الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لفت انتباه للسيد صلاح عمر العلي

هادي الخزاعي

2004 / 9 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لفت الأنتباه أوألفات نظر، مصطلح عام، أما يراد به اداريا عقوبة لموظف بسبب أخلال في العمل الوظيفي، كما هو شائع في العراق والعديد من الدول، ويعتبر من أخف أنواع العقوبات الأدارية على الأطلاق. وأما أنه يستعمل وديا بين الأصدقاء والأشخاص للتنبيه عن حصول بداية زلل او خطأ أو أسفاف بالحديث ، أو حتى لا يحصل ما يشط به اللسان فيقيم العداوة أو..أو.
ولفت الأنتباه الذي اعرضه أمام السياسي العراقي المخضرم، الأستاذ صلاح عمر العلي، كما جاء في عنوان ما وصفت به هذه الكتابة، من النوع الودي الذي يراد به للصديق أو العزيز، الأبتعاد عن الحكم المسبق حتى لا يحسب في عداد المتنطعين الذين تزدحم بهم الأبواب والنوافذ هذه الأيام. وتتضاعف الحماسة في التنبيه عندي للودود والدبلوماسي جدا الأستاذ صلاح، بحكم مواقفه من النظام الصدامي الساقط ( من السقوط بكل المقاييس) التي كان يطل بها علينا (أبو عمر) من شاشات التلفزة ليشرّح لنا ذلك النظام ، بلغة الخبير الذي يحتكم في عروضه التفصيلية تلك، الى الملموسية والمعايشة لمكونات ذلك النظام بدءأ من التفاصيل الدرامية للكيفية التي وصل بها البعث الى كرسي حكم العراق للمرة الثانية ، بعد فشله في مرته الدموية الأولى عام 1963، وصولا الى النتائج الكارثية التي حلت بالشعب العراقي، حين تحول أنقلاب1968 (الثورة البيضاء كما سموها باديء ذي بدأ) الى دراكولا لايحيا بغير الدم، لا الدم العراقي فقط، وانما دماء الأخوان والجيران أيضا، بصرف النظرعن الدين أو القومية او المذهب. أما الأطلالات الأسبوعية عبر صحيفة الوفاق التي كان يصدرها( أبو عمر) والتي تصل مجانا الى أي طالب لها من العراقيين وأين ما مكان في العالم، فقد كانت أطلالات كثيرة، لتؤكد عمق ذلك التقاطع مع النظام الصدامي.
ولفت الأنتباه الودود هذا أسوقه لأبوعمر، على اثرالعديد من المقابلات المتلفزة في فترة ما بعد سقوط صدام،والتي آخرها الأطلالة الهادئة الزاهية من شاشة المستقلة، لاسيما بعد أن منحك المسفر وسام الأستحقاق الصداقي من الدرجة الأولى، هذا المسفر الذي لايتشرف أي عراقي بالنظر أليه، وليست صداقته، طبعا أقصد العراقي الذي لامست وجدانه لوعة الحزن والذل والظلم الذي لاقاه من نظام صدام، ولا اظنك غريبا أو بعيدا عن هذه المأساة الأنسانية يا أبا عمر حتى تقبل منه صداقته بذلك الوجه المطاطأ الخجل بلا ردا على دفاعه المستميت عن صدام ونظامه تحت حجته العروبية، الأحتلال، وأستخفافه بدموع الأمهات والزوجات اللواتي كن ينحن وينحبن على الطريقة العراقية التي تحمل آلام وأحزان مئات السنين، وهن يفترشن بقايا عظام( وليست كل عظام) المفقودين وسبايا المقابر الجماعية، بل أنه تمادى في أحاديث سابقة بحق أولئك القتلى والشهداء ووصفهم بانهم، أنما كانوا مجموعات من المتمردين، ولكنه لا يجرا أن يذكر متمردين على من؟ وبكل وضوح وبساطة، كانوا متمردون على صدام ونظامه الذي أنت واحد من ضحاياه.
في هذه الأطلالة يا أبا عمر، وفي معرض حديثك عن الوضع العراقي، جاهدت أن تكون كما كنت معارضا، ربما هو دأب فيك أن تكون معارضا على طول الخط؟! وعلى كل حال فهو شانك، ومثلك الذي خبر الحكم والسياسة، سواء عندما كنت واحدا من طاقم الحكم البعثي الذي سبى العراق أرضا وشعبا، أو عندما تحولت الى معارض لذلك النظام، أقول، مثلك وأنت الذي تحمل هذا الأرث من الخبرة والتجربة، فيه كل القدرة على ألتقاط (رأس الشليلة) بيسر وسهولة .
ما جعلني أعيد النظر في ثوابتك غير المتزحزحة التي كنت تبشر بها في أطلالاتك السابقة، هي أفكار أطلالتك الأخيرة في المستقلة، التي أفتيت بها عن عدم وجود ظاهرة دموية تجتاح العراق أسمها الزرقاوي، وان الزرقاوي محض وهم مصنوع على الطريقة الأمريكية، كوهم أبو طبر الذي أرهبنا به البعث يوم كان على مقاساتك، ووهم مومياء العفلقية التي أجهدت نفسك في سان باولو كي تعيد لها الحياة، فعدت من البرازيل الى العراق وفي حقيبتك عفلق وعقيدته البشعة لتتربع على صدور العراقيين أكثر من ثلاثة من العقود المضمخة بالدم وغبار البارود والمعارك.
كم أجهد أن اصدقك ايها المناضل العتيد، وانا الذي في عمر بنيك، ولكن المثل العراقي الذي يقول( حدث العاقل بما لا يليق، فأن صدق فلا عقل له) يصفعني بقوة على قفاي كي لا أكون بلا عقل فلا أستر شيبتي في أرذل العمر.
ربما يشاطرك الرأي كثر، ولكن الأمير الزرقاوي وبقية الأمراء التسعة الذين أقتسموا أحياء الفلوجة الى أمارات لادنية وزرقاوية، يسومون المخالفين لعقائدهم بالسوط وامام الملأ، وكأنهم تحولوا من الأمريكيين الى العراقيين، هؤلاء بجماعاتهم الزئبقية، التي لا تكف عن سقي حقل الموت من الدم العراقية النازفة بلا حساب، موجودون يا أبا عمر في الفلوجة أو غيرها، وأذا كنت أنت لم ترهم، فقد أعلنوا هم عن وجودهم، سواء برسائلهم أو بأشرطة الفديو، وهم يكرون الضحايا بسيوف حادة، أو وهم يعرضون سباياهم من المخطوفين للملأ.
أدرك أن دفاعك عن الفلوجة يا سيدي، محض خيار وطني يتشارك واياك به الكثير من العراقيين، ولكن العراق في مفترق شكسبيري صعب، تختصره الأحداث بالمقولة الدرامية الشهيرة " كن ، أو لا تكون "،وهنا ينبثق السؤال، أين يجب أن نكون؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
توطئة متأخرة

أنا من المؤمنين بانه لم يعد لأحد الحق في أن يفرض على الآخر سياق ونمط تفكيره، أنت حر فيما تفكر، ولكن يبدوا أن الفرق بيننا، على ضوء ما عرضته أنت من على شاشة المستقلة هو، أنني أرى النصف المملوء من القدح العراقي , أما أنت فيبدوا أنك لا ترى سوى نصفه الفارغ فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ