الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأراجيز و التاريخ

بودريس درهمان

2011 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ضحايا التاريخ الحقيقيون هم من حاولوا استغفال التاريخ و وحاولوا تغبير وجهته و مجاري وديانه المعهودة إلى الوراء بواسطة العنف و الإرهاب، أما الناس البسطاء الذين يستهزئون بهم يوميا في خطاباتهم و في دوائرهم المغلقة فإنهم يفضلون في الأخير التمسك بهذا التاريخ.
ضحايا التاريخ الحقيقيون بداخل المملكة المغربية هم من حاولوا دائما استبلاد هذا التاريخ و بشكل مكثف لدرجة أن هذا التاريخ حينما ينتفض و ينفظ الغبار عن نفسه يبدأ بهم هم الأولون، حدث هذا على مرتين، حدث لما حاولوا صنع السلفية الجهادية ليربحوا بها مسافات في الزمن الرديء الذي صاغوه على مقاسهم و حدث هذا كذلك لما تركوا الانفصاليين و المنحرفين يذبحون الناس البسطاء بداخل المخيم.
الناس البسطاء هم في حاجة ماسة إلى من يساعدهم على التحقق بداخل تاريخهم و بداخل مجتمعهم و ليسوا بحاجة بتاتا إلى من سيستعملهم كرؤوس حربة لتنفيذ الغايات الإجرائية التي ستستعبدهم في المستقبل.
ضحايا التاريخ، هم من حاولوا استبلاد هذا التاريخ؛ و هنالك حاليا من يسابق الزمن حتى لا يستهزئ به التاريخ.
تاريخا ألمانيا و ايطاليا لم ينهضا و ينفضا عنهما الغبار إلا بعد أن تخلصا هذان التاريخان المميزان ممن كانوا يستهزئون بهم.
شخصيات في التاريخ الوطني المغربي لا تتقاسم في ما بينها إلا ذكاءات البلادة لأنها بكل بساطة تجسيد صريح لتاريخ البلادة.
محركو الأراجيز سرعان ما يتحولون في الأخير إلى أراجيز، هل لازلتم تتذكرون أراجيز السبعينيات و الثمانينات ؟ هنالك حاليا من محركي الأراجيز من يتهيأ لكي يتحول هو الأخر إلى أراجيز.
التاريخ المفتعل الذي تصنعه الأراجيز هو كالأمزجة يتغير مع تغير الرياح و العواصف، و كل يوم يصبح هنالك تاريخ للأراجيز تماما كما حدث لدول البلقان و كما حدث حتى للشقيقة موريتانيا حينما ترهل التاريخ المغربي و تخلى عنها.
في الحالة التاريخية التي تتحالف فيها الأراجيز، تكون هنالك حتميتين مفروضتين لا ثالثة لهما إما الفوضى العارمة التي تهيئ شروطها الأراجيز أو التخلص من الأراجيز نفسها. فعلى مدى عشرية واحدة فقط التي امتدت من سنة 1999 إلى سنة 2010 تخلصت المملكة المغربية من عدة أراجيز. الأرجوزة الأولى تخلصت منها بواسطة أحداث العيون لسنة 1999 و الأرجوزة الثانية هي بصدد التخلص منها لا محالة.
لا مكان للأراجيز بداخل فن التراجيديا لأن هذه الأخيرة هي فن نظيف و ما حدث مع حكاية مخيم اكديم ازيك و حيثيات نشوءه اقرب من الكوميديا منه إلى التراجيديا. أبطال الكوميديا هم دائما من أبناء الشعب لأنهم يبحثون دائما عن الأكل و المأوى، أما التراجيديا الحقيقية فأبطالها من النبلاء، نبلاء الفكر و القناعة الذين يبحثون عن ملذات أخرى. هؤلاء الأبطال كانوا مفتقدين كليا بداخل مخيم اكديم ازيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس