الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناقوس العدالة و ناقوس الخطر

نزار بيرو

2011 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كانت هناك قصة قديمة موجودة في مادة الإنكليزية في المناهج الدراسية ، يعلم النشء الجديد قيمة العدالة و بالإضافة إلى ذلك كان نصاً أدبيا لما فيها من حنكة قصصية تستخدم كوسيلة تربوية لمعرفة ذكاء الطلاب في التذكر عند استخدام مادتها كأسئلة وأجوبة.
وما يهمنا هنا و من هذه القصة جانبها الأخلاقي والعدل.
والقصة معروفة حول العالم و لها أكثر من نص و ذكر بأشكال مختلفة.. الناقوس أو الجرس تستخدمان دائماً للإبلاغ حن شيء يحدث أو شيء على وشك الحدوث ان كان عملياً أو بصورة مجازية في الأدب و الأعلام. يذكر القصة انه قبل أكثر من أربعة مئة سنة وضع الملك( جون ) في بلدة كبيرة على سفح تل في صقلية ( ايطاليا الحالية ) ناقوسا على برج في وسط المدينة بحيث يتدلى منها حبل يصل إلى الأرض ليستطيع أي شخص حتى و ان كان طفلاً ان يسحب الحبل، في حين كان العمل جارياً و الناس مندهشين من فعل الملك، و بعد الانتهاء من الأمر ، ابلغ الناس بالتجمع في وسط المدينة، ليخبرهم الملك عن سر الناقوس خاطبهم الملك بأن الجرس أو الناقوس هو ناقوس العدالة ، و أي شخص مظلوم منكم يستطيع يجر الحبل فيجتمع القضاة ويرفع عنه المظلومية و يعاقب من ظلمه. المدينة كانت مسالمة و ناسها كانوا أنُاساً طيبين و الملك كان عادلاً فمرت الأيام و نسوا أمر الناقوس أو الجرس و تَرَهْا حبل الناقوس و قصر طوله بفعل الحرارة والأمطار بحيث لم يكن باستطاعة أطول الرجال الوصول إليه، في مرةٍ وعندما كان الملك يمر وسط المدينة و رأى ذلك، طلب من النساجين بنسج حبلٍ جديد للناقوس و لحين أكمال الحبل الجديد، ربط الناقوس بكرمة عنب تتدلى إلى الأرض. في منطقة قريبة، كان يعيش فارس هَرمْ، جمع أموالاً طائلة في التجوال من على ظهر حصانه الذي شاركه صولاته و جولاته و في هذا العمر و هو يتمتع بتلك الثروات رأى بأن حصانه الهرم عالة عليه و إطعامه ثقل عليه فقرر التخلي
عنه و سرح حصانه جائعاً دون مأوى و مطارد من الحيوانات الشاردة حتى جاء ذلك اليوم و مر الحصان في وسط المدينة و عندما رأى الحصان الجائع أوراق كرمة العنب الخضراء وهي تتدلى من البرج إلى الأرض، فألتهمها ليسد رمق جوعه و إذ بالناقوس يرنَ لأول مرة ، تعجب الملك و أهل المدينة وتجمع القضاة ليروا من هو المظلوم الذي يطلب رد الظلم عنه، الحصان كان معروفا لديهم ومن هو صاحبه و ماذا فعل به صاحبه بعد خدمته له طول تلك السنوات... و نهاية القصة معروفة .
فإذا كان ملك صقلية قبل أربعة مئة سنة أمر بنصب ناقوس للعدالة فأن قانون التظاهر الذي شرعه مؤخراً برلمان إقليم كوردستان و وقع عليه رئيس الإقليم كان بمثابة إعلان عن ناقوس خطر على مستقبل الحريات في الإقليم، فبدلاً ان تبدأ معادلة توسيع مدى الحريات و الحقوق بالمجموعة و بأصغر و أضعف أفرادها بالطفل مثلاً، ثم الأفراد من الرجال و النساء ثم المجموعات و الأطياف التي تتكون منها المجتمع و بدلاً من ذلك، بدأت من الأعلى و من خلال السلطة، لتعطي الموافقة و الأمر لتمُارسَ حق من حقوق المجتمع وهو حق التظاهر أو حق رفع الظلم أو الاستنجاد... فكيف ذلك؟
فبدلاً ان تستحدث قنوات اتصال، يستطيع الطفل من خلاله ان يستنجد لرفع المظلومية عنه داخل جدران البيوت المغلقة في مجتمعنا، من خلال قنوات اتصال لإنقاذه و كذلك و بدلاً من تمكين المرأة و الفرد داخل مجموعاتهم من أن يوصلوا صوتهم و مناجاتهم من الظلم دون خوف أو رادع أو أستأذان من مظلوميهم، بالمقابل، قال لنا جميعاً قانون التظاهر الجديد…. تستأذن لتستنجد! وان لم تستأذن و استنجدت و تظاهرت فتكون تحت طائلة القانون و تتحمل وزر فعلتك.أذن فقراءة القانون الجديد للتظاهر يشرعُ و يقر اعترافاً ضمنيا بمبدأ طلب الطفل المظلوم الاستئذان من مظلوميه لكي يستنجد وكذلك طلب المرأة المظلومة الأذن من مظلوميها لكي تستنجد ، كذلك الفرد ضمن المجموعة وأخيراَ الشعوب أو الجماهير و الذي أصبح ملزماً وحسب القانون الجديد ان يفعل ذلك. ان من أكثر الأشياء التي تؤرق حزبي السلطة تلك المظاهرات التي كان يشهدها أحياء و شوارع قصبات و مدن الإقليم... وكان إعلام أحزاب السلطة وهو المهيمنة و المسيطر ة بفعل إمكانياتها المالية و التي هي من المال العام، تكون أمام أمرين فأما أن تقوم بتغطيتها وهو ليس في صالح حزبي السلطة، أو يتغاضى عنها فتكون مشكوك في مصداقيتها.. و أنا أتابع مجرى هذه القضية الحساسة لما لها وقع على المجتمع الكوردستاني الذي يختار الأدوات الصحيحة ليضمن حقوقهُ وحريتهُ و ليسلك طريقه ويبني مستقبله، فبين الداعين إلى تغيير بعض من بنود هذا القانون و الرافضين والمصرين على بقاء القانون كما هي من أحزاب السلطة و التي وكما أرى إن حُجَجَهمْ و أغراضهم وراء ذلك أصبحت مكشوفة و غير مقنعة.. وإنها تعي أيضا بشرعية حجة الطرف الأخر…إلا أنها تتمادى و تصر على رأيها و موقفها فقط ، لكي لا تسجل الطرف الأخر وهو المعارضة نصراً عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن