الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجل الموسيقار صالح الكويتي : الملك غازي اهدى والدي ساعة ذهبية بختمه الشخصي

مازن لطيف علي

2011 / 1 / 2
الادب والفن


تميز الموسيقارصالح الكويتي بالحان رائعة وعزف مدهش. ولد صالح الكويتي في الكويت عام 1908 لعائلة من اصل عراقي انتقلت من البصرة الى الكويت في بداية القرن الماضي. وقد ابدى صالح وكذلك اخوه داود الذي ولد عام 1910 شغفا بالموسيقى منذ الصغر، وتلقيا دروسا في العزف والغناء لدى الموسيقار الكويتي المعروف خالد البكر. في البداية تعلما الالحان الكويتية والبحرينية واليمانية والحجازية. وتعرفا على الموسيقى العراقية والمصرية بالاستماع الى اسطوانات. وحين تقدما في العزف والغناء اخذا يشتركان في احياء حفلات لدى المعارف والاقرباء والشيوخ والوجهاء في الكويت اولا ثم في اقطار الخليج.اشتهر في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي بوضع الالحان الخالدة لمعظم مطربي ومطربات تلك الحقبة – امثال سليمة مراد وزكية جورج ومنيرة الهوزوز وسلطانة يوسف وبدرية انور وجليلة ام سامي وعفيفة اسكندر وراوية ونرجس شوقي وزهور حسين ,، كما وضع الكثير من المقدمات واللزمات الموسيقية لداخل +حسن وحضيري ابو عزيز.

كان صالح الكويتي ماهرا في العزف على الكمان واشتهر اخوه داود بالعزف على العود. وفي عام 1927 رافقا المطرب الكويتي المعروف عبد اللطيف الكويتي الى البصرة لتسجيل اسطوانات.
في البصرة نال الاخوان الاعجاب والتقدير من مطربين عراقيين كبار ومن العاملين في حقل الموسيقى والغناء. كما استغلا وجودهما هناك لتوسيع مداركهما في اصول المقام العراقي وتفرعاته.
عام 1929 قررا الانتقال نهائيا إلى بغداد وهناك اقترحت المطربة العراقية المشهورة سليمة مراد على صالح الكويتي ان يحاول تلحين بعض الاغاني، فاخذ قطعا شعرية من الشاعر الغنائي المعروف عبد الكريم العلاف و سيف اتلدين ولائي ولحن في فترة قصيرة عدة اغان منها قلبك صخر جلمود، هوّه البلاني، آه يا سليمة، ما حن عليّ، منك يا لاسمر، خدري الجاي خدري. لقيت هذه الاغاني اقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور، الامر الذي شجع صالح الكويتي علي اعطاء التلحين اهتمامه الاول. استمر صالح الكويتي في نفس الوقت في عزف وغناء الاغاني الكويتية وكان يحي حفلات خاصة للوجهاء الكويتيين الذين كانوا يزورون العراق ، في عام 1932 زارت بغداد سيدة الغناء العربي ام كلثوم واعجبت باغنية قلبك صخر جلمود التي لحنها صالح الكويتي للمطربة سليمة مراد. وقد غنت ام كلثوم هذه الاغنية في حفلاته بعد ان علمتها سليمة مراد اللحن والكلمات. وهذه هي المرة الوحيدة التي غنت فيها ام كلثوم لملحن غير مصري.

حين اقيمت الاذاعة العراقية عام 1936 كلفت الحكومة صالح الكويتي بتشكيل فرقة الاذاعة الموسيقية. وقد عملت هذه الفرقة برئاسته الى ان استقال عام 1944، وقد استمر في تقديم برامج خاصة في الاذاعة بعد استقالته.
في عام 1947 وضع صالح الكويتي الموسيقى التصويرية لاول فيلم سينمائي عراقي – عليا وعصام – ولحن جميع اغانيه التي ادتها بطلة الفيلم المطربة سليمة مراد.
كما سافر احيانا إلى الكويت لاحياء حفلات للجمهور الكويتي الذي كان ولا يزال يكن الاحترام والتقدير لاهتمام صالح بالتراث الموسيقي الكويتي. في عام 1951 اسُقطت الجنسية عن صالح الكويتي وهُجر الى اسرائيل – حيث توفي صالح الكويتي في إسرائيل عام 1986.
في حوارنا مع الابن الأصغر للمسيقار الراحل صالح الكويتي حدثنا عن ذكرياته عن والده :
كيف كان الوالد يذكر العراق، خاصة أيام الشباب في بغداد. أو تلك الأيام التي تصلهم من أهوال حكم البعث الذي أصاب العراق بالخراب والحروب ومسخ الذاكرة.؟
لم يكن صالح الكويتي يحمل اية ذكريات غير حميدة عن العراق. كان العراق بالنسبة له البلد الذي افسح له المجال للتقدم في عمله الفني وبلوغ مكانة حظيت باحترام جميع الاوساط الفنية والشعبية والرسمية. لقد قرر صالح الكويتي الهجرة من العراق بسبب الظروف التي نشأت في اعقاب النزاع العربي الاسرائيلي والحرب التي لم تكن نتائجها في صالح الجانب العربي. في تلك الظروف الطارئة والاجواء الحالكة توصل صالح الكويتي وعائلته الى نتيجة هي انه لم يعد ليهودي مجال للعيش بكرامة وامان في الدول العربية مهما كان مركزه ومهما كانت مكانته. وقد اثبتت الاحداث انه كان مصيبا في قراره. كل ما كان يحز في نفسه هو ان غيابه عن العراق استغل لتغييب اسمه عن الحانه، وكان دائما يقول ان السياسة شيء والفن شيء اخر، فلماذا يخلطون السياسة بالفن. ان الحانه التي لم يكن بالامكان محوها من ذاكرة العراقيين كانت تذاع وتدرس في المعاهد الموسيقية على انها من التراث، وكان ذلك في واقع الحال تقديرا لفنه ولو بشكل غير مباشر وغير مقصود طبعا.
كان صالح الكويتي يتذكر بفخر مثلا الساعة الذهبية التي اهداه اياها الملك غازي وعليها ختمه الشخصي، تقديرا لفنه وللبرامج الموسيقية التي كان يقدمها من اذاعة قصر الزهور التي كان يديرها الملك بنفسه.
كان يتذكر باعتزاز كيف كلفه وزير المعارف بتشكيل ورئاسة الفرقة الموسيقية لاذاعة بغداد لدى افتتاحها عام 1936.
.كان يتحدث بشوق عن لقاءاته الفنية مع الفنانين العرب الكبار الذين كانوا يزورون العراق مثل محمد عبد الوهاب الذي نقل عنه مقام اللامي وام كلثوم التي احبت اغنية " قلبك صخر جلمود" التي لحنها صالح لسليمة مراد، وتعلمتها ام كلثوم وادتها في حفلاتها في ملهى الهلال ببغداد عام 1932.
لقد كان صالح الكويتي يعتز دائما بعراقيته، وكان في حفلاته في اسرائيل يضع السدارة العراقية على رأسه ليدلل على حبه للعراق. وكان كذلك يستمع الى الاذاعات العربية ويتابع احداث العراق ويتحدث بذلك مع اصحابه ومقربيه. كان يتألم لما يقاسيه ابناء الشعب العراقي من تقلبات في الحكم ومضايقات في الحياة.
هل كانت له تعليقات على ما كان يسمعه من غناء في الفترات اللاحقة مثلا سبعينيات القرن الماضي.؟؟
كان صالح الكويتي يتابع قدر الامكان النشاط الفني في العراق. كان في السنوات الاولى التي اعقبت هجرته يشعر بان الاسس التي وضعها للاغنية العراقية الحديثة في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي بقيت متبعة في التلاحين الجديدة. ولكن الامور تغيرت في السبعينات حين اخضع الفن للسياسة.
هل كانت له الحان جديدة ، وهل سجلها بصوته أو هي باقية على الرفوف؟
لقد لحن صالح الكويتي بعد هجرته الى اسرائيل نحو خمسين اغنية ادى اكثرها اخوه الفنان وعازف العود الشهير داود الكويتي كما ادى قسما منها المطرب المعروف فلفل كرجي وآخرون. كانت هذه الاغاني تذاع من اذاعة صوت اسرائيل باللغة العربية. وقد سجل قسم منها في الالبوم الذي اصدرته العائلة عام 2006 احياء لذكرى الاخوين صالح وداود الكويتي.
كيف كانت ايامه الأخيرة ؟
لقد توفي صالح الكويتي عام 1986 وكانت السنوات العشر الاخيرة من اصعب سنوات حياته بسبب وفاة شقيقه داود عام 1976. لقد عاش الاخوان معا ولم يفترقا منذ الطفولة. مارسا الفن معا وعملا وانتجا معا وعالجا شؤون عائلتهما معا، ولم يكن اسم احدهما يذكر دون ذكر الاخر. صالح وداود الكويتي دائما وابدا. ومن هنا فقد كانت وفاة داود اكبر صدمة اصابت صالح في حياته، وفي اعقابها تردت صحته. ومع ذلك كان يخفي المه ويمارس عمله وكان يابى الخضوع لمرضه الى ان تغلب المرض عليه واضطر اخيرا الى ملازمة فراشه لايام معدودة قبل وفاته.
ما هي رؤيتك اليوم للعراق، وانت تشاهد العراق على شاشة التلفزة يوميا، وبين ما كان يطرحه الوالد من صور هل ترى فروقا في الصورة؟
اني اصغر ابناء صالح الكويتي، وعلى الرغم من اني ولدت في اسرائيل الا اني اشعر وكانني ولدت وعشت في العراق. وكان ابي هو الذي غرس فيّ هذا الشعور. فقد كنت استمع بشغف الى احاديثه عن طفولته وصباه في الكويت وعن اعمله ومنجزاته الفنية في العراق وكانت احاديثه دائما لا تخلو من النكات التي كان يحسن روايتها باللهجة البغدادية . لقد رافقته كثيرا الى الحفلات العامة والخاصة التي كان يدعى الى احيائها، وكنت ارى ما كان يقابل به من احترام وتقدير من جانب الجمهور ومن زملائه الفنانين. وعلى هذه الارضية فاني اهتم كثيرا بما اسمعه عن احداث العراق وما يعرض عن اوضاعه في التلفزيون. وقد سررت كثيرا لان هناك في العراق اليوم من يحاول ان يعيد لصالح الكويتي اعتباره وان يسجل على المستوى الصحفي والاكاديمي تقديره لما قدمه صالح الكويتي للموسيقى العراقية. واشير هنا بوجه خاص الى البحوث والامسية الدراسية التي اقيمت في جامعة بغداد قبل عامين والتي تناقلت وقائعها الصحف العراقية في حينه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان محقا
زيدون زيد ( 2011 / 1 / 5 - 13:56 )
اعتقد كان محق في مغادرة العراق ولكنه مخطا في ذهابه الى سرائيل
فلو ذهب الى لندن كان افضل واقرب له العراق
ويبقى يذكر في كل عصر وزمان اما الذهاب الى اسرائيل فلا

اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب