الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد الايراني بين وقائع الارقام وتصريحات احمدي نجاد

جابر احمد

2011 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ادعى احمدي نجاد في آواخر تشرين الثاني من العام الماضي في مقابلة اجرته معه وكالة" ايلنا " شبه الحكومية للانباء ،ان " دولته اوجدت فرص عمل ثابتة وان الانتاج الصناعي و التصدير قد ازداد و ان الاقتصاد يتمتع بمستوى عال من النمو " وذلك في محاولة كاذبة منه لطمئنة المواطنين بأن "الوضع الاقتصادي جيد جيدا "و ليس هناك ضرورة للقلق من "تنفيذ قانون الدعم الحكومي " ، كما انه و كعادته في المغالات في تصريحاته يدخل في مقولة علاقات الدولة بالعمال وفي هذا المجال يدعي " ان علاقة الدولة بالعمال ودية للغاية " .
وخلاقا لتصريجات احمدي نجاد، تؤكد لنا حقائق الارقام الصادرة عن الاجهزة الاعلامية الحكومية نفسها ، ان ما يقوله احمدي نجاد حول سلامة الوضع الاقتصادي الايراني عار تماما من الصحة و لا يمت الى الواقع بصلة اطلاقا ، فالجميع اليوم يشاهد بام عينه اغلاق المزيد من المصانع و المعامل وكذلك ارتفاع معدلات البطالة وصل الى اعلى مستويات له في ايران منذ توليه الحكم وحتى اليوم .
و لعل اكبر دليل يدحض تصريحات احمدي نجاد ، ما ادلى به لوسائل الاعلام ممثل اهالي مدينة" وارمين " في مجلس الشورى الايراني ، حيث اشار وخلافا لأدعاءات احمدي نجاد الى الانخفاض المتزايد لمؤشر الاستثمارات وتوقف العديد من الوحدات الانتاجية ، حيث يقول " ان 90% من الصناعات النسيجية في البلاد قد توقف عن العمل " ، اما فيما يخص وضع المصانع على مستوى البلاد ككل يقول " بشكل متوسط ان ما يقارب 50% من مصانغ كل البلاد اما انها متوقفة عن الانتاج او انها غير فعالة "، وفي هذا المجال يشير الى بعض المدن الصناعية ، و يذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مدينة "عباس آباد"، و"علي آباد" و" جرم شهر " في العاصمة طهران حيث يقول " كان يوجد في هذه المدن معامل كثيرة وفي كل معمل كان يعمل ما بين 40 الى 50 عاملا ، الا ان الغالبية العظمى منها قد اغلقت ابوابها ، و ان عمالها قد سرحوا من العمل "ويضيف " في مدينة جرم شهر " مدينة الجلود " لوحدها كان يوجد فيها 30 مصنعا لصناعة الجلود غالبيتها توقفت عن الانتاج و لم يبقى منها اليوم سوى 8 مصانع و هي تعمل بنسبة 50% من طاقتها " .
هذا مثال بسط على بطلان مصداقية تصريحات احمدي نجاد التي يحاول من خلالها الايهام بأن اقتصاد بلاده بخير ، في حين الجميع يعلم ان اوضاع المصانع و المدن الصناعية ومن بينها المدن الصناعية في اراك ، قزوين وتبريز و الاهواز وغيرهما ليس افضل وضعا من المصانع المشار اليها انفا .
في الحقيقة ، لا يرتبط الحديث بوضع هذه المدينة الصناعية او تلك المقاطعة من مقطعات البلاد وحسب و انما يرتبط بوضع الصناعة والانتاج على مستوى كل البلاد ، فعلي سبيل المثال توقفت عام 2008 ما لايقل عن 400 وحدة انتاجية صغيرة و كبيرة عن العمل ،و استمر هذا التوقف لعام 2009 ليشمل الكثير من المصانع ، حيث يوجد حاليا (2010 ) ما يقارب 335 وحد صناعيىة لا تستطيع الاستمرار بنشاطها الانتاجي .
من جهته تحدث معاون وزير العمل الايراني في اواخر تشرين الثاني من العام الماضي لجمع من العمال والمشرفين وذلك في مدينة كرمانشاه قائلا : " ان 65 % من المصاانع لا توجد لديها سيولة نقدية " وعليه يمكن القول ان تسريح العمال من المعامل مستمر دون توقف وفي النصف الاول من هذا العام ( 2010 ) تم تسريح نصف مليون عامل من اعمالهم ، كما ان هناك 5 ملايين عامل عاطلين عن العمل، في حين يشهد سوق العمل دخول مليون عامل سنويا والذي تلتحق الغالبية منهم الى صفوف العاطلين عن العمل ، اما معدل البطالة في عموم البلاد والذي يريد احمدي نجاد ودولته ان يجعله عنوة بين 8% و 7 % ، فهو ايضا معدل باطل وغير صحيح فالاحصائيات الحكومية تشير الى انه تزايد ليصل الى 15% في حين المعدل الحقيقي لمؤشر البطالة هو 20% وان هذا المعدل بين صفوف الشباب و الذين يشكلون العدد الاكبر من سكان البلاد هو 24% ويصل هذا المعدل بين شباب المدن الى 29 % .
و بدوره الركود الانتاجي وخاصة في قطاع السكن مستمر ، الصادرات النفطية وما تدره من عائدات هي الاخرى انخفضت ، كما ان ديون الدولة الى النظام المصرفي و النقدي ارتفعت بشكل متزايد وهناك هبوط في مؤشر النمو الاقتصادي حيث انخفض خلال السنتين الاخيرتين بشكل مستمر واستنادا الى احصائيات البنك الدولي فأن هذا المؤشر انخفض عام 2009 الى 1|1% واستنادا الى تقديرات بعض اعضاء مجلس الشورى الاسلامي فان هذا الرقم في العام الماضي 2010 انخفض الى 1 % ايضا .
هذه نبذة عامة عن حالة الوضع الاقتصاددي في ايران الذي يقول عنه احمدي نجاد " انه يتمتع "بمستوى عال من النمو " ، بالاضافة الى كذبه المكشوف عن العلاقة الحميمية بين " دولته و العمال " ، انها وقاحة من بعدها وقاحة فالاخبار " وكالة ايلنا 16و 17 آذر"( تشرين الثاني 2010 ) تفيد ان الدولة ومنذ شهور عجزت عن دفع رواتب العديد من العمال في عموم البلاد ، كما ان هناك بعض العمال لم يستلموا رواتبهم منذ اشهر ، الامر الذي دفع بعمال صناعة الأنابيب في اقليم عربستان – الاهواز - الى التجمع والتظاهر لانهم لم يستلموا رواتبهم منذ 20 شهرا ، كما سرحت هذه الشركة 2000 عامل من عمالها وهناك 600 عامل اوضاعهم غير معروفة بعد ، وهم في طريقهم الى التسريح . وان الانتاج في هذا المصنع قد توقف في آذار من العام الماضي . وان اي عامل يحاول الاحتجاج للمطالبة بحقوقه ، اما ان يفصل من عمله او يلقى به في غياهب السجون .
اما فيما يتعلق بتخلي الحكومة عن دعم السلع الاستهلاكية الاساسية ، وضع مبالغ نقدية بدل ذلك في حساب المواطنيين ويقدر 167 الف تومان سنويا ، فأنه وحسب تقديرات علماء الاقتصاد هذا المبلغ وفيى ظل تصاعد الاسعار لايكفي لايفاء تلبية الحاجات الاساسية للمواطن الا لمدة اربعة شهور فقط الامر الذي من شانه ان يسفر عن عواقب غير متواقعة ومفاجئة على الصعيد الشارع في ايران . مما لا شك فيه ان هذه الحقائق و المعززة بالارقام تؤكد ان حكومة احمدي نجاد المدعومة من قبل المرشد الاعلى قد وصلت الى نهايتها المحتومة ولم يعد امامها وسيلة لاستمراريتها وفرض سلطتها الا بالقمع والارهاب و العنف التي تمارسه يوميا بحق المواطنيين و بخاصة ابناء القوميات غير الفارسية من كرد و ترك – آذريين وعرب و بلوش وتركمان ، الامر الذي من شأنه ان ينذر مستقبلا بعواقب وخيمة على صعيد الخارطة الايرانية ، فالتجارب القريبة على مستوى خارطة العالم لاسيما ما حدث في العديد من الدول الديكتاتورية في العالم تؤكد لنا ان العنف ممها بلغت ذروته لن يستطيع ان يقف في طريق الشعوب المناضلة من اجل نيل حريتها و حقوقها المشروعة .
ملاحظة هامة : جوهر هذه المقالة وما ورد فيها من ارقام مأخوذ عن مقالة باللغة الفارسية عنوانها " شارلاتانیسم و فریب، کار ساز نیست! انفجار اجتماعی در راه است!" ومنشورة على الرابط التالي
http://96.0.49.9/?p=25295








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاقتصاد الايراني بخير
علی ( 2012 / 8 / 27 - 12:45 )
ان ميزانيه الدوله الایرانیه يقارب 960 مليارد دولار وان هذا الاقتصاد بین اقوئ 20 اقتصاد فی العام وان الصناعه المحلیه تسد 90% منحاجه السوق الایرانی بغض النضر عن .
تصدیرهاالسلع لدول الجوار وان ایران اکبر خامس منتج للسیارات فی العالم وان الدوله تسلم کل فرد ایرانی 100 تومان من حساب النفط وبصفتی احد سکان ایران فان راضی کغیری من الناس من الحکومه

اخر الافلام

.. بحضور 1.6 مليون شخص مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرتها


.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا




.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال


.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح




.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة