الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرام

سميرة عباس التميمي

2011 / 1 / 2
الادب والفن


أحرامٌ انني أحببتك
أحرام
أحرام
أحرامٌ انني غزلتُ أشواقي
سارية لعينيّ
أحرام
أحرام
بذرة بذرتها في أحشائي
رقصت
رقصة.. رقصتان.. ثلاث
ولم تُكمل رقصتها التاسعة
تحت القمر الدامي
الذئبُ يعوي
والضباب رماديٌ مزرق
على الفرش الأبيضِ أرقد
والطفلُ في بطني يُحلق
يُبشرني بموعده
يُداعبني, يلمسني
يمرحُ في بطني
ويُحادثني عن موعد ميلاده
قادمٌ مع الأشباح
من غابةٍ مهجورة
مسعوراً
تقفُ على نافذتي
قدري وقدر الصبي
مرهونٌ بين يديك

****

اغلقُ عينيّ
أراك تختالُ من واجهة مُضيئة
تحرقُ وجنتايّ
تخطفُ أبصاري
ووقفنا وجهاً لوجه في فجوة
الليل الباكية
لحظة إستسلام تبعثُ
في نفسي النشوة
ومن فؤادي
السوسن والياسمين
الاسطوانة تُغني اسرارها
للعابرين
عن ذاك الليل الذي حوى
البحر الوحيد
وغرق في دُجاه حتى صار
أعتم منهُ

****

أنت أتقنتَ السياسة
وزيف الكلمات الدبلوماسية
وأنا برعتُ في الرومانسية
وفن صناعة الأطواق
من الزهور البرية
وعلى بريّتي أحببتك
ومنحتكَ نفسي
اختصرتُ ساعات الزمن
ركضتُ على أهدابه
لمقاهي احاديثها ذوبت
صقيع الشتاء
وثرثرات ساحت مع سُكر
الفنجان
ولا يبعدني عن النعيم والهاوية
غير
قبلة حارقة مشتهاة
فلماذا غدت قبلاتنا العاصفة
أشواكاً جارحة
أحرامٌ انني أحببتك
ذات ليلٍ من قمرٍ مُسكر
العينين مُسبل الأهدابِ
أحرامٌ
أحرام
كتبت لي بكلماتٍ مبعثرة
وأنا لا أحب التخاطر عبر الجسور
الهوائية
رتبت الأوراق على الطاولة
حرصتَ ان تجمع قدري وقدرك
بورقةٍ واحدة
وان تُمزق الثانية
بضربةٍ قاضية

****

في خريفٍ منسي
مُرتدياً نظارته السوداء
مودعاً آخر فصيل الفراشات
والحمائم
لعنتُ اللقاء
توسمتُ السماح
إبتهلتُ إلى الربِ
منحته دمعة صلاتي
وسجدتُ لإشراقةِ مُحياه
ما تظنني
جسدي ليس بقطارٍ هارب
من قدره المحتوم
أجوفٌ مع روائح المسافرين
الراحلين
فمي ليس معرضٌ دولي
من يخطفُ منه قبلة
من يأخذ منه وردة
ومن يتركُ عليه لمسة

****

الأنين يُمزقُ أشلائي
وستائر الغرفة
شُهب السماء ستصفعك
كما صفعتني ملايين المرات
الطفلُ يُخبرني عن سعادته
لإختياريه لي أُماً
ولايُفصله عن الُلقيا
غيرُ
خمسُ سماواتٍ
وهديلُ حمام

****

على الفرش الأبيضِ ارقدُ
وأنتَ على نافذتي واقفٌ
والقيء الأصفرُ يملأ فرشي
ساعةُ الصفر تحترق
تحت دويّ المطرقةِ على السندان
وأصدر القاضي القرار
مباضع الموت
تشقُ دروب
تقطع عروق
تسلكُ طريقها الدموي
بلا رحمة
تحفر أسماء في هيكلٍ
لم يكتمل بنائه
وترسمُ تقاطع طُرق عمياء
بمدينةٍ نازفة حتى النخاع
تفضُ بكارة الحياة
وتبتر أجنحة خافقة للحياة
وأنامل باكية لأثداء
ودمعتي في المنفى مسجونة
تنتظر قرار الإفراج
لتحضن صدى بُلبل
لم يرى النور ولا الحنان

2010-12-30








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??