الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهلا بالقمة العربية في بغداد

حليم سلمان

2011 / 1 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لانه العراق ... ولانها بغداد.. سيكون نجاح انعقاد القمة العربية المقبلة بدورتها الثالثة والعشرين ممكنا وليس بعيدا عن المنال، وهو قضية لابد ان تجد الدعم الكبير وغير المحدود من قبل القادة العرب لتسجبل انجاز وانحياز نحو عاصمة السلام بغداد بكل مايحمله هذا التوجه من تقديرات سياسية "محسوبة" تاخذ في نظر الاعتبار القيمة "المادية والمعنوية" للثقل العراقي واهمية عودة العراق كبلد يتفاعل مع القضايا العربية والاسلامية.

عقد القمة في وقتها ياتي ضرورة لتعزيز الدعم العربي للعراق على مختلف المستويات، وهي مدخل طيب ونيات حسنة تعطي المواطن العراقي دفعا للشعور بان الاخوة العرب غير بعيدين عن "الحراك العراقي " والظروف التي مر ويمر بها العراق، وهي بذلك ستتيح الفرصة لفتح صفحات كبيرة من التفاهمات، ومرحلة جديدة نسجل من خلالها "خارطة طريق" لاسس علاقات متميزة وشفافة مع الاشقاء العرب في ظل شكل النظام السياسي الجديد في العراق.

أن ما يدعو إلى التفاؤل في هذا الشأن أن الأيام القليلة الماضية شهدت العديد من التطورات المهمة كان أبرزها تأكيد الأمين العام لـ " جامعة الدول العربية " عمرو موسى أن القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والعشرين ستعقد في بغداد منهيا بذلك الجدل الذي أثير بهذا الشأن في الآونة الأخيرة في الوقت الذي نتوقع أن يصل بغداد هذه الأيام وفد كبير من " الجامعة العربية " إضافة إلى وفود عربية رفيعة المستوى من مختلف الدول العربية للتجهيز لهذه القمة .
انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد يشكل خطوة مهمة نحو مساندة العالم العربي للعراق ووقوفه إلى جانبه. وبذلك نحن اصبحنا الان بمناي عن التصريحات التي لا معنى لها من بعض "المتطفلين" التي تروج لفكرة استحالة عقد هذه القمة المرتقبة في بغداد.

وجود عربي مؤثّر من خلال "الجامعة العربية" في العراق خلال الفترة المقبلة، سيكون له الاثر الايجابي، خاصة أن البلاد مقدمة على استحقاقات مهمة سوف يكون لها دورها المحوري في تقرير المستقبل ويأتي على رأسها تشكيل حكومة "الشراكة الوطنية" برئاسة السيد نوري المالكي، فضلاً عن اكتمال الانسحاب الأمريكي الذي من المحدّد أن يكتمل في عام 2011. مع تحسن الوضع الأمني الذي كان معوّقاً رئيسياً أمام الوجودين الدبلوماسي والسياسي العربيين في العراق خلال السنوات الماضية، والتراجع الملحوظ في النزعات الطائفية والمذهبية، يمثلان دفعة قوية لهذا الوجود خلال الفترة المقبلة، من أجل مساعدة العراق والعراقيين على الخروج من "عنق الزجاجة" وترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد بما يكرس معاني التعايش والمواطنة والمصالحة الوطنية.

العراق دولة عربية مهمة، من حيث التاريخ والموقع والإمكانات، ولذلك فإنه يجب أن يظل رصيداً قوياً لمصلحة العمل العربي المشترك، وقوة مضافة إلى قوة العرب، وأداة لتحقيق التوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهذا يجعل الحضور العربي على ساحة العراق أمراً ملحّاً، خاصة أن هناك بعض القوى "المتطرفة" تحاول إضعافه وإخراجه عن إطاره العربي والاسلامي وجعله ساحة للصراعات المذهبية والعرقية ومجالاً لتصفية الحسابات وممارسة النفوذ.

مالذي ستقدمه القمة العربية في بغداد:
هناك فرصة ممكنة ومتاحة للدول العربية لأن تتجاوز أخطاء الماضي وتتحرك بفاعلية أكبر لاحتواء العراق ومساعدته، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، في هذه المرحلة، حتى يتمكن العراق من مواجهة مخططات "المتطرفين"، وهي فرصة تمكن بغداد من مواجهة أعمال العنف والإرهاب التي باتت مشهدا خطيرا يمكن ان يشكل سابقة لان ينتقل هذا الخطر الى دول الجوار ، وما التفجيرات الارهابية الاخيرة التي ضربت احدى "الكنائس" في الاسكندرية المصرية ماهي الا دليلا قاطعا على "تمدد" الارهاب بالاتجاه الاخر.

مالذي يجب ان نقوم به في العراق:
المسار الأمني، والذي يركز على وضع الخطط الأمنية اللازمة لحماية المواطنين وملاحقة العناصر الإرهابية والمتطرفة، والإسراع بإصلاح الأجهزة الأمنية العراقية (سواءً قوات الشرطة أو الجيش) ورفع كفاءة منتسبيها لتكون قادرة على تسلم المسؤولية الأمنية كاملة بكفاءات عراقية وطنية.
المسار الثاني، يتمثل في التحرك السياسي نحو تحقيق المصالحة الوطنية وحل الخلافات القائمة بين القوى العراقية المختلفة، ودون ذلك سيظل العراق غير محصن ضد أي محاولات لاختراقه أو تهديد أمنه والتلاعب باستقراره ووحدة أراضيه.

المسار الاقتصادي، في هذا الاطار فاننا نطالب حكومتنا بان تفي بالتزاماتها من خلال برنامجها الحكومي، في تطوير البنية الاقتصادية والانفتاح نحو الاستثمار والتحرك نحو تنفيذ واقامة المشاريع الاستراتيجية الفعالة والمدروسة التي لايرافقها فساد او هدر في المال العام. وهي فرصة في اربع سنوات من عمر الحكومة الحالية لان تكون جادة في تطوير مؤسسة هيئة النزاهة من خلال تشريعات قانونية مهمة تعمل على تخليص البلد من افة "الفساد" ، وان تكون حريصة على محاسبة المسؤولين والمتورطين في قضايا "الرشوة والفساد" وتفضح افعالهم من خلال وسائل الاعلام بكل شفافية.
إنعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد حدث تاريخي ومهم لكل العراقيين بكل توجهاتهم السياسية وغير السياسية لذلك صار لزاما على الكتل السياسية ان تعي هذه المسالة وان تسارع بحل ازماتها السياسية من اجل اعطاء الجانب الايجابي للوضع العراقي بشكل عام والذي سيكون عاملا اساسيا في استضافة العراق للقمة المقبلة .

لا شك أن الحكومة العراقية مقبلة على مرحلة مهمة واستثنائية في انجاح برنامج عمل القمة العربية المقبل والاستفادة من الحدث وجعله يخدم القضية العراقية، وفرصة لان تقدم حكومة العراق نفسها الى الاشقاء العرب على انها فعلا حكومة الشراكة الوطنية وانها تريد ان تبني وتحارب "التطرف " ، وتفتح صفحات بيضاء من التفاهمات مع الاشقاء، ولنقل في مقدمتها حث العرب على الاستثمار واطلاق المشاريع الكبيرة في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال