الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتركيهم ياشرقية..كفاهم ذلا

علي بداي

2004 / 9 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حين رايت مشهد هويدي الفائز بجائزة برنامج بطاقة تموينية وهويقف كمتهم امام قاضيه، يستمع الى استجواب ممثلة قناة "الشرقية"في برنامج بطاقة تموينية، وسئ الحظ الذي ُقرء رقم بطاقتة خطا فركزت الكاميرا اضواءها الباهرة على عينية لعلهما تدمعان اسفا والما وحسرة على فوات فرصة العمر، مرت ببالي كل مشاهد الاذلال التي تعرض لها العراقي: اذلال العريف في الجيش، اذلال منظمات حزب البعث، اذلال السفارات العراقية للمواطن المغترب، اذلال شرطة الحدود العرب الان، اذلال مطارات العرب والعالم، اذلال دول اللجوء، اذلال الفوات الاجنبية، اذلال المختطفين،اذلال المحطات التلفزيونية
اصبحنا مُذلون مُهانون، و رغم ملياراتنا الراقدة في جوف الارض، نحن فقراء،رغم النفط نعيش في قحط، رغم اسهامنا في تاسيس تاريخ الارض نحن نُدفع دفعا للسقوط من حافته الى هاوية التخلف وعهود الهمجية. وانت ايها العراقي، يامالك اضخم احتياطي بترول في العالم، اذا تعذر عليك تحقيق احلامك لسنوات، فبقي اخوانك دون زواج لضيق ذات اليد، واضطررت لتاجيل اجراء ترميمات في بيتك، هناك من يتكفل بتحقيق هذة الاحلام، لاتحزن واصبر وقل لنفسك ان اللة وقناة "الشرقية" مع الصابرين:
لتنال هذا الحظ السعيد عليك ان تحوز صفتين: اولا يجب ان تكون على قدر من الحظ بحيث يختارك القدر لهذةالمهمة من بين مليوني منافس، وثانيا يجب ان تواضب ليل نهار على مشاهدة قناة "الشرقية" وتتعهد بمدح برامجها وكرمها الحاتمي واصالة عروبتها وتميزها عن باقي الفضاءيات وتكون مستعداللجواب على سؤال: لمذا تشاهد الشرقية دون سواها؟
لطالما فكرت: مالفرق في ان يُجبر الناس على مشاهدة "الشرقية" تحت طائلة الحرمان من فرصة تزويج الاخ العانس والتلويح بجائزة الالف دولار وان يُجبر صدام الناس على الانتماء للبعث لقاء وضيفة او ترقية؟؟ تصبح بعثيا عش امنا وتمتع، تشاهد "الشرقية" قد تحضى بلقية العمر!ذات المنطق وذات التعامل.
الاف من الدولارات اسبوعيا تصرف لاغراض تسمى انسانية، لكنهاانسانية لم تخطر حتى ببال ابليس ذاته،اغراض للدعاية تجعل من المواطن شحاذا يرنو لكيس السلطان الكريم الذي حباه الله بالمال والجاه ،انا بنفسي احصيت عشر مذيعات يكتسين بالغالي من اللباس، كان الله في عونك ياشرقية كيف ستعيلين كل هذا الحشد من النساء؟ ان راتب ملكة انكلترالايكفي ذلك، قولي لي ماذا بوسع الفضاءيات التي لم يهبها اللة ماوهبك ان تفعل؟ كيف ستتبارى معك؟
لااكتمك ان كل من في بيتي بكى وهو يشاهد عيون الطفلة ديمة التي فقدت البصر، وحضرت "الشرقية" لتعالجها، بكي كل من في البيت لدموع الاب الذي كان علية ان ينتحب امام الكاميرات لكي يتصاعد الاحساس الدرامي للمشاهد فينتحب هو الاخر وفي نهاية هذة اللقطة الباهرة تنتقل الكامبرا الى وجة مقدمة البرنامج( غير المنتحبة) التي ستزف البشرى: "الشرقية" ستعالج ديمة مجانا، بكى كل من في البيت لان حق ديمة الطبيعي في العلاج على نفقة الدولة مالكة النفط اضحى منة ومصدرا للاعلان!
هيأة هويدي ذكرتني بموقف عادل امام مع برعي وهو يمد لة زجاجة الكوكا كولا" خذ بالك من عيالك" هويدي ماذاستفعل بالفلوس؟هويدي هل انت سعيد الان؟ هويدي هل كنت تتوقع هذة المفاجاة،هويدي...كم ستعطي اولادك.. هويدي..... بل ان حكاية " الشرقيه" مع هذا الزخم والعطاء الدولاري تذكرني رغما عني باحد افلام شارلي شابلن حين كان يشتغل مركبا لزجاج الشبابيك، فيبعث الصبي الصانع لكسر زجاج النوافذ، ثم ياتي ليجول في الشوارع منادياعارضا اصلاح ماتكسرمن زجاج!! واصرخ امامك اوبوجهك ياشرقية:
يارب السماء! من كسرعظام وطننا كلة؟ من احال بلادنا على التقاعد وهي في شرخ صباها؟ من حول حياتنا الى جحيم طيلة اكثر من ثلاثين سنة؟ لم لاُتشير اصابع الشرقية لتلك الايام السود،و بعد كل ذلك تعود لنا دولاراتنا على شكل جوائز وهبات خيرية ويطلب منا ان نؤدي فروض الطاعة لاولياءنا الجدد، عيون الصغيرة ديمة كانت اخر العيون التي تُفقا، في الايام الخوالي، اي حين لم تخطر ديمة على بال احد كان فقا العيون تسلية لمسوؤلي الدولة وقبل برنامج كرسته وعمل مُسحت بلدة الدجيل من الارض،الاف العوائل في كركو ك سلبها صدام الماوى، ربع مليون عراقي من الكرد الفيلية والشيوعيين وسكان الجنوب صودرت ممتلكاتهم دون ان نسمع بمناد يطالب لا الان ولا قبل الان بارجاع الحق لاهله.
ثم انت تنفقين هذة الملايين لتدعين هويدي لمشاهدة تاية عبد الكريم وهو يمجد الانقلاب البعثي في 1963 الذي لاشك سفك دماء بعض من ال هويدي، وانتهك حرمة بعض من اقارب" صايه"اليس ذلك اذلالا ، ارهابا؟؟

ياشرقية ياعزيزتي لم انم ليلتي حين اخبرت بمولدك، قلت : جاء من يعرف الكون بالعراق الذي لايشبه العراق الذي عرفوة، مااضخم خيبتي!
مرة، كادت ان تفلت من خالتي المسنة صيحة رعب ، حين دخلت البيت غير منتبهه، فوقع بصرها الكليل على وجوه احد مذيعيك بذات الشوارب التي كانت ترف وهي تتغنى بمجازر ايام القادسية وتشدد على الحروف وهي تلفظ " الحزززب القائد" والسسسيدالرئيس القائد"،صرخت خالتي واضعة يدهاعلى راسها:يمة! هذة قناة صدام؟؟ لاتؤاخذي خالتي هذة فهي تقف بين عالمين ، قد فقدت ولدين واحدا في القادسية،والاخرلايزال مجهول المصير حبذا لو ابتدعتي ايتها العزيزة برنامجا بدون جوائز اسمة:( اين تراه يكون؟)،يبحث عن سكان المقابر الجماعية، غير خالتي، هناك الملايين الذين تستطيعين خدمتهم لوجة اللة كما يقال، وهناك الاف من الطرق التي تحفظ للمرء كرامتة، تعتقدين ياسيدة ان بحر العوز الذي ينغمر فية هويدي والملايين مثله سيجعل من ""الشرقية"" الهلال المنتظر كل اسبوع وليس كل شهر؟، تخطئين يااستاذة، الناس في اعماقها لاتحب نموذج شايلوك وتانف عن عرض شهادة فقرالحال ، لاتحب من يستغل فقرها وعوزها و بالنتيجة التي تعرفينها انت، لم تدافع عن صدام كل هذة الاجيال التي انتمت للبعث طلبا للرزق، سيمدحك الفائز فقط في حين يلعنك الملايين من غير الفائزين.
اتركيهم ياشرقية..كفاهم ذلا! اتركي "صاية" لمصيرها لاتُجبريها على الغوص اكثر في عبائتها السوداء خجلا، فهي لم تتعود مداهمة الكامرات والوقوف تحت اضواءها، انت تدخلين البيوت دون استاذان لان الالف دولار لص يساوم عوز هويدي ، واحتياجات "صاية" فهل ترين احتياجاتهم تتحمل المساومة؟ ومن سيجرؤعلى ان يمنع "الشرقية" من دخول البيت الذي لم يستعد للمفاجاة، هكذا مغامرة ستطيح بحلم العمر وما اصعبة من عمر ياشرقية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ