النّضال عبر المنتديات الإجتماعيّة الإفتراضيّة والسّياق العامّ للأحداث يؤكّد تجذّر الحركة وإتّساعها يومًا بعد يوم وما إنخراط المحامين في حركة عامّة شملت كافّة المحاكم الإبتدائيّة في البلاد إلاّ نقطة من دلائل هذا التّداعي لمصاب تونس.


أفق الإنتفاضة سيحدّده قادم الأيّام وهي تحصد مزيدا من الدّعم والإتّساع ويساهم القمع في توسيع رقعتها وتجذير مطالبها ولحدّ الآن أعلنت جهات عن تنظيم إضرابات بداية من يوم الإثنين المقبل ويبدو الشّارع منشغل لأقصى الحدود وعمّ الحديث عن ثروة عائلة الرّئيس وأصهاره وعن الدّعم اللاّمحدود للولايات المتّحدة له ومعها بعض من صقور الإتّحاد الأوروبي وتبيّن بلا رجعة ضعف مقولة المعجزة الإقتصاديّة التي تغنّى بها بإحتفاليّة ذات يوم جاك شيراك وكولن باول ؛بان زيفها في ظلّ أحداث متلاحقة بعضها وراء بعض في مشاهد تتعب البصر من كثرة الرّصاص فيها وحجم الهراوات ومدى إستعمالها من قبل الأمن وتواصل حالات الإنتحار لدى شباب كان في الأصل حلم البلاد وركن مستقبلها فإذا به تحت ضربات النّهب والخصخصة ووهم اللّيبراليّة وعولمة الرّأسمال التّابع بطبعه ضحيّة يحترف الموت من أجل الحياة ولا أظنّ جدّيّا أنّ شعبا قال قائله ذات يوم:
إذا الشّعب يوما أراد الحياة...فلا بدّ أن يستجيب القدر
سيدع القدر يسوقه وهو ميدانيّا عبر نضالات جماهيره يرسم وجها آخر للقدر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه