الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تأزمت علاقة إسرائيل بفرنسا

مروة نظير

2011 / 1 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


تعد الصداقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أهم الملامح الثابتة في العلاقة بين البلدين منذ نشأة إسرائيل في عام 1948، كما أن هذه الصداقة تعد من أهم العوامل المؤثرة في مسار العلاقات العربية الإسرائيلية، لذا انشغل كثير من السياسيين والباحثين على الجانبين بالتوتر الحادث في علاقات البلدين بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على بناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة موقفا يقوض عملية السلام مع الفلسطينيين، إلى جانب اعتباره إهانة للإدارة الأمريكية خاصة وأن الإعلان عن بناء هذه المستوطنات تزامن مع وصول نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى إسرائيل في زيارة تهدف إلى إحياء عملية السلام.
ومن بين الأكاديميين الذين اهتموا بهذا الموضوع، البروفسور جاري بيز Gary J. Bass، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة برنستون، الذي كتب مقالا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في الأول من إبريل من العام الماضي بعنوان "عندما تأزمت علاقة إسرائيل بفرنسا"، ومن خلال هذا المقال يحاول الكاتب تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو من أن الاستمرار في بناء المستوطنات في القدس الشرقية قد يؤدي إلى فقدان إسرائيل لصداقتها مع الولايات المتحدة، مثل ما حدث في أعقاب عام 1967 حين خسرت إسرائيل تحالفها مع فرنسا.
وفي تفسير ذلك يستعرض المقال تاريخ العلاقات الفرنسية الإسرائيلية مشيرا إلى أن العلاقة الفرنسية الإسرائيلية بدأت في منتصف الخمسينات، عندما أصبحت إسرائيل مستوردا رئيسيا لصناعات السلاح الفرنسية. إلا أن العلاقة بين البلدين لم تكن تجارية فقط، ففي ذلك الوقت كانت فرنسا تحاول إسقاط الثورة في الجزائر، ومن ثم اتفقت مع إسرائيل في هدف محاربة القومية العربية، ووصل الأمر في عام 1956 إلى مشاركة فرنسا إلى جانب بريطانيا وإسرائيل في الحرب ضد مصر في العدوان الثلاثي، وبعد ذلك استمر الدعم الشعبي الفرنسي لإسرائيل إلى جانب التبادل الثقافي والتعاون العسكري بين البلدين حيث ساعد الفنيون الفرنسيون إسرائيل في الحصول على الأسلحة النووية، كما أن فرنسا أمدت إسرائيل بالطائرات الحربية المتقدمة التي أصبحت العمود الفقري للقوات الجوية الإسرائيلية.
لكن بنهاية الحرب الجزائرية في عام 1962، سعى الرئيس الفرنسي في ذلك الحين شارل ديجول لإصلاح علاقات بلاده بالعالم العربي، مما أدى لتوتر علاقة فرنسا بإسرائيل على الرغم من محاولات فرنسا تحقيق التوازن في علاقاتها بين الجانبين مع التأكيد المستمر على أن إسرائيل تعد حليفة وصديقة لفرنسا.
وقد استمر هذا الوضع حتى حرب عام 1967، ففي ذلك الحين كان على فرنسا أن تدعم إما الجانب العربي أو الإسرائيلي، وقد اختارت فرنسا (في رأي كاتب المقال) أن تدعم الدول العربية، حيث فرضت حظرا على بيع السلاح إلى دول المنطقة، كما أدانت الضربة الجوية التي قامت بها إسرائيل. بل وبعد شهور قليلة من الحرب أعلن الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت ديجول أن فرنسا "حررت نفسها من العلاقات الخاصة والوثيقة" مع إسرائيل.
ويؤكد المقال أن هناك العديد من الاختلافات بين الحالتين الفرنسية والأمريكية، خاصة أن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل في الوقت الحالي أكثر عمقا من الدعم الشعبي الفرنسي لإسرائيل في عام 1967، كما أنه من الصعب تخيل أن يتبنى أي من أفراد إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما رأيا مماثلا لرأي ديجول بعد حرب 1967.
ولكن رغم ذلك، ينصح المقال إسرائيل بضرورة الانتباه إلى أوجه التشابه بين الحالتين، فمثل حال ديجول بعد حرب الجزائر، يدرك الرئيس الأمريكي أوباما الأهمية الإستراتيجية لتحسين علاقات بلاده بالعالمين العربي والإسلامي بعد سنوات طويلة من الحرب وإراقة الدماء في العراق وأفغانستان. وطالما لم يحدث تقدم في عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، سيظل البعض في إدارة أوباما يعتبر أن علاقات واشنطن مع الدول العربية يمكن أن تكون بديلة للعلاقة مع إسرائيل. وكما حاول العديد من المسئولين الفرنسيين تحقيق التوازن في علاقات فرنسا بدول منطقة الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب الجزائرية، يتمنى الرئيس الأمريكي أوباما -بلا شك- لو أن بإمكانه أن يمد يد التعاون إلى العالم العربي بدون أي يؤثر ذلك بشكل سلبي على علاقات بلاده مع إسرائيل.
وفي النهاية يتقدم المقال بنصيحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدعوه إلى أن يكون حكيما في قراراته في هذا الشأن، قبل أن يؤدي ذلك إلى ضرر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن إصلاحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟