الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام السياسي وتأثيراته

خالد تعلو القائدي

2011 / 1 / 5
الصحافة والاعلام


في الحقيقة اختلطت الأوراق لدينا ، بين الإعلام الحقيقي بين قوسين " الحر " وبين الإعلام السياسي الذي بات مملوكنا لترويج السياسات وحسب رغباتهم التي لا تطفئ صبغة الحرية عليها وأصبح قانون الصحافة والإعلام في خبر كان ، وانتهكت حرية الرأي والتعبير في أوج نشاطها بعدما كان في السابق محظورا من قبل الحكومات السابقة في العراق ، لانعلم هل نحن فعلا أعلامين حقيقيين ام مجرد أقلام تكتب خشوعا وطاعة للآخرين ، فإذا ما قمنا بالكتابة عن السياسة أصبحنا متهمين بالانحيازية والمسيسين وإذا ما قمنا بالكتابة عن واقعنا وفي شتى المجالات أصبحنا مصدر قلق للآخرين ، وفي غمضة عين نجد بان الدعاوي القضائية تلاحقنا ، لان الساسة لا يرغبون في كشف المستور والمهزوز ، نعم لا يمكن أن نفصل بين الاعلام والسياسة ولكن أن نخضع للساسة فهذا محال وبعيد جدا عن المنطق والحرية ، ففي حالة انعدام الصحافة لا يمكن للسياسة ان تتنفس لان للإعلام الدور الأبرز في معرفة قرارات والوقائع السياسية في بلد ما ، غير إن في العراق اصبح الاعلام سلعة لتوجهات ورغبات الساسة فقط ، ويقينا نحن نعلم حدود الاعلام في عدم تصعيد الوضع السيئ الى الأسوأ ، ببضع كلمات او بعض تقارير ، لان الاعلام ايضا ذو حدين احدهما سلبي و الاخر ايجابي ، فنحن نعمل بقدر الإمكان على ايصال الحقيقة وجوانبها الايجابية وإظهار حقيقة الشيء لا إطفاء صبغة تهجمية على الآخرين او التسابق في نشر وكتابة السلبيات فقط ، بل يجب الحيادية في العمل الصحفي ولا بديل لذلك أبدا وفق ثوابت ميدانية حقيقية لا ان نتعمد في عملنا على النقد الهدام او الهزلي ، والتي ستكون اخطر من الاعلام السياسي المبرمج وفق رغبات الساسة .
ان المجتمع العراقي ألان بات سياسيا بشكل فضيع جدا والنكهة السياسية وجدت لنفسها مكانة ليس في مجال الاعلام فقط بل فرض نفسها على مجمل الحياة اليومية للفرد العراقي وتأثيره اصبح سلبيا جدا في المجتمع العراقي ، بل اصبح السياسة الشغل الشاغل للأفراد ، وهي التي تقود الاعلام ولا تقبل ان تجعل لصحافة وسيلة لإيصال الحقائق بل أصبحت منبرا من اجل الوصول لأهدافهم السلطوية ، صحيح نستطيع ألان ان نكتب وننشر بشكل حرية ولكن في الحقيقة رقيب السياسة حاضرا فيما اذا تطرقنا الى مواضيع تبين مدى عدم مصداقيتهم في أعمالهم وتطلعاتهم تجاه الشعب ، والعمل الصحفي يعاني الأمرين ، أولا، الضغوطات السياسة وثانيا استهدافهم من قبل الإرهابيين ، وكلاهما ذات تأثير سلبي على العمل الصحفي الحقيقي ، ولا يمكن الخلاص منهما إلا اذا وجد قانون الصحافة النور في العراق أسوة ببقية الدول التي وجدت الاعلام دورها الحقيقي في نقل واقع الحياة اليومية ، وإظهار السلبيات التي تتواجد في مجتمعات وبكل حرية ومصداقية ، وجميع ومؤسسات الحكومية تفتح أبوابها أمام الصحافة حتى تبرهن الاعلام مدى شفافية أداءهم تجاه المجتمع ، ولا يتدخل السياسيين في عملهم على عكس ما نجده في العراق ، والتقارير الصادرة من الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني ذات علاقة تظهر بشاعة ما يتعرض له الاعلام في الدول النامية وخاصة في الدول التي كانت تعاني من دكتاتوريات سياسية وهيمنتها على العمل الإعلامي ومنها العراق ، وما يتعرضون له من الضغوطات السياسية في كتم الحقيقة عن الشعب ، وتقارير ويكيلس أظهرت مدى بشاعة الحكومات التي فرضت نفسها على الشعوب وفي العديد من الدول ولكن كأن القيامة قامت في نظر السياسيين عندما أظهرت هذه التقارير الحقائق السياسية وتصرفاتهم اللااخلاقية تجاه الشعوب وجعلت المجتمعات تعيش في صراعات وحروب لا حدود لها من حيث البشاعة ، ونحن كإعلاميين جدد نتمنى ان نتنفس الصعداء في عملنا الإعلامي بعيدا عن التأثيرات السياسية حتى نستطيع ان نظهر الحقيقة لا غير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما