الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة تحليلية علي تفجيرات الاسكندرية-(1)

محمد رجب التركي

2011 / 1 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كان واضحا ان توقيت العملية الاجرامية التي حدثت بالاسكندرية واداتها مختارين بعناية ..فاليوم هو نهاية العام والوقت هو وقت صلوات الاقباط المسيحيين حيث الكنائس مكتظة بالمصلين والاداة هي التفجيرات الاكثر فتكا بالارواح واتلافا الممتلكات واثارة للذعر
واذا كانت العمليات الارهابية في مصر قد تضاءلت حدتها وخف اثرها بعد الضربات الامنية المتلاحقة في السنوات الاخيرة فان عملية تفجيرات الاسكندرية انما كانت مخططة وتسعي الي تحقيق اهداف اهمها :
• اولا: ان تعيد الي الاذهان مدي قدرة وسطوة تلك المنظمات الارهابية ..فالضجة الاعلامية الهائلة التي ترتبت علي التفجيرات هي ضجة تبدو فيها مصر في صورة العاجزة عن حماية ابنائها ..
• ثانيا :.كما تعني التفجيرات ضربة قاصمة الي اجهزة الامن المصرية رغم كل دعاوي تلك الاجهزة بحماية الاقباط المسيحيين الذين تلقوا عدة ضربات في اماكن مختلفة علي ايدي متعصبين ..
• وثالثا: تنفيذ رسالة قد تم توجيهها الي السلطات المصرية ..
• رابعا : ابلاغ القاصي والداني بقدرة جماعات التعصب ومنظماتة السرية الارهابية التي تتخذ من الاسلام شعارا لعملها الاجرامي واستعراض لقدرتها علي الاختراق والقيام بعملياتها ..
• خامسا : مواجهة الدولة المدنية بنقيضها من الدولة الدينية الفاشية ..حيث ان فظاعة التفجيرات ومانتج عنة من ضحايا هو اعلان قوة وسطوة وسيطرة واستمرار للجماعات الارهابية المتعصبة التي تسعي الي الاطاحة بالمجتمع المدني واستبدال الدولة المدنية بدولة دينية فاشية تقوم علي التعصب والقمع ..
ويكتمل هذا التحليل عندما نضعة في سياقة ونقارنة بما يحدث في دول عربية كالعراق واليمن والجزائر والسودان وغيرها من دول غير عربية .حيث ان لهذة المجموعات الارهابية امتدادا في الدول العربية وخارجها علي السواء ..وهي مجموعات تمتلك المال والسلاح والقدرة التنظيمية وتجد الدعم المالي من بعض الدول والدعم المعنوي والفكري من الشخصيات المتعصبة التي تلعب بالنار ولا تدرك ان انتصار تلك المنظمات الارهابية هو دمار للجميع وقضاء علي الاحلام في مستقبل مشرق .
هذة المنظمات الارهابية تتحرك من دولة الي اخري في نوع من الاستراتيجية الموحدة والتكتيك المتشابة والعمليات الارهابية المتماثلة حيث تعتمد تلك المنظمات علي: -
• سذاجة الجماهير الامية وبساطة وعيها في اشاعة مناخ التعصب والفرز الديني معتمدة علي العناصر الجامدة من التراث وعلي الفكر السلفي الوهابي للايهام بصحة منطلقاتها .
• فشل اجهزة التثقيف والتنوير في الدولة وفي قيامها بدورها فالاجهزة الاعلامية متخلفة حيث تنتشر قنوات فضائية سمحت بها الدولة تعلي من قيم التصديق والتسليم والاذعان والطاعة دون تفكير مسترشدة بالتفسيرات الغيبية والاعقلانية للدين ...بل انها تستخدم مخلفات الفكر السلفي في اكثر جوانبة تخلفا ومقولات متشددة لبعض الفقهاء الحنابلة في اشد عصور الدولة الاسلامية اظلاما ...هذة القنوات الاعلامية تعمل علي تفضيل تقاليد الاتباع علي مغامرات الابداع وتبث في اذهان البسطاء ليلا نهارا مايحول بينهم وبين الوعي النقدي بانفسهم او بواقعهم .
• الاخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحكومة حيث يلتقطها ويستخدمها شخصيات التعصب والتطرف لكي تطرح بدائل لاتختلف في تسلطها عن تسلط اعتي الحكومات الديكتاتورية او الفاشية .كما ان تلك المنظمات تستفيد من الفراغ الذي يعانية الشباب من مشاكل البطالة وحدة الفقر التي تفقد الشاب البائس املة في المستقبل وماينتج عن ذلك من ازمات نفسية ومادية وما يتعرض لة من قمع دائم ..حيث ان المقموع يعيد انتاج القمع الذي تعرض لة فتلعب تلك المنظمات في عقول من لم ينل منهم قدرا كافيا من التثقيف العقلاني لينقلب الي قنابل موقوتة للعنف وادوات لاعقل لها ولا ارادة ولاتفكير في خدمة التعصب والارهاب حيث تم برمجتها علي السمع والطاعة وتنفيذ الاوامر دون نقاش والاذعان المطلق لشيوخ العنف و التطرف ولمن يطلق عليهم امراء الجماعة
• انظمة التعليم المتخلفة التي تقوم علي التلقين الجامد فتزيد من التعصب بما تدعمة من تقاليد النقل وبما تبثة من عداء لروح الاجتهاد والابتكار والابداع
ان النظام الفكري الذي احتوي عقول الارهابيين كما يحتوي عقول اصحاب التعصب و الفرز الديني قد تسرب في ثقافتنا ويهددها بالدمار والخراب خصوصا حين نراة يخترق مؤسسات الدولة المدنية وينقلب بها رأسا علي عقب حيث يستبدل العقل بالنقل ...ويستبدل التسامح بالتعصب ..ويستبدل الحوار بالفرض ...يستبدل حق الاختلاف بمنطق الاجماع ..ويستبدل التعددية بالبعد الواحد ..والشك بالتصديق ..ويستبدل السؤال بالتسليم
هذا النظام الفكري العنصري الطائفي يرفض الحوار ويميل الي التلقين ..يلغي المبادرة الخلاقة ويعادي افق الابداع ويعمل علي الاغتيال المادي والمعنوي للاخر وللمخالف معتمدا علي خطاب اصولي سلفي لايدرك سوي وجة واحد للحقيقة متوهما انة يملكها دون غيرة .
هذا الخطاب الفكري بمناخة الثقافي هو بعينة الخطاب الذي ينتجة اعداء الدولة المدنية ..دولة المواطنة والديموقراطية والمجتمع المدني وذلك سعيا منهم لاستبدال الدولة بمؤسساتها المدنية الي دولة اخري فاشية ذات مسحة دينية تستمدها من اللحية والزبيبة الزائفة للشيخ المتعصب صاحب الفتاوي التي تحض علي الارهاب وكراهية الاخر
والسؤال الان الذي يمكن ان يطرحة البعض هو : ولكن مصر دولة مدنية وينص دستورها علي المساواة بين جميع المواطنين فما علاقة تلك الاحداث بالدولة المدنية والمواطنة ؟ وكيف يمكن تهيئة الارادة الجماعية للشعب المصري من اجل الوعي بالمشكلة والعمل علي حلها ؟؟
رؤية للحل في المقال القادم











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت القضية الى قاضى الكرة الرضية
atef wassim ( 2011 / 1 / 13 - 21:35 )
سلمت القضية الى قاضى الكرة الأرضية
بدأ العام الميلآدى الجديد بنهور دم شهداء أبرار كانوا مستعدين للعرس السماوى
ولم تمضى أيام حتى تفتح أبواب السماء لشهداء آخريين رأى الله له المجد أنهم يستحقوا أكليل المجد ( تعالى أيها العبد الصالح أدخل الى فرح سيدك ) نعم فقد سباقوك الى ملكوت السموات أخوة لك فى الكشح وسمالوط والعمرانية ....وشهداء كنيسة القديسين بالأسكندرية ....( تعالوا رثوا الملكوت الذى أعددته لكم ) نعم هذه عطايا الله
... ولكن
نحن البشريين ولا سمائيين كيف ؟ آلآ من محاسب ؟؟؟ألآ من مسئول ؟؟؟؟ ألسنا فى دولة سيادة القانون وهذه جرائم قتل مع سبق الأصرار والترصـــد ......... وكذالك مخالفة للشريعة ووصايا الله
لآ تقتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
ننتظر م


2 - الجزء 2 - سلمت القضية الى قاضى الكرة الرضية
atef wassim ( 2011 / 1 / 15 - 23:04 )
ننتظر من الأجهزة المعنية أن تتحرك ...ليس للمحافظة على الأقباط ..فأن لهم رب السماوات والأرض وكل ما فيها قال ملعون من أتكل على ذراع بشر ....ولكن المطلوب من الأجهزة المعنية التحرك للحفاظ على أمن وسلآمة وهيبة الدوله لأن الفعله ليس لهم دين ولآ ينفع أن تخاطب الخارجيين عن القانون كأرهابيين بقال الله وقال رسولة ...لأن لغتهم سفك دماء الأبرياء ......كما نرجو عندما تتحرك الأجهزة المعنية يجب أن تلآحظ أن هناك قصور مشوب بالريبة والقلق مما ينشر على صفحات الجرائد أن مدير الأمن قام بالمرور على خدمات كنيسة القديسين قبل التفجير بعشر دقائق ووقع بالمرور وبعد أنصرافة تم أنصراف الخدمات الأمنية من أمام الكنيسة الأمر الذى وضح بعدم وجود أصابات لدى جهاز الشرطة ...كذلك عدم أصابة الرجل المسن والحمدالله على نجاته بائع السبح والمصاحف والذى تم العثور علية بعد بحث أكثر من 10 أيام ...وكالسؤال كيف تم زرع القنبلة على باب الكنيسة من الخارج وأين كانت الحراسة ؟؟
الموضوع الثانى حادث أطلآق نار عشوائى على ركاب قطار ....الجميع ينفى بأنه حادث طائفى ...والكل ينفى أذا نفى .. تأكيييد


3 - الجزء 3 - سلمت القضية الى قاضى الكرة الرضية
atef wassim ( 2011 / 1 / 17 - 00:02 )
الموضوع الثانى حادث أطلآق نار عشوائى على ركاب قطار ....الجميع ينفى بأنه حادث طائفى ...والكل ينفى أذا نفى .. النفى ...تأكييد هذا مندوب الشرطة قام بالنظر فى الوجوة ومعلوم أن البلد كلها فى حالة تمييز عنصرى ..أى حد بدون حجاب فهو مسيحى ...وهذا هو الخطر الداهم الموجود فى البلد وهذا هو المخطط الذى تم من أكثر من ثلآثون عاما وتأتى نتائجة الآن من السهل القضاء على المسيحيين فى أى مكان وزمان أى حد بدون حجاب يتم اطلآق النار علية ...ومن مين ..من مساعد شرطة ....أذا هو أنسان مسلم قبل أن يكون مساعد شرطة ...أذا الأحتقان وكراهية الآخر موجودة ومتأصلة داخل بعض فئات الشعب ...ومن السذاجة أن يتقال أن هذا الشحص كان مكلف على حراسة كنيسة وكان ممكن يقوم بهذا العمل ولية لآ ..زلكن هذا الرجل ليس بالسذاجة أنه يعتدى على الأقباط وهو فى الخدمة تحت نظر ضباط متعلمين والمفروض هم أكثر تقافة عنه ....أذأ الوطن معرض لخطر داهم أصبحت هناك تغلغل للخوف فى النفوس بين الطرفيين ...لالالا....ثلاثة أطراف ...مسلميين ومسيحيين ورجال أمن ....السؤال ؟؟
أين الحكومة....هل مازالت تقول ليس هناك فتنة طائفية ؟؟؟؟
أين رؤساء مجلسى الشعب والشورى؟

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر