الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح 2011 تقسيم وتسوية

مسعود محمد

2011 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


2011 ترسم ملامحها من خلال طريق جلجلة يمتد من سيدة النجاة في بغداد الى كنيسة القديسين في الاسكندرية. يد الارهاب تضرب بقوة لترسم خريطة تفتيت المنطقة على أسس طائفية وعرقية ودينية، حزب الله قال عن التفجير انه أخطر المؤامرات التي تستهدف التنوع الديني، وهو توصيف دقيق لتلك الجريمة الارهابية. يأتي تفجير الاسكندرية في وقت نشهد فيه الفصل الأخير لتقسيم السودان على أساس ديني لدولتين اسلامية في الشمال ومسيحية في الجنوب. وعلى وقع الكلام عن حق تقرير المصير الذي أطلقه السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان، هذا الكلام الذي فتح باب تقسيم العراق الى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية. وعلى وقع مواجهات حادة فيما بين الجيش اليمني والحوثيين. وعلى وقع اشتباكات يومية فيما بين الأمن السعودي وخلايا الارهاب التكفيرية. وفي ظل كلام عن مثالثة تقلص من صلاحيات ودور مسيحيي لبنان. وفي ظل صراع سعودي ايراني على زعامة العالم الاسلامي مما يفتح الباب أمام الكلام عن مشروع سني وآخر شيعي للمنطقة. كثافة الغبار المتأتي عن تلك التصريحات والاشتباكات والتفجيرات تغطي بظلها مشروع دولة عنصرية دينية تعمل اسرائيل على تثبيت دعائمها، سنة 2011 هي سنة البداية الفعلية لتنفيذ مشروع كيسنجر تقسيم المنطقة الى موزاييك مفكك مكون من دويلات طائفية وعرقية ضعيفة. هذا الموزاييك سيسهل الهيمنة على أقتصاديات العالم العربي، ويخلق تسابق تسليحي لاستنزاف الأمكانات المالية للدول العربية التي ستتوهم انه من خلال التسابق التسليحي ستكون قادرة على خلق توازن عسكري أو على الأقل توفير الإمكانات الحربية لمواجهة التحديات والتهديدات، الا ان نتيجة ذلك التسابق سيكون مزيد من الحروب والانقسام والتفتيت، وسيسهل مشروع الدولة الصهيونية العنصرية. التاريخ يعيد نفسه يقتسم الطامحون مدن الأندلس ويحكمونها باسم ملوك الطوائف وتضيع سيادة قرطبة بذهاب الخلافة الأموية. هذا هو قدر العرب منذ الاندلس حكم طوائف وانقسام. أما لماذا مصر فذلك ببساطة لأنها خط الدفاع العربي الأخير أمام مشاريع تفتيت المنطقة، ولأنها خط الاعتدال العربي والاسلامي.
لبنانيا، رغم النفي الأميركي التسوية على نار حامية، وكشفت عطلة الميلاد ورأس السنة أحد فصولها من خلال تعيين سفير أميركي لسوريا. الخارجية الأمريكية أكدت أن الهدف الأساسي من تعيين السفير روبرت فورد في دمشق هو لحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وكان الرئيس باراك أوباما قد عين فورد في الفترة الانتقالية للكونجرس مستخدما صلاحيات تنفيذية مكنته من تجاوز اعتراضات الجمهوريين على التعيينات بعض السفراء. وقال جون سوليفان وهو متحدث رسمى بدائرة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية إن القرار الذى اتخذه الرئيس باراك أوباما الأربعاء لإرسال السفير روبرت فورد إلى منصبه فى سوريا لم يأت بسبب الوضع المتدهور فى لبنان الذى ينتظر صدور القرار الاتهامى عن المحكمة الخاصة التى تحقق فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الاسبق رفيق الحريرى ورفاقه ولا نتيجة لاحتمال بروز ما اسماه ب"صفقة سعودية سورية" حول المحكمة بل إن توقيت هذا التعيين يعكس فقط الحاجة إلى حماية وتعزيز مصالح وأمن الولايات المتحدة فى المنطقة. وأضاف سوليفان أن قرار إرسال السفير فورد إلى منصبه فى دمشق يجب أن لا يعتبر مكافأة للحكومة السورية مشيرا إلى أن وجود سفير أمريكى فى دمشق يحسن قدرة الحكومة الأمريكية لتوجيه رسائل للحكومة السورية ولتوضيح اهتمامات وأولويات واشنطن لها. من المعروف أن الخلاف الأميركي السوري يشمل ثلاث ملفات رئيسية في المنطقة وهي، عملية السلام، والعراق، والعلاقات اللبنانية السورية. في حديث لجريدة الحياة الجمعة 31/12/2010 اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية علي فياض أن "فريق 14 آذار يعاني من مشكلتين، الأولى ربما هم خارج ما يجري. والثانية، لا يريد هذا الفريق الحلّ، لأنه يفترض أن الوصول إلى حل يجوِّف كل ما أطلقته 14 آذار في الفترة السابقة "وطالب فياض بـ" انتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لنرى كيف سينعكس ذلك على خطاب 14 آذار، لا سيما أن المواقف السلبيّة التي يصدرها هؤلاء تشير إلى أنهم لا يريدون الحل، والتسوية ستفرض عليهم من قبل السعوديّة، لافتاً الى ان "المعطيات لدى المعارضة هي أن المطروح نوع من الحل الشامل الذي يتجاوز القرار الظني الى قضايا أخرى." 2011 عام استكمال ملامح خطة تفتيت المنطقة وسيشهد المشاهد الأولى للتفتيت في السودان، لبنانيا يقوى الكلام عند فريق 8 آذار عن التسوية والتسويق لها قائم بقوة، أما فريق 14 آذار فمنقسم فيما بين موقفين لبناني يتصدره مسيحيي 14 آذار والبطريريك صفير داعي الى الاستمرار بالمحكمة لكشف الجناة لحماية مستقبل لبنان ومنع أي اغتيال مستقبلي، وموقف متأرجح فيما بين الحقيقة والسعودية الداعية لتسوية تفتح باب النقاش حول مستقبل المنطقة. ليتني كنت عرافا لأعرف وأقول المزيد، التسوية تتقدم هكذا يقول العرافون.... أما أنا فأقول كذب المنجمون ولو صدقوا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح