الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب مازن لطيف - مثقفون عراقيون - بحث أصيل في واقع الثقافة العراقية المعاصرة
يوسف ابو الفوز
2011 / 1 / 2الادب والفن
في بغداد ، صدر مؤخرا ، عن دار " ميزوبوتاميا " كتاب "مثقفون عراقيون" ، للكاتب والاعلامي مازن لطيف، بغلاف من تصميم الدكتور مصدق حبيب ، وبثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط . للكتاب عنوان داخلي ثان هو " حوارات نخبوية " ، يعبر عن مادة الكتاب التي كانت عبارة عن حوارات صحفية أجراها ونشرها الكاتب في مختلف الصحف والمجلات العراقية ، ولكنه قام بجمعها في كتاب واحد قام بتبويبه الى ستة فصول ، حوى كل فصل من خمسة الى ستة اسماء من المثقفين العراقيين ، عدا الفصل الاخير حوى اسمين فقط ، ومجموع الاسماء الواردة في الكتاب هي ثلاثون اسما ، تغطي مختلف الاختصاصات في الساحة الثقافية، وتضم جمهرة من الاسماء اللامعة التي سطع اسمها في سماء الثقافة العراقية ، وساهمت في رسم افاق حية وعميقة للثقافة العراقية ، منهم سعدي يوسف، فائق بطي ، رشيد الخيون ، ناهدة الرماح، محمود سعيد ، سلام عبود ، أمل بوتر ، عبد الكريم هداد ، عقيل الناصري،عبد الخالق حسين،عزيز الحاج،كمال مظهر،وديع شامخ، محيي الاشيقر، زهير الدجيلي، الشهيد كامل شياع واخرون . عناوين الفصول الستة كانت : " باحثون " ـ خمسة اسماء ـ ، "قصاصون وروائيون " ـ ستة اسماء ـ ، " شعراء " ـ ستة اسماء ـ ، "فنانون" ـ ستة أسماء ـ ، " كتاب وسياسيون " ـ خمسة اسماء ـ والفصل الاخير " مؤرخون " ـ أسمان ـ . من استعراض عناوين الفصول يمكن لنا ان نحدد اهمية المهمة التي اخذها على عاتقه الكاتب مازن لطيف للتوثيق لاراء نخبة بارزة من مثقفي العراق وتسجيل ارائهم ووجهات نظرهم ، ليس في الحياة الثقافية وعالم الأبداع ومفاهيمه ونشاطهم ، بل وفي التطورات الجارية في حركة المجتمع العراقي، خصوصا وان اللقاءات في مجملها اجريت من بعد سقوط النظام الصدامي الديكتاتوري ، ويشير الكاتب في المقدمة المهمة ، التي عكس فيها اراءه بوضوح بأهمية الحوار مع المثقفين ، الى ان (الحوار جهد بشري ابداعي ، وبالتالي فهو حلقة من حلقات المعرفة المتكاملة ، بمعنى انه "ينتظر الاكتمال " والكمال ، ومن ثم فهو جزء مما يمكن دعوته بتأثيث المشهد الكلي للحياة بتناغم العقول عبر اثارة الاختلاف والاتفاق ، والغاية واحدة الا وهي معرفة االحقيقية او الوصول الى مظهر من مظاهرها ) ، وبهذا فأن الكتاب لا يدخل في اطار التوثيق فقط لاراء وافكار المتحدثين ، بل في مجمله يأتي بحثا اصيلا ومهما في واقع الثقافة العراقية المعاصرة ، ويعرف بمفاهيم ومعلومات ذات قيمة تأريخية ومعرفية ، من خلال الاجوبة الدقيقة التي قدمها المثقفون العراقيون الذين تلقوا الاسئلة ، واذا أسلمنا بالقاعدة التي تقول بأن السؤال الضعيف يقود الى جواب اضعف ، فأن الاسئلة الذكية والحيوية والشاملة واللماحة ، التي عكست لنا شخصية الكاتب والإعلامي مازن لطيف محاورا بارعا ، ومثقفا متمرسا في مهمته ومهنته ، وعارفا بتأريخ ونشاط محدثه ، استفزت المتحدثين ، فقادتنا الى التعرف الى اجوبة عميقة في دلالاتها ساهمت في تسليط الضوء على الحقائق سواء في عالم الثقافة وهمومها ، وفي مفاهيمها وافاقها ، وتكشف لنا ما حدده الكاتب في مقدمة الكتاب عند حديثه من ان قدرة المثقف في " تحمل مسؤولياته لا يحددها شئ غير قدرته على النفاذ في الحياة العراقية والمساهمة الجادة في صنع الحياة الحرية "، فالمثقف الحقيقي هنا ليس متفرجا فقط ، ولا مجرد منتج لقيمة جمالية ، بل هو عامل مهم في خلق التغيير الانساني والديمقراطي ، وهذا ما يريد ان يقوله لنا مازن لطيف من خلال مادة كتابه الدسمة . امامنا كتاب لا غنى للقاريء المتابع عن اقتناءه وقراءته للتعرف من خلال صفحاته لا على ما يفكر به مثقفينا العراقيين ، سواء كانوا داخل او خارج الوطن ، بل والاطلاع على هموم الثقافة العراقية الحالية التي سعى الكاتب الى كشفها من خلال اسئلته الذكية ، ومعرفة حجم الخراب الثقافي الذي تركته سياسات النظام الديكتاتوري العفلقي المقبور ، وما اضافة له سياسات الاحتلال وحكومات المحاصصة الطائفية في ظل العنف والاكراه الذي يتلبس لبوس الدين ، وتلمس المهمات الجادة والكبيرة التي تتنظر المثقف العراقي للمساهمة في بناء عراقي ديمقراطي . ومما تجدر الاشارة اليه ، ان الكاتب والاعلامي مازن لطيف ، من المثقفين العراقيين المثابرين ، العاملين والجادين في الساحة الثقافية والإعلامية العراقية ، ومن الذين عرفوا بنشاطهم الثقافي المعارض في ايام النظام الديكاتوري المقبور ، ومن الفاعلين في نشاطات ما عرف باسم " ثقافة الاستنساخ " ، حيث كان من المساهمين في استنساخ وتوزيع الكتب الممنوعة من قبل اجهزة النظام المقبور الامنية ، وهو من مواليد بغداد 1973 ، وناشط في العديد من المنظمات الثقافية وعضو تحرير في مواقع الكترونية فاعلة ، ظهرت كتاباته الصحفية في اغلب الصحف العراقية ، واعد لفترة برامج ثقافية تلفزيونية ، وصدر له "المثقف التابع" 2009 ، "علي الوردي والمشروع العراقي " 2009 بالاشتراك مع الدكتور علي ثويني ، "العراق وحوار البدائل" 2009 حوار فكري مع الدكتور ميثم الجنابي ، وله كتب قيد الاعداد والانجاز .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تذكرتي تتيح حجز تذاكر حفلات وفعاليات مهرجان الموسيقى العربية
.. ابنة ثريا ا?براهيم: محمد سعد عمل لها نقلة فنية في فيلم «كتكو
.. بسمة الحسيني: أولويات الإغاثة الثقافية في المناطق المنكوبة •
.. زينب العبد : جهود جبارة من المشاركين في أعمال مهرجان المهن ا
.. كلمة نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي خلال مهرجان «المهن التمثي