الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصية العام في البرميل

شوقية عروق منصور

2011 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في نهاية كل سنة تبدأ الاعلانات تمطر وجوهاً نسائية ورجالية تغتال المساحات البيضاء في وسائل الاعلام ، والحمدالله وسائلنا الاعلامية قليلة امام الوسائل التي يملكها الآخرون في العالم .

لكن رغم هذه الوسائل المتواضعة والقليلة ، نحاول الخروج من عنق التهميش والابتعاد و ندخل ميدان التقليد بامتياز، نزين العالم المحيط ببريق من الفرح المضيء ، ونصنع من هذه الوجوه الضاحكة مجتمعاً يعيش في رخاء دون مشاكل وصعوبات ، قضاياه محلولة ولا يوجد أزمات تقلقه وتخيفه ، البطالة مفقودة والعائلات تعيش فوق خط الفقر بسعادة لأن ذلك الخط بعيداً عنها وبيوتها غير مهددة بالهدم لان اساساتها ثابتة وجذورها ضاربة في الثقة من عدالة الدولة وعدم تميزها ، الازمة الوحيدة التي نعانيها ، هي أين نسهر رأس السنة ، أي المطاعم أحلى وأرقى ، ومن يقدم المطرب الأفضل والاحسن .

نحن شعب لا ينقصة الا القليل من الحظ حتى يتساوى مع الشعوب الراقية والمتطورة ، انه ينافس في كل شيء وهو لا يملك شيء ، هذه هي قاعدته الذهبية التي لن يتنازل عنها .

حفلات تجر السهر حتى مطلع الفجر ، مطاعم وملاهي وبارات ، مطربين ومطربات ينزلون إلى أسواق الحناجر المتنوعة في انسيابها وغنائها وتقليدها للأغاني اللبنانية والمصرية والسورية ، يعلنون هنا وهناك عن عناوين تواجدهم وفي أي مطعم سيكونون ! وما عليك سوى الاختيار ، هناك ستفرح وتبدأ السنة الجديدة بنشاط .

وحتى نثبت إننا لا نختلف عن باقي الشعوب السعيدة بالعام الجديد ، علينا اختيار رجل العام وامرأة العام ، وتبدأ ماكنة الأعلام في الإختيار ، مع اننا نعرف طول العام من الذي يعمل والذي لا يعمل ومن يقدم لصالح مجتمعه ، وهناك من يدخل فكرة التجارة في الاختيار ليصبح هذا الموضوع هوسه التجاري لدرجة التزوير في الشخصيات وإضفاء غير الموجود على الموجود ، وتختلط الاوراق ونقع في مصيدة الجيوب التي تريد الانتفاخ في تلك الليالي التي تفجر الاختيار السنوي .

لسنا ضد التكريم ومنح كل انسان قدم لمجتمعه كلمة ( شكراً ) بالعكس التكريم يعطي المجتمع صورة التطور الانساني الحقيقي .

لكن السؤال لماذا لا يبحث هؤلاء الذين يختارون رجل العام وامرأة العام عن نساء ورجال يعيشون في الظل ، في البعد عن الاعلام والاخبار البراقة التي يشحن بريقها بعض المبالغة ، يفتشوا عن من قدم اشياءاً صغيرة لكن قد تكون عظيمة في حياة البعض . وساعدت على النجاح وخلق انسان .

كان يعيش في اليونان قديماً فيلسوف يعيش في برميل يدعى (ديوحين) ويحمل شمعة في النهار وعندما يسألونه لماذا الشمعة وشمس النهار مشرقة يقول :

افتش عن الرجل ، الرجولة بمفهومها الحقيقي ، وايضاً قد ينطبق هذا القول على الأنوثة بمفهومها العطائي .

لذلك فتشوا عن رجل العام او امراة العام في برميل العطاء البعيد عن الاعلام الذي قد يشترى بعلاقة واعلان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها