الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحافظ على الأقباط حتى تسلم مصر

حسام محمود فهمي

2011 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شئٌ حزينٌ أن تكونَ الدقائقُ الأولى لميلادِ عامٍ جديد شاهدةٌ على منتهى الخِسة، على جريمةٍ ضد مصر راحَ فيها عددٌ كبيرٌ من أقباطِ مصر أثناء صلاتِهم، لم يدُرُ ببالِ صواريخِ الفرحِ فى كلِ مكانٍ أن هناك انفجاراتٍ أيضاً تدوى لقتلُ الفرحَ. ما حدَثَ فى الأسكندرية أدمى عيونَ كلِ نفسٍ سويةٍ، لا تعرفُ إلا أن مصرَ فى خطرٍ، وأن الغدرَ بالأقباطِ يصيبُها كدولةٍ وكيانٍ. الحدثُ خطيرٌ يستحيلُ أن نجاملُ فيه أو نخدعُ أنفسَنا بتسميةِ الأمورِ بما لا تُسَمى. التوتراتُ الطائفيةُ واقعٌ لا يجوزُ أن نغفلَه، وهى نتيجةُ مماراساتٍ عدةٍ شاركَت فيها الدولةُ الرسميةُ بالصمتِ عملاً بمبدأ إكفى على الخبر ماجور حتى تهدأ الأمور وينسى من ينسى.

الأقباطُ يَشْكون ويَشْكون ولا يَسمعون إلا اصبروا، ثم ماذا، أصبروا، حتى عَزَ الصبرُ، وتنَبه العالمُ منذ زمنٍ أن مصرَ فعلاً فى مشكلةٍ لم تُواجَه بالجديةِ الواجبةِ والرغبةِ الحقيقيةِ، لا يجوزُ أن نطوى جانباً تقريرَ الحرياتِ الدينيةِ الأمريكى الصادرَ منذ أسابيع، ليس من الكياسةِ اعتبارُه مؤامرةً. لنراجعُ ما تَعَرَضَ له الأقباطُ من تعدياتٍ على رموزِهم وتحريضٍ، لنرجِعُ لأقاويلِ من اِعتُبِروا رموزَ فكرٍ باحترافِ التهجمَ عليهم، خَلطُ الوعظِ بسبابِهم وتسفيهِم سَكَبَ فى النفوسِ كراهيةً متبادلةً وتشكُكاً وتربُصاً. اختلَطت حريةُ الرأى بالتسامحِ مع من جعلوا منها مساراً لتفتيتِ مصر بالتَهَجُمِ على الأقباطِ والتدخلِ فى عقائدِهم.

لا بدَ من الصراحةِ، يجبُ إيجادُ الجانى الحقيقى وكلِ من ساعدَه بكلمةٍ مكتوبةٍ ومسموعةٍ ومرئيةٍ، من الضرورى التوصلُ للأسبابِ بأمانةٍ، التبريراتُ السطحيةُ لا مكانَ لها، العدو ليس فى الموساد، لكن ما يرتكِبُه لأجندته يخدمُ الموساد وللأسف آخرين يُبدون أخوةً قائظةً. يجبُ الاعتبارُ من تجاربِ من حولِنا، من ضحكوا على أنفسِهم وما ضحكوا على العالمِ الأقوى، من تفتتوا بشرِ أعمالِهم. يستحيلُ تصورُ مصر بدون أقباطها؛ هل نسينا صدقَهم وأمانتَهم فى العملِ؟ هل نسينا أن التنوعَ الدينى والفكرى والثقافى هو سمةُ المجتمعاتِ الإنسانيةِ الحقيقيةِ؟ هل غَفلنا أن الإنغلاقَ بدايةُ الاندثارِ؟

الإعلامُ الفضائى وجاراه الحكومى، جعلوا من الفقراتِ الدينيةِ وسيلةً لرفعِ نسبةِ المشاهدةِ، طمعاً فى الإعلاناتِ، لا فى الوعظِ ولا فى غيرِه، منها أُذيعَ علناً ما يحضُ على إلغاءِ العقلِ والانقيادِ. أصبحَ أهلُ الفتاوى هم المحركون لمجتمعٍ تعودَ إلغاءَ عقلِه، مصيبة، هل غُيِبَ المجتمعُ إلى هذا الحدِ؟ لنرَ كيف أدَت عقودُ العملِ الخليجيةِ إلى تغلغلِ أفكارٍ رافضةٍ كارهةٍ منكرةٍ للمخالفِ ديناً وفكراً؟ أفكارٌ ليست من طبائعِ مصر ولا أخلاقِها.

مصرُ فى محنةٍ، غابَت الدولةُ وغابَ عنها العقلُ فسيطرَ على الشارعِ من لا يريدون الدولةَ الحديثةَ. والإسكندرية أيضاً، شوارعُها وأسواقُها فوضى، من اشترى محطاتُ الترامِ؟ من يروجُ شرائطَ الفتنةِ؟ من يهيجُ فيها المظاهراتِ؟ من يحاولُ السيطرةَ عليها؟ من رَفعَ فيها الميكروفوناتِ تحدياً؟ الأماراتُ واضحةٌ وسُكِتَ عنها.

لا مفرَ من الصراحةِ والحسمِ والعدالةِ، إذا أردنا لمصر الاستمرارَ،،

مدونتى: ع البحرى
www.albahary.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجريم التحريض قانونيا ومعاقبه المعتدين
بشارة خليل قـ ( 2011 / 1 / 2 - 03:31 )
بدون هاتان الخطوتان ستصل مصر الى نقطة اللاعودة ان لم تبلغها بعد
فلتكن هذه الحادثة والدماء البريئة التي سالت هزة يا مصر فوئي
فلينتهى العنف الجسدي والمعنوي ضد المسيحيين
فلينتي التمييز الصارخ والتفرقة الواضحة في المناصب العامة وفي نسبة التمثيل السياسي وفي الوثائق القانونية وفي حرية العقيدة ولينتهي التمييز في بناء دور العبادة وفي كرامة الانسان
ولينتهي دس الرؤوس في الرمال ولتسقط عبارات الزيف والتهوين مثل الوحدة الوطنية والنسيج الوطني والفتنة الطائفئة والمتطرفين من الجانبين
لا للتهوين ولا للتهويل
ليبدأوا اولا بالاعتراف بوجود ما سبق من انتهاكات في حقوق المواطن المصري القبطي في خصوصيته الدينية ولترفع راية المواطنة اولا والقانون اولا واخرا
ولكن ايمانا ان طيبة الانسان في بلادنا كفيلة عاجلا ام اجلا بالتعافي من المرض الوهابي لكن ليس قبل اصلاح ما اعطبه التمييز الديني بين الغلابى
ليتسنى مقاومة الفساد والفقر والظلم الواقع على عامة المصريين


2 - مصري أصيل
elias melbourne ( 2011 / 1 / 3 - 08:44 )
أستاذي العزيز
مقالة رائعة وتثبت إنك مصري أصيل باركك الرب

اخر الافلام

.. حرب غزة.. اتفاق التهدئة | #غرفة_الأخبار


.. حزب المحافظين في بريطانيا... هزيمة تاريخية تلوح في الأفق| #غ




.. عام 2024 يشهد أكبر مصادرة للأراضي في الضفة منذ اتفاق أوسلو


.. مستوطنون يهاجمون بلدة بقضاء جنين ويشعلون النيران بمركبة




.. محللون إسرائيليون: هزيمة حماس في غزة ليست وشيكة