الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تزوج مسيحية أو أحبها

زهير ظاظا

2011 / 1 / 8
الادب والفن


قرأت الأمس حكاية نادرة نقلها السخاوي في كتابه (تحفة الأحباب) عن كتاب (إفراد الأحد بأفراد الصمد) لابن غانم المقدسي صاحب الكتاب الشهير (تفليس إبليس) تحكي قصة مسلم ومسيحي كانت تربط بينهما صداقة صفت ومودة استمرت حتى آخر يوم من حياتهما، فجرتني القصة لجمع أخبار من وقعوا في حب مسيحيات من المسلمين، أو تزوجوا منهن فعثرت على نصوص في غاية الندرة منها أن الفرزدق تزوج مسيحية من ذهل بن شيبان هي الحدراء بنت زيق بن بسطام بن قيس، وله فيها أشعار، ومنهم الوليد بن يزيد وقصته مشهورة مع (سفرى) والعباس بن الفضل وقصته أيضا مشهورة، وممن تزوج من المسيحيات الوليد بن عبد الملك وولدت له ابنه العباس فارس بني مروان، وهشام بن عبد الملك، وولدت له ابنه سعيدا، وأشهر من ولدته مسحية في الأسلام خالد القسري الذي بنى لأمه كنيسة جوار مسجده، وعمر بن أبي ربيعة وقد أقام لأمه جنازة على دين آبائها وهي أيضا أم أخيه الحارث الملقب بالقباع (والي البصرة) وكان أشهر من أخيه عمر وتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، ولكن كان أندر ما عثرت عليه من أخبار أن ليلى العامرية صاحبة قيس بن الملوح (ت 68هـ) الشهير بالمجنون كانت مسيحية، ومن شعره فيها:
يَقولونَ لَيلى بِالمَغيبِ أَمينَةٌ وَإِنّي لَراعٍ سَرَّها وَأَمينُها
وَلِلنَفسِ ساعاتٌ تَهَشُّ لِذِكرِها فَتَحيا وَساعاتٌ لَها تَستَكينُها
فَإِن تَكُ لَيلى اِستودَعَتني أَمانَةً فَلا وَأَبي لَيلى إِذاً لا أَخونُها
أَأُرضي بِلَيلى الكاشِحينَ وَأَبتَغي كَرامَةَ أَعدائي بِها فَأُهينُها
وَقَد قيلَ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك فَقُلتُ ذَروني كُلُّ نَفسٍ وَدينُها
فَإِن تَكُ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك فَقَد صُوِّرَت في صورَةٍ لا تَشينُها
سَأَجعَلُ عِرضي جُنَّةً دونَ عِرضِها وَديني فَيَبقى عِرضُ لَيلى وَدينُها
وَقائِلَةٍ هَل يُحدِثُ الدَهرُ سُلوَةً فَقُلتُ بَلى هَذا فَقَد حانَ حينُها
صِلي الحَبلَ يَحمِل ما سَواهُ فَإِنَّما يُغَظّي عَلى غَثِّ الأُمورِ سَمينُها
بَذَلتُ لِلَيلى النُصحَ حَتّى كَأَنَّني بِها غَيرَ إِشراكٍ بِرَبّي أَدينُها
فَيا لَيتَ أَنّي كُلَّما غِبتُ لَيلَةً مِنَ الدَهرِ أَو يَوماً تَراني عُيونُها
لِأُبرِئَ أَيماني إِذا ما لَقيتُها وَتَعلَمُ لَيلى أَنَّني لا أَخونُها
وقد استعار أبو الأسود الدؤلي أبيات مجنون ليلى وكان أيضا قد أحب مسيحية تكنى أم خالد فقال فيها:
يَقولونَ نَصرانيَّةٌ أُمُّ خالِدٍ فَقُلتُ ذَروها كُلُّ نَفسٍ وَدينُها
فَإِن تَكُ نَصرانيَّةً أُمُّ خالِدٍ فَإِنَّ لَها وَجهاً جَميلاً يزَينُها
وَلا عَيبَ فيها غَيرَ زُرقَةِ عَينِها كَذاكَ عِتاقُ الطَيرِ زُرقٌ عيونُها
ومنهم شهاب الدين الخزرجي 790 - 875 هـ / 1388 - 1470 م
أحب مسيحية وقال فيها:
هَوَيتُ نَصرانِيّةً لي في الهوى مُجانِبَه
رَغِبتُ في وِصَالِها وهي لعمري رَاهبه
وفي خريدة العصر في ترجمة الشاعر (القيسراني العكاوي) المولود بعكا سنة 478
أنه هوى حسناء من نساء المسيحيات وقال فيها:
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ مثل المَهاةِ يَزينُها الخَفَرُ
مِنْ كلِّ ساجدةٍ لصورتها لو أَنصفت سجدتْ لها الصُوَر
قدّيسَةٌ في حبل عاتقها طولٌ، وفي زُنّارها قِصَر
غَرَسَ الحياءُ بصحن وَجْنَتِها وَرْداً سقى أَغصانه النَّظرُ
وتكلّمت عنها الجُفون فلوْ حاورتَها لأَجابك الحَوَر
وحَكَتْ مدارِعُها غدائرَها فأَراك ضعفيْ ليلةٍ قمرُ
ومنهم تميم بن المعز بن باديس باني المهدية أحب مسيحية وكتب فيها أشعارا مروية، منها:
أليسَ الله يعلمُ أن قلبي يحبّك أيُّها الوجهُ المليح
وأهوى لفظك العذبَ المفدّى إذا درس الذي قال المسيح
أظاهرُ غيرَكم بالود عمداً وودكمُ هو الود الصحيح
وفيكم أشتهي عيدَ النصارى وأصواتاً لها لحنٌ فصيح
ومنهم سلمة الأسدي قال السمعاني في الأنساب في مادة الشقيقي في ترجمة ابنه شقيق:
وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، وكانت أمه نصرانية، روى عن حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود قال: أدركت أقواماً يتخذون هذا الليل جملاً، إن كانوا ليشربون نبيذ الجر ويلبسون المعصفر، لا يرون بذلك بأساً، منهم أبو وائل بن حبيش. مات أبو وائل في زمن الحجاج بعد الجماجم.

ومنهم ناصر الدين القرندلي (القلندري) صديق الصفدي، وكان يتعيش بنسخ كتاب الكشاف للزمخشري وقد ترجم له في (الوافي) ترجمة طريفة منها :(فكان يضع المبحرة في يده الشمال والمجلد من الكشاف على زنده ويكتب منه وهو يغنى ويكتب ما شاء الله ولا يغلط، وكان قد أقام بحماة مدة عند الملك المؤيد ينسخ له فأحب امرأة تعرف ببنت النصرانية وكان كل ما يحصله ينفقه عليها ويشتغل بها عن الكتابة فشق هذا الحال على الملك المؤيد فنفاها إلى شيزر، فحكى لي أنه كان يكتب في حماة إلى المغرب ويجرى من حماة إلى شيزر، فحكى لي أنه كان يكتب في حماة إلى المغرب ويجرى من حماة إلى شيزر ويبيت عندها ويقوم من الأاذن في الصبح ويجرى إلى حماة ويقعد يكتب، فأقام على ذلك سنة وكانت قد تعنتت يوما عليه وقالت له إن كنت تحبني فاكو في رأسك صليبا ورأيت كي الصليب في يا فوخة ... إلخ)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الباحث عن الحقيقة
عبدالرؤوف النويهى ( 2011 / 1 / 8 - 22:25 )
عرفته منذ سنوات عدة ..الشاعرالذى خلدنى بأشعاره .
عرفته باحثاً فى التاريخ ،وما أشق هذا البحث.
عرفته يلتقط الدرر من التراث ويعرضها علينا كى لاننسى ،فالذكراة خؤون .
عرفته شاعراً يأسرنى بأبياته الخالدات.

مشيت وحبلى على غاربى ***أفتش فى الأرض عن صاحب
وها هو يشاركنى ألمى الشديد فيما آلت إليه دنيانا
؟لله درك أيهاالأخ الكريم ...أين صوتك فلقد طال الوقوف



2 - الدين لله
جميل السلحوت ( 2011 / 1 / 9 - 18:05 )
وفي فلسطين فان زوجة الرئيس الراحل ياسر عرفات مسيحية،وزوجة مدير مكتبه د.رمزي خوري مسلمة،وزوجة الشاعر الراحل توفيق زياد مسيحية،والشاعرة سلمى الخضرا الجيوسي بناتها الثلاث متزوجات من مسيحيين والامثلة كثيرة.


3 - القضايا الكبرى
يبوس كنعان ( 2011 / 1 / 9 - 19:48 )
جميل ان نسرد قائمه للزواج المختلط في التاريخ القديم والحديث للدلاله على ان االدين لله والوطن للجميع . اما ان نخضعها للنقاش ككقضيه كبرى على حساب قضايا الامه الكبرى كالاميه والبطاله والغزو الاجنبي انه يشبه اهتمام بعض المثقفين فيمساله الحجاب والرسوم الكاريكاتيريه والاستعداد للموت دونها


4 - شكرا للمستشار
زهير ظاظا ( 2011 / 1 / 11 - 05:34 )
فاجاءني الأستاذ المستشار المحامي عبد الرؤوف النويهي أن يكتشف مشاركاتي في هذه الموقع بهذه السرعة، ولكني بصراحة كنت اتوقع ذلك، لأني أعرف حضور النويهي ومتابعته المستمرة لأخبار أصدقائه، كما أعرف أنه مضرب المثل في الوفاء بين أصدقائه، واما ما كتبته من شعر الصداقة الخالدة يا أستاذ عبد الرؤوف فلا اعتقد أنه في وسعي ان أكرره، ذلك زمن مضى ، كتبت أمس قصيدة لا يمكن أن أرى لها زاوية في هذا الموقع لذلك أنشرها هنا، وكنت في زيارة أحد زملائي في المجمع الثقافي وهو من اهل النوبة في السودان، ورأيته ينتظرني في أسفل بنايته فعلمت أن له عذرا وكانت معه ابنته في الخامسة من عمرها فمضى بي إلى حديقة جوار عمارته، وكانت ابنته قائدتنا في الحديقة، تقف فنقف وتمشي فنمشي فكتبت لها هذه الأبيات
:
تبيان ما أخبارُكِ = أخبارنا مشوارُكِ
معجبة مصرة=يعجبني إصرارُكِ
هل تذكرين صحبتي=وكلها قرارُكِ
نمشي: أبوك وأنا =وشغلنا انتظارُكِ
قصيرة رحلتنا =طوّلها حوارُكِ
وساعة لكنها =سارت بها أقمارُكِ
فأصبحت كانها =دهرٌ فما أسرارُكِ
إن الحديقة التي =زرنا معا تذكارُكِ
وكلما رأيتها =تناثرت أزهارُكِ
أجملُ وردة بها =في أعيني سمارُكِ


5 - حظ حسن
ياسين الشيخ سليمان ( 2011 / 3 / 12 - 16:49 )
من حسن حظي أن طالعت هنا لأستاذنا الغالي زهير ظاظا، الأديب الكبير والشاعر الجليل الأثير، الذي يمتلك القلوب ويأسرها، والباحث والناقد الكبير، الذي نفيد منه فوائد جليلة في موقع الوراق، ونستمتع كثيرا بغزارة علمه وجودة فهمه ، وفوق ذلك كله خلقه الحسن البالغ في الحسن مقدارا لا يعرفه إلا الذي يطالع له ويحاوره على الموقع المذكور، والذي يشرف عليه حضرة أستاذنا نفسه.
بارك الله أستاذنا زهير ، ونفع بعلمه، ومد في عمره، وجزاه الله تعالى عنا موفور الجزاء.


6 - والله زمان
زهير ظاظا ( 2011 / 11 / 10 - 04:54 )
والله زمان يا أستاذ ياسين الشيخ سليمان، لم أكن أتوقع أن أرى تعليقا لكم على مشاركتي هذه، ومن سوء حظي أن تمر ثمانية شهور من غير أن أراجع فعاليات هذا الموضوع... فتقبلوا اعتذاري على التأخر في الرد، وشكري الجزيل لما أحطتموني به من مودتكم ومحبتكم، ودمتم ودام عطاؤكم وسلاما على (سيلة الظهر) ترابها وشبابها وسهولها وهضابها و(آل الزعرور) ما عرفت منهم وما لم أعرف. وقد أحسن الله إلي (وطالما أحسن) أن أوقعني إلى طريق تعرفت فيه على أستاذنا الكبير الشاعر الناثر الأديب الآسر ياسين الشيخ سليمان، ولا تزال قصيدته (الشاعر) نصب عيني صورها، وملء سمعي رنينها، وخفقة قلبي أمواجها. أكرر شكري وامتناني أستاذي وكل عام وانتم بخير

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي