الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هكذا تورد الابل يا سيادة الرئيس

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


ليس هكذا تورد الابل يا سيادة الرئيس
اعتاد الرئيس محمود عباس و هو نفسه رئيس المنظمه والسلطه وفتح ، ان يدلي بتصريحات سياسية ، لا تمت بصله لا لمتطلبات القيادة الفلسطينيه ولا لمستلزمات السياسه ، ولكنها تكشف حالة الترهل والاستخفاف ، كما مدى التخلف والتفرد في ادارة اوضاع الساحة الفلسطينيه ، وعمليات صنع القرار فيها ، في احد تصريحاته اكد ابو ابو مازن انه; لا بديل عن المفاوضات سوي الاستمرار بالمفاوضات" ، برغم ان المفاوضات لم تعد ذات جدوى ، وان اسرائيل تستغلها لتحسين صورتها ،والتغطيه على فرضها الامر الواقع في الضفه الغربيه عموما ، وفي استنزاف مزيد من التنازلات من الفلسطينيين. وفي الواقع فان مهمة القيادة الفلسطينيه البحث عن الخيارات و البدائل ، لا اغلاقها ،ناهيك عن الارتهان الى خيار واحد ووحيد. وفي معرض اجابته على سؤال طرح عليه بشان سعي اسرائيل للاعتراف بها كدوله يهوديه ، قال ابو مازن بان الفلسطينيين لا يهمهم ماذا تسمي اسرائيل نفسها ، ما يوحي ، وكان هذه المسالة داخليه بحته ، وليس للفلسطينيين شان بها ، في حين ان هذا الامر في الحقيقه لا يطرح الا في مواجهة الفلسطينيين ، اكثر مما يطرح كدلاله معينه بين الاسرائيليين، كون هؤلاء ، بعلمانيهم ومتدينيهم يعرفون انفسهم كيهود، ويعترفون باليهوديه _ الدينيه_ كمكون قومي لهم ،فليس هناك يسار في اسرائيل. وفي احدى مقابلاته الصحافيه ، صرح ابو مازن بانه يفاوض من اجل عودة عدد معقول من اللاجئين الى اسرائيل لادراكه عدم قبول هذه بعودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني الى ديارهم لان " اسرائيل ستنهار" ، وعنده فان الفلسطينيين يمكنهم العوده الى الضفه والقطاع ، واذا قرروا البقاء في الدول الموجودين فيها فسيحصلون على التعويض ، وكذلك الدول التي تستوعبهم" الحياه ١٣ـ٩ـ٢٠٠٨ " وفي ذلك يبدو الرئيس كمن يبدي استعدادا مسبقا لامكان التنازل عن احد الحقوق الاساسيه لشعبه ، في حين ترفض اسرائيل مجرد التنازل لا للفلسطينيين ولا للامريكيين كما تبين اخيرا ، حتى بمقدار تجميد الاستيطان في الضفة ولو لفترة محدوده . مشكلة تصريحات كهذه هو مجانيتها ، وانها تضعضع مكانة الرئيس عند شعبه ،لا سيما ان ثلثي الفلسطينيين من اللاجئين ، فوق ذلك فان مثل هذه التصريحات تخرج قوة اللاجئين من المعادلات التفاوضيه ، مما يضعف المفاوض الفلسطيني ازاء اسرائيل ، فضلا انها تعطي ايحاءات تشجع اسرائيل على ابتزاز المزيد من التنازلات.
ولعل ابرز تصريحات لابي مازن هي " بروح لبيتي" ، وكان الرجل في حسبة خضار ، المتعلقه بامكان عدم ترشيحه للانتخابات الرئاسيه المقبله، او تقديم استقالته من منصبه كرئيس للسلطة، كرد على اخفاق المفاوضات ،وقد لوح ابو مازن بهذا الخيار مجددا لمرافقيه من الاعلاميين ، في سفرته الاخيره الى نيويورك ،ملمحا الى ان هذه السفره يمكن ان تكون الاخيره ، ثم عاد وكرر طرح هذا الخيار ،في لقائه مع عدد من الشخصيات في الاردن ،ففي مقر المجلس الوطني -لمن ما زال يتذكره- ففي هذا اللقاء حاول ابو مازن اشاعة جو من المرح بين الحاضرين ، بتعليقه على الكرسي المتهالك الذي خصص له ، بقوله"بلكي بتحملني اسبوع بس، ابصر اجلس عليه بعد اسبوع ام لا" . وفي ذلك يبدو وكان خيار استقالة ابو مازن ، او ترويحته على البيت ، بمثابة الخيار الوطني البديل من خيار المفاوضات ، و بمثابة التهديد الوحيد الذي يملكه سيادته و قائد اكبر فصيل فلسطيني وهو فتح ، في مواجهة تعنت اسرائيل ،وكرد على الضعف الذي يبديه المجتمع الدولي في الضغط عليها، فهل الى هذا الحد تدهورت احوال الساحه الفلسطينيه? وهل هذا الوضع يتوازى مع حجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في مقاومة اسرائيل ،طوال العقود الماضيه ? ثم من المسؤول عن انعدام الخيارات ، والارتهان للخيار التفاوضي وحده ، اذا لم تكن القيادات السائدة ،واخصها قيادة فتح وعلى راسها ابو مازن -قيادة فتح الجديدة- ، الانكى ان الرئيس الفلسطيني في اللقاء المذكور ادلى بتصريح غريب من نوعه ، ففي رده على سؤال بشان امكانية حل السلطة ، اجاب قائلا " لا استطيع " ، حل السلطه بحاجه لموافقة اسرائيل ، هذا الامر تعافدي يحتاج لموافقة الطرف الاخر ، لكان ابو مازن في ذلك يوضح ان السلطة ومعها الشعب الفلسطيني ، بموجب اتفاق اوسلو ، باتوا اسرى اسرائيل او رهن املاءاتها ،في حين ان اسرائيل بالا لهذا الاتفاق المجحف الا من الزاويه الامنيه فقط . ويطل اليوم علينا الرئيس الفلسطيني بقصة الدحلان ،وكان الشعب الفلسطيني بلا ذاكرة حينما صرح ابو مازن والدحلان معا اثناء سجن ابو عمار في رام الله ان ياسر عرفات فاقد للاهليه كرئيس .
واخيرا ان حل السلطة في هكذا وضع لهو ذروة العمل الوطني الفلسطيني
ادم عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى