الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجالسية: من إيران عبر كردستان إلى المغرب ومصر وتونس

أنور نجم الدين

2011 / 1 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تمهيد:

لا مراء في أن فقر الجماهير قد زاد خلال الخمسين السنة الأخيرة في كل البلدان التي تتمتع باستقلاليتها الوطنية منذ أكثر من نصف قرن. هذا رغم تطور الصناعة، ونمو التجارة، والثروات الوطنية واحتكارها من قبل الدولة بشكل ملحوظ. وقبل هذا التاريخ كانت البرجوازية الوطنية ومثقفوها بالذات -في الشرق عمومًا والعالم العربي على الأخص- يوهمون الناس بأن الفقر سوف يزول عند الحصول على الاستقلالية الوطنية، وتمتع "الشعب" بثرواته القومية.

ولكن وا أسفاه! فإن الفقر والبطالة أصبح ظاهرة العصر بالذات بعد هذه الاستقلالية، هذا بالإضافة إلى الاستعاضة عن صحة الناس بتكديس الثروات من قبل الحكام السياسيين. الأمر الذي أدى في النهاية إلى الصدامات العلنية الحادة بين المجتمع وهؤلاء الحكام.
ومنذ البدء بقمع حركة الفقراء علنًا من قبل الحكومات الوطنية والقومية في الشرق، وتعريف هذه الحركات بالشغب والاعتداء على المصالح الوطنية، فقد انتهت الأوهام بخصوص الإجلال الخرافي للبرجوازية الوطنية، فمن الهند إلى المغرب جابهت الحكومات الوطنية حركات اجتماعية عنيفة تنطلق من حياة الفقراء لا من مصالح الدولة الوطنية التي تعبر عن مصالح الأسياد فقط.
ولا بد أن تؤدي التجارب التاريخية من العلاقة بين المجتمع وأسياده السياسية –الدولة الوطنية، ثم التطور والتحولات الاجتماعية في الشرق والعالم أجمع، إلى إدراك واقعي حول ما مضى على تطور العلاقات بين طبقة الفقراء والبرجوازية الوطنية والقومية السائدة في المجتمع. الأمر الذي سينتهي في آخر المطاف بإحلال تصورات طبقية واضحة عن موقف الفقراء من الأسياد، ثم اللجوء إلى تنظيم طبقي جديد محل التنظيمات السياسية القديمة التي لم تؤدِّ في تاريخها إلا إلى جر الشغيلة وراء مصالح البرجوازية بحجة ثوريتها ضد الاستعمار.
ومن خلال هذه التجارب والدروس التاريخية سوف تعيد حركات الشغيلة بنفسها ذاكرة التاريخ إلينا بخصوص الأساليب الاجتماعية التي لجأت إليها الشغيلة في محاولاتها الثورية السابقة في مجابهة الدولة وأجهزتها القمعية والارهابية، فالدولة تعني الارهاب، والقسر، والقساوة مهما كان من شكلها السياسية: الاستعمارية، الوطنية، القومية، الملكية، الجمهورية، الدينية، الاشتراكية، فالوسيلة التي تأخذ طبقة الفقراء من خلالها الإدارة الفعلية لحركتها ثم تطويرها من مدينة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، ليست سوى إنشاء المجالس العمالية فالأمر ليست له العلاقة بنشر الأفكار الماركسية أو اللينينية أو التروتسكية أو الماوية أو الأناركية، بل بنشر تجارب حركة الشغيلة وتقاليدها الثورية في التاريخ، ولا بالديمقراطية أو ديمقرطة الدولة والحريات السياسية، بل بإنشاء مجالس العمالية، فنرى اليوم بأعيننا أن عنف الدولة الشامل، والنضالات الطبقية في الدول الديمقراطية مثل اليونان، وفرنسا، وبريطانيا، وهما أكثر البلدان عراقةً في الديمقراطية لا يقل عن عنف الدولة في البلدان الدكتاتورية مثل مصر، والمغرب، وكردستان العراق، وتونس. ألا تعبر ترى حركات الشغيلة في فرنسا، وسويسرا، وألمانيا، وبلجيكا، واليونان ... إلخ عن تعفن الديمقراطية؟ ألا تجابه الشغيلة من العمال، والموظفين، والطلاب إلى الفلاحين إرهاب الدولة في أرقى الدول الديمقراطية؟ فمن خلال المجالس العمالية فقط يمكن القيام بتنظيم حركة اجتماعية شاملة تعجز الدولة تحت ضغطها عن كل القطاعات الوطنية للإنتاج، والحياة التجارية، وتشل بموجبها كل القوى العسكرية والقمعية للدولة، وتنتقل بنتيجتها إدارة الإنتاج ثم تطوير الحركة إلى المنتجين أنفسهم، فها هي حركة الشغيلة في مصر، والمغرب، وكردستان مثل اليونان وفرنسا، تتراجع شيئًا فشيئًا نظرًا لعدم تطورها نحو إنشاء المجالس العمالية الذي ينشأ من خلالها انتظام طبقي يشمل المجتمع المديني والريفي على حد سواء، فعدم الخروج من قوقع الديمقراطيين ومستنقع السياسيين الذين لا يستهدفون من كفاحهم سوى تقاسم الغنيمة مع زملائهم في البرلمان والعرش الديمقراطي، مثل ما رأينا في كردستان سينهي الحركة في النهاية من صالح السلطة وحلفائها، فبحجة عدم ديمقراطية الدولة في كردستان مثلا، دخلت "حركة التغيير" البرلمان الكردي بحجة تصحيح المسار الديمقراطي للدولة الكردية، ولم تنته العملية في النهاية إلا بسحق حركة الشغيلة من خلال جرها وراء الأهداف الإصلاحية للأحزاب السياسية المتربعة على دست الحكم اعتبارًا من حزب جلال الطالباني وحزب مسعود البارزاني، وانتهاءً بالاحزاب الكردستانية الأخرى كالحزب الشيوعي والأحزاب الاسلامية والقومية الأخرى.

التنظيم المجالسي:

إن التنظيم المجالسي لحركة الشغيلة يعني في نفس الوقت التنظيم العسكري لهذه القوى المنظمة، وتوزيع المهمات الاجتماعية والعسكرية لمجابهة الدولة والقوات العسكرية التي تنتقل عاجلا أم آجلا إلى جانب الشغيلة. وسواء أشئنا أم أبينا فسوف يجابه المجتمع كله عنف الدولة الإرهابية، ولا يمكن مجابهة القوى العسكرية المنظمة للدولة بالأحجار.
وبما أن المجالس العمالية سوف تجعل بطبيعتها الاجتماعية من الحرية السياسية أمرًا واقعًا دون موافقة الدولة القانونية، وستصبح الاجتماعات، والمنشورات، والمناقشات العلنية بين كل الأطراف المساهمة في الحركة أمرًا علنيًا، فلا حاجة إذًا للانتظار لإطلاق الحريات بفعل القانون والتشريعات السياسية، ففي عامي 1978 و1979 في ايران، وفي عامي 1991 و1993 في كردستان العراق، أصبحت الحريات السياسية أمرًا واقعا تحت جبر حركة الشغيلة ودون أية موافقة من شاه إيران، أو صدام حسين. ولكن سرعان ما استقرت الدولة في إيران في سبعينيات القرن الماضي، وفي كردستان في التسعينيات، فأصبحت الحريات السياسية شيئًا من الماضي، فالأمر لا يتعلق بالحريات السياسية، فحالما سيطرت حركة الشغيلة في مدينة واحدة، ستصبح الحريات السياسية أمرًا وقعًا، فالأمر إذًا يتعلق بحياتنا الاقتصادية والحريات الاجتماعية.

وهكذا، فحسب التجارب التاريخية لا يمكن تطوير الحركة دون تشكيل جمعيات المندوبين المنتخبة في المصانع، والمزارع، والمؤسسات الحكومية والأهلية، والجامعات والمدارس، ثم تنظيم المظاهرات، والإضرابات، والنشاطات الأخرى من قبل هذه الجمعيات، وتشكيل التعاونيات الاستهلاكية لتوزيع وسائل المعيشة على المجتمع لمنع المجاعة المفتعلة من قبل الدولة بالذات.

الدروس التاريخية:

حسب الدروس والتجارب التاريخية ما يجب الحذر منه على الأخص، فهو الأحزاب المتمرسة في الحيل السياسية، ففي عام 1991، وأثناء تطور الانتفاضة المسلحة في كردستان العراق، ثم إقامة (شورا - المجالس) من قبل الجماهير الغفيرة، عاد جلال الطالباني ومسعود البارزاني من المهجر إلى كردستان. وبعد ربع قرن من النزاعات الدامية بين الطالباني والبارزاني اندمج الطرفان في "جبهة كردستانية" خوفًا من القوى الجماهيرية التي استولت على منطقة كردستان كلها. أما أول ما قامت به "الجبهة الكردستانية" فقد كان زيارة صدام حسين في بغداد من قبل الطالباني، والبارزاني، ونوشيروان مصطفى، والدخول في المفاوضات باسم كردستان التي كانت تقوم بالتحضير للهجوم نحو بغداد.

أما الضعف الأساسي للشورا فقد كان ظهور شعارات ماركسية - لينينية ميتة لا حياة فيها بالنسبة لانتفاضة ذات قدرة فائقة في الاستيلاء على المستودعات العسكرية، وتسليح الجماهير، والهجوم المباشر نحو العاصمة بغداد، فكانت شعارات اللينينيين هي: الخبز، العمل، الحرية! علمًا أن الحرية كانت موجودة في طبيعة الحركة ذاتها، فكانت الاجتماعات الجماهيرية، والحريات السياسية لا حدود لها أصبحت ظاهرة الزمن. لذلك لم يكن رفع شعار الحرية سوى وهم سياسي للمثقفين.
وأن ضَعفًا آخر لحركة الشورا هو تنظيم الفرق لجلب المواد الغذائية من إيران وتوزيعها على الناس بدل الاستيلاء على المخازن الحكومية الكبيرة المنتشرة في كل مكان.

أما الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الشوريُّون فهو أنهم قاموا بتزويد قوات جلال الطالباني بالأسحلة المتوسطة بعد عودتهم من المهجر، وإعادة تنظيم قواهم العسكرية بسرعة وبمساعدة حكومات المنطقة. وبعد فترة قصيرة جدًّا، قامت قوات الطالباني بتهديد وغلق مقرات شورا بنفس الأسلحة التي أخذتها من الشوريين.
ولكن مع ذلك لم تتوقف الجماهير عن الهجمات على قوات حكومة البعث، ففي 12/7/1991، ورغم كل المناورات والمراوغات الأمريكية، والعراقية، والكردستانية، فقد قام الجماهير في مدينة السليمانية بإعادة الحياة إلى الانتفاضة المسلحة، ورغم قصف المدينة بالمدافع الثقيلة من قبل الحكومة، فلم يتوقف الهجوم، وقام الجماهير بسحق 11 دبابة من دبابات الحكومة العراقية داخل المدينة.
أما قوات جلال الطالباني فانتشرت في المدينة لحماية قوات الحكومة العراقية، وبدأ بتعريف الانتفاضة بحركة المشاغبين، والقيام بنداءات من إذاعتهم ومكبرات الصوت لوقف اطلاق النار. وفي النهاية انتهى توازن القوى لصالح حكومة البعث، ودامت سلطة البعث 12 سنة أخرى (1991 - 2003)، وواجهت طبقة الفقراء في العراق أشد الحياة صعوبة بسبب عقاب الرأسمالية العالمية لها بحجة الحصار لنظام صدام حسين، فلا "الجبهة الكردستانية" ولا أمريكا كانتا تريدان أخذ الجماهير زمام الأمور في أيديهم. لذلك فقد قامت أمريكا بوقف الهجمات المحتملة من الجنوب، والجبهة الكردستانية بوقف الهجمات من الشمال نحو بغداد، وبالفعل قامت الجبهة الكردستانية بإعاقة الهجوم مرات عديدة بحجة الدفاع عن حدود كردستان، فالقوى العسكرية العراقية كانت منهارة بصورة تامة، واستسلمت وجبات غير قليلة من القوات العسكرية إلى الثوار، وخاصة بعد ما اكتشفوا بأن الثوار يستقبلهم بكل احترام. ولكن الأحزاب السياسية والحكومات قاموا في النهاية بإنقاذ سلطة صدام حسين من هجمات الجماهير.
وبعد هزيمة الانتفاضة عاد حزبي الطالباني والبارزاني إلى ساحة القتال ضد بعضهم البعض مثل لعبة (توم آند جيري)، وإشعال حرب أهلية في كردستان دامت سنوات طويلة، وتقسيم كردستان العراق، وإقامة إدارتين سياسيتين في مدينة السليمانية، ومدينة هولير من قبل جلال الطالباني ومسعود البارزاني.
ويجب أن لا ننسى أن المثقفين المنظمين في الشيع الاشتراكية عادوا أيضًا إلى حياتهم السابقة، والابتعاد أكثر فأكثر عن بعضهم البعض بحجة خلافاتهم النظرية، ثم مجابهة الانشقاقات مرات عديدة، الأمر الذي لم ينتهِ إلا بنقل كل السلطة إلى حزبي الطالباني والبارزاني.

الشيع الاشتراكية:

إن كل التجارب التاريخية في العالم الواقعي تضع أمام الحركات الموجودة في إيران، وتركيا، وكردستان، ومصر، والمغرب، وتونس مهمة تجميع القوى في حركات مجالسية في المستوى الوطني تعطيهم فرصة تطوير النشاطات العملية. وإلا سوف تؤدي الهزائم المتكررة في هذه البلدان إلى تفسخ معنوية طبقة الشغيلة، وانتصار الدولة في سيطرتها على المجتمع، وتطوير إرهابها البوليسي الشامل.
فقد آن الأوان لتنظيم الشغيلة في حركات مجالسية، ولا مجال لتطوير هذه الحركة بوصفها حركة تعبر عن مصالح الشغيلة دون مشاركة جميع الأطراف العمالية فيها صوب هدف واحد: المجالسية! فيجب القضاء على الشيع، والعصبوية، وميول المثقفين لتحقيق أهدافهم العصبوية الضيقة. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون تجمع الشيع والتيارات العمالية المختلفة بما فيها النقابات في حركة مجالسية شاملة، فأثناء تطور حركة الشغيلة، يجب أن ينتهي دور الشيع الاشتراكية والنقابات الاصلاحية، فوجود هذه الشيع يعبر عن عدم تطور حركة طبقة الشغيلة. أما مع تقدم هذه الطبقة إلى مقدمة مسرح الصراع، فستذوب بل ويجب أن تذوب كل الشيع والنقابات في حركة اجتماعية واحدة تقودها المجالس لا حزب واحد أو نقابة واحدة.

وفي العالم المعاصر، العالم الذي تتعمق فيه الأزمات الاقتصادية أكثر فأكثر، تتشدد فيه الصراعات الاجتماعية يومًا فيومًا، فانخفاض الأجور، وارتفاع الأسعار، وتقليل الخدمات الاجتماعية، وسياسات التقشف في كل مكان، سوف يؤدي لا محالة إلى تطور الاصطدامات الطبقية بين الشغيلة والأسياد في كل مكان. ويتوقف تطوُّر هذا الصراع على مدى الانتظام الطبقي في مستوى أوسع من السابق، والتخلي عن العصبوية التي لا تخلق في الواقع سوى أرضية مسبقة لتراجع حركة الشغيلة، فيحب أن تتحد قوى الشغيلة في كل مكان في حركة اجتماعية شاملة تنظمها مجالس الشغيلة المنتخبة لا الشيع الماركسية أو الأناركية أو النقابات الاصلاحية، فتوحيد القوى في حركات مجالسية أمر في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل الحركة لا حاضرها فحسب، فكل انطلاق جديد، في المعامل والمؤسسات الكبيرة على الأخص، يمكن أن يؤدي إلى انطلاق شرارة المجالسية، والمجالسية لا تعني سوى الانتظام الطبقي على صعيد المجتمع كله. وما الهدف من المجالسية؟

الهدف:

ان الهدف من التنظيم المجالسي ليس هو التحرر الوطني، أو الاستقلالية القومية، أو إقامة دولة جمهورية، أو دولة ديمقراطية، أو برلمان يشارك فيه الأحزاب السياسية، أو الحفاظ على المصلحة الوطنية والقومية، بل هو إعادة تنظيم الإنتاج الاجتماعي في شكل كومونات إنتاجية واستهلاكية، أي إخضاع الإنتاج والتوزيع للإشراف الجماعي للمجتمع، فحسب التجارب التاريخية لا التخيلات الوهمية أو الكتب أو النظريات، يمكن للمجالسية أن تقدم في الخطوة الأولى مواد فعلية للانتظام الطبقي على مستوى المجتمع كله، وفي الخطوة الثانية مواد اجتماعية لصنع مجتمع جديد، مجتمع اشتراكي، فالاشتراكية تعني التعاونيات الإنتاجية المنظمة وفقًا لخطة اجتماعية مشتركة والتسيير الذاتي في الإدارة من قبل المنتجين أنفسهم، وصانع هذا التاريخ هو الجماهير لا العظماء أو العلماء أو الدولة أو الأحزاب الحديدية.
Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيزان انور
فؤاد محمد ( 2011 / 1 / 7 - 22:28 )
تحية وشكر
سلمت يداك على هذا العمل والجهد الرائع
هذا هو الطريق الصحيح الى الاشتراكية
على كل الشيوعيين ان يعتبره نداء وبرنامج عمل لانهاء الراسمالية
والبدا بالتاريخ الانساني للبشريه
عاشت الكومونه والمجالس العمالية
يا كومونيوا العالم اتحجوا
اعانقكم


2 - الرفيق فؤاد محمد
أنور نجم الدين ( 2011 / 1 / 8 - 09:28 )
في التاريخ العالمي -غير الرسمي- لا نجد وحدة طبقية بين البروليتاريين إلا في شكل تنظيمات مجالسية. ولا يمكن تحقيق النصر بالمعنى البروليتاري للكلمة دون اللجوء إلى هذا الشكل البروليتاري من التنظيم، فلا يمكن تعويض هذا الانتظام الطبقي بالجبهات أو توحيد الأحزاب. ونحن لدينا هذه التجربة البروليتارية الرائعة في كردستان العراق. ولكن للأسف لم يكن الظروف مؤهلة آنذاك لانتشار المجالسية. أما اليوم هناك أرضية جماهيرية واسعة لانتشار النضالات المجالسية في كل مكان، فآن الأوان للعودة إلى أصل الحركة الطبقية.
تحياتي الرفاقية


3 - الفوضوية في غطاء المعادي للفوضوية!!
سمير نوري ( 2011 / 1 / 9 - 04:11 )
اني كنت واحدا من العشرارات الفعالين لتنظيم المجالس في كردستان العراق، واني لا اوافق على بعض الادعائات لان هذا تسجيل التاريخ بان المجالس قدم السلاح للاحزاب القومية ، في الحقيقة هناك الكثير يحتاج ان نجيب عليها في هذا المقال لكني فقط اركز على نقتطين . اولا لم يكن هناك حزب سياسي شيوعي واضح الأفاق لاستلام السلطة حتى يقود المجالس الى السلطة السياسية بغض النظر كان الشيوعيون (العماليون ) يقودون المجالس. النقطة الثانية: ان الكاتب يشير الى المجالس و التنظيم المجالسي و فقط للعمال و لا نعرف كيف ينظم المجالس المجتمع وكيف يقاوم البرجوازية على الصعدي المحلي و العالمي ، ويدعوا الى حمل السلاح و لا نعرف كيف و من هم المنظمين لهذه الحركة . في الموضوعين موضعات قديمة للفوضويين وفي غطاء معين و محور هذا التصور هو عدم القناعة بتنظيم الطبقة العاملة و كقوة سياسية منظمة في اطار الحزب السياسي او في اطار دولة سياسية،و نحن انتقدنا البرجوازية الوطنية (كتابات منصور حكمت)، وفي محتواها الاقتصادي و السياسي منذ بداية الثمانينات وليس كتجربة مثل ما يعتمده الكاتب في طرحه.


4 - منصور حكمت: تحزب الحركات -1
أنور نجم الدين ( 2011 / 1 / 9 - 10:32 )
لقد قلنا صراحة: (فقد آن الأوان لتنظيم الشغيلة في حركات مجالسية، في المجتمع المديني والريفي على حد سواء).
وان مصيبة الثورات هي تحزب حركة طبقة الفقراء من قبل الماركسيين – اللينينيين بالذات، وهذا الفكر الللينيني لا يستهدف سوى سيطرة الأذكياء -الأنتلجنسيا- المعجبين بأنفسهم على حركة الشغيلة باسم طبقة الشغيلة كاملة، ولا يستهدفون الأنتلجنسيا من كفاحهم سوى القبض على السلطة المحبوبة لديهم باسم المجتمع كله، وإقامة الجمهورية باسم العمال، وثم تحقيق رأسمالية الدولة –ملكية الدولة تحت عنوان الاشتراكية مثل رأسمالية الدولة اللينينية. ولم يقدم منصور حكمت شيئا إلى حركة الشغيلة سوى تعزيز هذه الأوهام البرجوازية في حركة طبقة الفقراء، وهو يقول:

-حين نخرج من المؤتمر ونقول، على سبيل المثال، في مقابلة، إننا نتجه صوب كسب السلطة السياسية، سيتعالى صياح اليسار خارجنا بالقول أنظروا هؤلاء صامتون ويريدون احتكار السلطة ومركزتها في أيديهم! وردي عليهم هو إذن من أجل أي شيء جئتم أنتم؟ هل أنتم من السيارات ذات المحركات الخلفية الألمانية القديمة لإيصال الطبقة الى أمام الصالة؟ ما هي فلسفة وجودكم؟ (مختارات منصور حكمت)


5 - منصور حكمت: تحزب الحركات -2
أنور نجم الدين ( 2011 / 1 / 9 - 10:35 )
وما هو الجواب المحتمل لهذا السؤال؟
بالطبع يجب أن يكون الجواب: الهدف هو السلطة واحتكارها! وفي أحسن الأحوال سنعود إلى الأطروحة اللينينية التي تعلمنا بأن القصد من احتكار السلطة فهو: الدولة المجالسية!

ان اعتراضنا هنا هو نفس الاعتراض التاريخي لطبقة الشغيلة الباريسية في عام 1871، والروسية عام 1917: فالمجالسية جاءت كنقيض للدولة، وهي ليست سوى تنظيم طبقة الشغيلة كلها في المدينة والريف في حركة مجالسية لادارة ثورتها وثم التسيير الذاتي للانتاج.
أما مشروع السيد منصور حكمت فلا يتجاوز أي مشروع سياسي للقبض على السلطة وإقامة حكم الأقلية على المجتمع باسم جمهورية الشغيلة مثل حكم البلاشفة التي دامت 70 سنة. ونحن نعرف سلفا بان هذه الجهمورية قد سقطت بنتيجة النضالات الجماهيرية، بمعنى ان هذه الجمهورية قد فقدت رونقها بالنسبة للشغيلة منذ نشؤها.


6 - منصور حكمت: تحزب الحركات -3
أنور نجم الدين ( 2011 / 1 / 9 - 10:36 )
ومصيبة أخرى من مصائب تحزب الحركات هي ان الشغيلة ستقف متحيرا بين كل هذه الاتجاهات الماركسية: اللينينية، التروتسكية، الستالينية، الماوية، المنصورية، وثم كل هذه الانشقاقات المحتملة في كل تيار لوحده مثل انشقاقات حزب منصور حكمت نفسه! فالى أين تتوجه الشغيلة أنظارها وهي محاط بأوهام الماركسية الحقيقية واللاحقيقية، والاشتراكية الحقيقية واللاحقيقية، والديمقراطية الحقيقية واللاحقيقية، والحزب الحقيقي واللاحقيقي للعمال، والمنصورية الحقيقية واللاحقيقية؟

نحن نتحدث عن استعداد الجماهير لانشاء المجالس، لا عن وحي المثقفين المبشرين، وهدفكم يختلف عن هدف الشغيلة ما لم تستهدفون من كفاحكم حركة تتوحد بموجبها قوى الشغيلة.
تحياتي

اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت