الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذكريات حواجز الموت الإسرائيلية…حاجز الحمرا مثالاً

محمد أبو علان

2011 / 1 / 6
القضية الفلسطينية


لكل فلسطيني قصة ورواية مع حواجز الموت الإسرائيلية التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي بين قرى ومدن ومخيمات فلسطين المحتلة منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فمن لم يسقط شهيداً على هذه الحواجز عاد جريحاً، ومن قُدر له المرور عنها عانى شتى صنوف الذل والهوان على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي على هذه الحواجز، جنود لم يكن لديهم أي اعتبار للقيم الإنسانية، ولم يحترموا لا مسن ولا امرأة، ولم يرحموا لا طفل ولا مريض.
اليوم الأحد الثاني من كانون الثاني سقط شهيداً جديداً على حواجز الموت الإسرائيلية، وهو الشهيد أحمد محمود مسلماني (24)عاماً من مدينة طوباس، طالب جامعي عضو كتلة الوحدة الطلابية الجامعية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استشهد على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي بدمٍ بارد وهو في طريقه للبحث عن لقمة عيشه كما سقط العديد من قبله شهداء على نفس الحاجز الإسرائيلي وغيره من الحواجز.
والكذبة الإسرائيلية جاهزة لمثل عمليات القتل هذه، البيان الأول لجيش الاحتلال الإسرائيلي برر جريمة القتل بأن الشهيد حاول طعن جندي إسرائيلي بسكين، وهذه ليست المرّة الأولى التي يساق فيها هذا التبرير الكاذب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحتى لو افترضنا أن هذا الإدعاء صحيح فهو ليس مبرراً للقتل، فكان بإمكان الجنود المدججين بالسلاح اعتقاله بدلاً من قتله لو لم تكن نية القتل مبيته في نفوسهم، وجزء من ثقافتهم العسكرية، إلا أن جيش الاحتلال عاود وتراجع عن أن الشهيد كان مسلحاً، وفتح تحقيقاً في الحادث على حد زعمه.
وما أن سقط خبر استشهاد أحمد المسلماني على مسامعي حتى عادت بي الذاكرة عدة سنوات للوراء، وبالتحديد لشتاء العام 2001 حين ساقني القدر كما المئات في تلك اللحظة لنكون شهود عيان على جريمة قتل لشابين فلسطينيين على نفس الحاجز الذي استشهد عليه أحمد، وهما الشهيد رشاد مهنا (27) عام من قرية عتيل، والشهيد حسن زبيدي (22) عام من مخيم بلاطة، استشهادا بسبب سهولة الضغط على الزناد التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وفق تعليمات قادته العسكريين في الميدان.
وبعد أقل من ساعة على جريمة قتل الشابين أصدر ما يسمى بالناطق الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بياناً كان عبارة عن كذبة واحدة كبيرة اعتدنا على سماعها بعد كل جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أناس أبرياء وعزل يقول فيه ” القوات الإسرائيلية تقتل شابين فلسطينيين حاولا اقتحام الحاجز بسيارتهما”، نفس الشريط ونفس المجرم مع اختلاف في ساحة الجريمة والأسماء وتوقيتها، والثابت فيها هو أن الفلسطيني دائماً الضحية.
وبنفس الطريقة استشهد العديد من أبناء محافظة طوباس على الحواجز المنتشرة على حدودها وحدود المحافظات المجاورة، ففي الأول من أيار 2003 استشهد الشاب رايق مسعود غوري على ما كان يعرف في حينه بحاجز “التماسيح” الواقع على خط (90) في منطقة الأغوار الوسطى.
وفي السابع عشر من أيار من العام 2007 كان السائق زكريا دراغمه (37)عاماً من مدينة طوباس على موعد مع الشهادة بفعل رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على السدات الترابية التي كانت تغلق المدخل الغربي لمدينة نابلس ليس لسبب إلا لسعيه لتوفير قوت أطفاله الخمسة الذين تركهم أيتاماً من ورائه.
وفي السياق نفسه كانت تقارير سابقة لمؤسسات حقوقية محلية ودولية قد ذكرت أن الحواجز الإسرائيلية شهدت سقوط (152) شهيد فلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى نهاية نيسان 2008.
* كاتب فلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -