الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو حُفرة صدام حسين يعاد إخراجه ثانية بالمغرب من خلال عرض حدث حجز أسلحة منطقة -أمغالا-

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2011 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية




هل يعتقد الناس أن ما تعرضه الأجهزة القمعية بالمغرب عبر أبواقها الإعلامية من اعتقالات في صفوف المواطنين ، وتلفيق تهم الإرهاب لهم ، يعد حدثا يجب التعامل معه بصدق ، و النظر إليه بمنطق الحقيقة ؟ إن الجرائم التعسفية للقبيلة العلوية وعملائها وخدامها التي طالت الشعب المغربي ، لا تعد ولا تحصى ، وهو ما قد يجعل كل مواطن عاقل حر يتسائل ، عن من هو الإرهابي الحقيقي ؟ وكيف يفسر البعض الإرهاب كمفهوم وكممارسة ؟ إن الإرهاب هو أن ترهب الإنسان فردا كان أم جماعة ، و أن تمس حقا من حقوقه الإنسانية . و الإرهاب غالبا ما يصدر عمن يمتلك القوة و الإمكانيات ، والإرهاب الحقيقي هو ما يتعرض له الشعب المغربي من قبل القبيلة العلوية المسيطرة على الحكم بالمغرب ، من خلال إعطاء أوامرها التي لا تناقش بالهجوم الوحشي على المتظاهرين ، و المعتصمين ، والمضربين ، والمحتجين بمختلف الأساليب ، ومن مختلف الاهتمامات ، و التخصصات ، وممارسات التعذيب حد القتل و التقتيل ، و الإعتقالات ، والإختطافات ، والمحاكمات الصورية ، وتجريد الناس من ممتلكاتهم بغير حق ، كما يتم تزوير إرادة الشعب ، و التكلم بإسمه في جميع القضايا ، وعلى جميع المستويات ، والنظر إليه نظرة احتقارية بكونه شعب قاصر لا يستطيع تسيير شؤونه بنفسه ، بل توجيهه كقطيع من الغنم ، وفرض عليه قوانين ودساتير ، ومجاليس ، وبرلمان ، وأحزاب لم يتفق معها جملة وتفصيلا ، ولم يصادق عليها بإرادته واختياره الحر . ناهيك عن التعامل معه بمنطق الراعي و الراعية ، وليس بمنطق المواطن و المواطنة ، فالمغربي ليس مغربيا سوى من خلال بطاقته الوطنية أو جواز سفره ، وبدون هذا يعتبر المغربي مجرد لا شيء ، ولو حدث أن فتحت الدول الأوروبية ، أو أمريكا أو كندا أو أستراليا أو حتى اسرائيل أبوابها أمام الشعب المغربي ، فإنني على يقين أنه لن يظل في المغرب سوى القبيلة العلوية ، ومن يستفيد تحت ظلها ...
لقد فضلت أن اسمي الملكية بالمغرب في جميع مقالاتي بتسميتها الحقيقية التي تناسبها ، وهي القبيلة العلوية ، كما شائت لنفسها ذلك ، فالجميع يعرف أن القبيلة هي مجموعة من الأفراد و الأسر المتساهرة ، والمتجانسة و المتقاربة شعورا ، ووجدانا ، وعاطفة فيما بين مكونتها البشرية ، و التي تتقاسم النسب ، و الانتساب ، و الإمتيازات . و هي تجمع لعائلات منسجمة على المستوى اللسني ، السياسي ، الإجتماعي ، و الثقافي أحيانا ، وربما حتى العقائدي ، وبالتالي فهي عبارة عن خليىة إثنية شبيهة بخلية النحل ، تحكمها بنية علاقات تطغى عليها تقاليد وعادات معينة ، وتحكمها نظرة الإنعزال عن الأخرين ، والرغبة في الإمتياز و التميز ، و هذه هي صفات وممارسات القبيلة العلوية بالذات نظرا لتحكمها في جميع الأشياء بالمغرب ، من الثروة و السياسة ، والإقتصاد ، والسلطة ، و الإعلام ، و القضاء ، و الأرض ، و المال و الجاه ، ورقاب المواطنين ، فهي بذلك قبيلة تحكمها نظرة الاستعلاء ، واحتقار الأخرين بإعتبارها ، خلية للشرفاء ، و الشرفاء أفضل من غيرهم ، وفق منطق هذه القبيلة المتسلطة على المغرب و على المغاربة . وكل من لا يمت بصلة بها يعد مجرد خدم وخادم ، مهما بلغت درجته ، و مستواه ومركزه العلمي و المعرفي أو الوظيفي ، إلا أن هذا النوع من الخدم ممن لهم مراكز حساسة تحت حكم القبيلة العلوية قد يتمتعون أحيان بالإمتياز القضائي ، في حالة ارتكابهم لجُرم ما ، إذ لا يحاكمون عن الجرائم التي إقترفوها في حق الشعب ، لأنه في حالة محاكمة أحد منهم قد يؤدي ذلك إلى نشر غسيل تلك القبيلة العلوية علانية ، وهو ما قد يمس بهيبتها ، وهيمنتها التي ما فتئت تحتفظ عليها بالقوة و القمع ، و المراوغات ، والدسائس ، والمؤامرات ونشر الإشاعات المغرضة ، ومن هذا الباب فهي تطبق مقولة " إذا أجرم الشريف تركوه ، وإذا أجرم الوضيع أقاموا عليه الحد " وهذا هو لُب الإرهاب الحقيقي الذي لا يجرُؤ أحد للتطرق و الإشارة بوضوح إليه .

لقد ظهرت مؤخرا لمتتبعي الأحداث بالمغرب منطقة " أمغالا " الصحراوية المتواجدة على بعد 220 كلم من مدينة العيون بالصحراء الغربية ، يوم الأربعاء 5 يناير 2011 يعرض منها الجيش القمعي مصحوبا بما يسمى بالصحافة لأول مرة مند نشأته ، ترسانة أسلحة نُسبت إلى ما أطلق عليه بالخلية الإرهابية التي تمكنت مصالح القبيلة العلوية من تفكيكها ، حسب الروايات التي سربت للإعلام المسخر لهذا الغرض ، والتي حجزت بثلاثة مواقع قرب " أمغالا " حسب السيناريوهات المحبوكة من قبل القوة القمعية ، تتكون تلك الترسانة من 33 بندقية من نوع كلاشنيكوف و قذيفتين مضادتين للدبابات و مدفع هاون وكذا ألف و998 من الذخيرة الخاصة ببندقيات كلاشنيكوف وهي أسلحة مخبأة في ثلاثة مواقع : منطقة خنق الزريبة التي تبعد بنحو 35 كلم عن الحزام الأمني . اثنان منها مخصصة للأسلحة والثالث للذخيرة ، وهي صالحة للاستعمال ، وكلها من صنع روسي . وقد تم تقديم توضيحات حول نوعية الأسلحة والذخيرة المحتجزة ، و يحتوي المخبأ الأول على كيس يضم 16 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقاذفة واحدة مضادة للدبابات ومدفع "هاون" (عيار 82) وحاملات الخراطيش (32)، وكذا 16 من الأحزمة الصغيرة المخصصة لحمل الخراطيش . و كانت فيه هذه الأسلحة موضوعة في حفرة مغطاة وعمقها يقارب المتر و على بعد 430 مترا يوجد المخبأ الثاني الذي كان مخصصا للذخيرة والذي عثر بداخله على ألف و998 رصاصة عيار 62ر7 خاصة ببندقيات الكلاشنيكوف ، وستة قذائف مضادة للدبابات، و8 قذائف هاون، كانت موضوعة في صندوق خاص . أما المخبأ الثالث، الذي يبعد كما يبعد المخبأ الأول عن الثاني بنحو 600 متر، حيث تم العثور بداخله على 17 بندقية كلاشنيكوف وقذيفة مضادة للدبابات وأحزمة للخراطيش (34)، وكذا 17 حزاما و 17 حاملا للخراطيش ، من جهة تمكنت القوة القمعية من تفكيك ما أطلق عليه بخلية إرهابية تتكون من 27 فردا من بينهم عضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، بعدما تم ايفادهم من قبل هذا التنظيم لغرض إنشاء قاعدة خلفية داخل المغرب وإعداد مخطط للقيام بعمليات مسلحة به.
من خلال هذه المعطيات التي ظهرت للعلن عبر الإعلام المجند لذلك ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف تمكن هؤلاء من إدخالهم لكل هذه الكمية من السلاح أمام أعين السلطات العسكرية الرابطة بكل نقط الحدود ، أو أمام أعين الجمارك التي لا تنام ؟ أم أن تلك الأسلحة دخلت عبر تقديم رشاوي لتلك السلطات التي لن تزاول مهمة التفتيش في حالة تسلمها الرشوة ؟ أم أن الغرض من وراء حبك هذا السيناريو من قبل السلطات القمعية ، و المخابرات التي لا تنام بالمغرب هو إظهار الفجوات والتظاهر في ذلك بعدم قدورات المغرب على مراقبة كل حدود الصحراء لعدم تحكمه المطلق فيها ، وهو ما يجعله في حاجة إلى المزيد من الصلاحيات بالصحراء الغربية ؟ أم أن الغرض هو توريط كل من البوليزاريو و الجزائر في الأمر لتداولهم للسلاح من الصنع الروسي لأن المغرب لا يعتمد سوى على السلاح الأمريكي؟ ألم يكن ذلك السلاح من بقايا الغنائم التي حصل عليها قديما الجيش المغربي في مواحهاته المسلحة مع البوليزاريوا ، وقد يتم اليوم استخدامها لأهداف أخرى ، تدخل في إطار الحرب الباردة بين الطرفين المتصارعين ، وفي المواجهات الإعلامية بعدما أوقفت الأمم المتحدة المواجهات العسكرية بينهما؟ ألم يكن هذا الحدث مجرد إعادة سيناريو إخراج صدام حسين من قبل الأمريكان من قعر حفرة لإظهار عظمتهم من جهة ، والحط من كرامة هذا الرجل من جهة ثانية ، وتغيير نظرة العالم الحر المناهض للعدوان على العراق من جهة ثالثة ؟؟؟ إنه نفس السيناريو بنفس الإخراج يُعاد حاليا من قبل خُدام القبيلة العلوية بالمغرب لتحقيق مآرب سرية بعيدة كل البعد عما هو حقيقي و علني . فإذا كان الأمر غير هكذا ،فلماذا لا يسمح لجميع المتتبعين للإستماع لأقوال المعتقلين الإسلامين حتى تتضح الحقائق للعالم ، كما اتضحت حقائق أحداث مدينة العيون الأخيرة ، حيث تورطت القبيلة العلوية عبر سلطاتها ، وأحزابها المصنوعة في جرائم لا تغتفر...؟؟؟

إن نسج مثل هذه السيناريوهات الكاذبة من قبل مخابرات القبيلة العلوية ، بإخراج هوليودي لتحقيق أهداف وأغراض ومكاسب كثيرة من وراء ذلك يجر كل مهتم حر إلى طرح كل الاحتمالات ، انطلاقا من خلال هذه النقط المهمة : أولا محاولة لفت أنظار الإتحاد الأوروبي خاصة و الدول الغربية عامة ، على أن المغرب ظل وسيظل ياقظا لحماية الدول الغربية من هؤلاء الإسلاميين ، وبالتالي يتوجب دعمه بكل الوسائل ، وخاصة بالوسائل المالية منها ، وهو ما يشكل ابتزازا حقيقيا . ثانيا المزيد من تبني موقف المغرب من قضية الصحراء ودعمه دوليا ، لأن ذلك قد يجعله في حالة سيطرته الكاملة على الصحراء كحارس يحمي الغرب من مخططات التنظيمات الإسلامية التي تعادي هذا الغرب كما يعاديها هو كذلك . ثالثا الرغبة في جر أنظار العالم إلى منطقة الصحراء ، وإبرازها كمنطقة مزعجة للجميع ، وهي غير خاضعة لسيطرة قوية من أي بلد مجاور ، وبالتالي فالأحقية للمغرب لما يقدمه من خدمات جليلة للغرب وعلى رأسها أمريكا و إسرائيل . رابعا الرغبة الأكيدة في جر الجزائر كعدو له إلى موقع الصراع مع الغرب ، لإظهارها وكالبلاد المصدرة للعنف عبر الحركات الإسلامية المسلحة بالمنطقة ، والتي تشكل خطرا على مصالح الغرب . خامسا الرغبة في استقطاب بعض الأصوات الموثرة في قرارات الدول الغربية لمؤامرة المغرب التي تهدف إلى ربط حركة البوليزاريو المسلحة بعدما تعطل الحوار بينهما ، ونعتها بالتنظيمات - الإرهابية - الإسلامية المغضوب عليها من قبل الدول الغربية . سادسا القفز و التهرب ، والالتفاف حول الجرائم التي ارتكبتها القبيلة العلوية علانية مؤخرا بالصحراء ، خاصة الجرائم الأخيرة التي تعرضت لها ساكنة مدينة العيون . سابعا تخويف المغاربة من شبح الإسلاميين وأصحاب اللحي ، عسى أن تتمكن من ذلك القبيلة العلوية من تمهيدها للطريق في الإنتخابات القادمة للأحزاب العميلة ، والموالية لها لهزم حزب العدالة والتنمية الإسلامي ، و التقليص من النمو السريع لجماعة العدل و الإحسان ، و ايقاف توسعها في المجتمع المغربي . ثامنا الإلتفاف على القضايا الاقتصادية ، والسياسية ، والاجتماعية المتدهورة والتي بدأت تحرك الشعب المغربي من خلال قيامه بمظاهرات شعبية حاشدة بمختلف مناطق المغرب نموذج مدينة " العيون" ومدينة " تنغير" ضد سياسة القبيلة العلوية الفاشلة ، الفاشية ، الفاسية.
إن القبيلة العلوية تعمل كل ما بوسعها لأظهارها ونقلها لصورة غير حقيقية للعالم حول المغرب ، وكأن الأمر به على أحسن ما يرام ، وبذلك تصرف أموال الشعب لشراء أقلام سفراء ، وسياسيون عجزة سبق لهم أن اشتغلوا بالمغرب ، أو ربطتهم به علاقات معينة ، حيث يتقاضى هؤلاء أجر خيالية من ميزانية الشعب المغربي قصد نشرهم لمقالات بمختلف المنابر الإعلامية بالدول الغربية تدافع عن الوضع السياسي ، والإقتصادي بالمغرب ، بل منهم من يصفه بشبه الجنة مقابل ما ُيصرف له من مبالغ مالية كل شهر ، وهكذا تسرق ميزانية الشعب ، وتروج القبيلة العلوية لصورة مزيفة لا علاقة لها على أرض الواقع ، وبالتالي فإن ما يحدث بالمغرب من إعتقالات لما يسمى بالخلايا الإرهابية النائمة مجرد أكاذيب ، وتهم تلفق للأبرياء إلى أن يثبت العكس ، وتبقى أكبر خلية إرهابية هي التي تتحرك بالقصر الملكي ، التي ترهب الشعب المغربي بكاملة في السر و العلن ، بعدما حصلت عن الضوء الأخضر من قبل الإمبريالية العالمية بزعامة أمريكا و إسرائيل ... فكان الله في عون الأبرياء المعتقلين ممن سيصرحون تحت التعذيب الوحشي الذي يطالهم بأفعال لم يقوموا بها ، و شهادات تعذيب معتقلي سجن كوانتنامو بالمغرب خير دليل على ذلك.

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي
عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية
أمستردام هولندا
0031618797058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في