الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الوحل لدليار ديركي - رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني 1 من 3

مسعود عكو

2004 / 9 / 28
الادب والفن


"الوحل" لــ دليار ديركي
"رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني"
من الجدير ذكره أن نسأل في البداية: هل الشعر يفنى أو بصورة أخرى هل الشعر معرض لمرض يسمى "هوس التميز".

سأجيب على السؤال الأنف الذكر بكلام شاعر حين سأل نفس السؤال فرد: إن الشعر لا يفنى ولكنه بحاجة إلى احتراف.

بين يدي مجموعة للشاعر دليار ديركي بعنوان "الوحل" المهم هنا أن أعطي صورة فوتوغرافية عن المشهد الشعري أو ذلك الشق من الشعر وهو ما يسمى بالشعر الوطني الذي يحمل بين طياته هموم الوطن وأشجان الشخص المغترب أو البعيد عنوة عن بلاده. كلنا بعيدون نتيجة حتمية فليس مفهوم البعد عن الوطن "النفي" ليس إلا وجهاً آخراً للبعد الوطني ونحن بداخله نعيش على أرضه كقطعة أثاث لا غير.

ودليار ديركي حاول أن يوصل بطريقة ما حزن الإنسان الكوردي حصراً لكن يجوز فيما بعد أن نطبق كل ما باح به على جميع الأنحاء المضطهدة في العالم ابتداءً من الصين وانتهاءً بالأرض التي نعيش عليها.

يبقى السؤال الذي يدور حول نفسه ويبحث عن جواب هو: ترى هل نجح ديركي في إيصال صوته الشعري ورغباته الوطنية إلى المتلقي؟ هل نجح في عملية البوح بهمه الشعري الوطني؟ هذا ما سنراه في هذه القراءة البسيطة لمفردات المجموعة وسأحاول قدر الإمكان إتباع النقد الكلاسيكي العادي أي ما يجب أن أشير إليه إلى مواطن الخلل والنجاح ولن أنخرط في أي مدرسة نقدية عربية كانت أم غربية ولن أتبع سوى نظرية خاصة بي وهي تقسيم المجموعة إلى الغث والسمين فيهما.

وسيقسم البحث إلى ثلاثة محاور وهي على الترتيب التالي:
أولاً- مفهوم الحرية عند ديركي.
ثانياً- طريقة المعالجة الشعرية للقضية.
ثالثاً- دراسة قصائد منفردة.

لكن قبل أن أباشر أدعو القارئ إلى قراءة سريع للمقدمة التي ما إن تفتح المجموعة حتى تفاجئ بمقدمة طويلة لا طائل منه وبرأي لا يوجد مسوغ بتاتاً لأن تكون للمجموعة الشعرية مقدمة بل يستوجب أن تفصح عن ذاتها بذاتها الشعرية فالمقدمة ليست سوى استعراض عضلات ثقافية باهتة توهم القارئ قبل شروعه بقراءة قصائد المجموعة بأن صاحب القصائد شاعر حائز على أرقى الجوائز الأدبية العالية القيمة ولا يشق له غبار لكن بعد قراءة متأنية يتلقى القارئ صفعة قوية على وجهه لم يكن متأهباً لها فبرأي المقدمة الشعرية والشعرية حصراً هي دليل نقص لدى الشاعر يود أن يملئه بقلم أحد الأشخاص المعتقين في الثقافة وله خبرة ودراية بالأدب.

أولاً- مفهوم الحرية عند ديركي:

مما لاشك فيه إن مفهوم الحرية قديم جداً وعولج من قبل عدد من المجالات الإبداعية سواءً في الجانب الفلسفي مثال : سارتر, مارسيل, ياسبرز وذلك في بحثهم الدؤوب عن وضع حل لمشكلة الحرية والتي أفرزت العديد من المدارس ومنها المدرسة الوجودية التي ناقشت الحرية بشكل جردوها من ملابسها الداخلية وهناك معالجة الحرية عن طريق الشعر من أمثال اليوناني يانيس ريتوس , والتركي ناظم حكمت , والروسي ألكسندر بلوك إذ عالج هؤلاء الحرية برؤية شعرية طبعاً وإن كانت النظرة والرؤية الشعرية المستقبلية للحرية عندهم خيالية بعض الشيء ولكنها تأخذ ولو حيزاً صغيراً في المجال الواقعي.

أما بالنسبة لدليار فقد عالج مفهوم الحرية بجانب كلاسيكي مقلداً تماماً للنماذج الشعرية الثورية المألوفة فقد عمد إلى التشبه بالشعراء الروس القدامى الذين كان هاجسهم الوحيد الحرية وسبر أغوارها وأعماقها من أمثال : بوشكين, ألكسندر بلوك والعديد غيرهم فلنقرأ معاً قصيدة كيمياء الحرية:
قفاز في يد عامل ..
محراث وفلاح
حمامة .. قنابل
في مخبر كيماوي تفاعلت
أعطت مواداً تسمى
الثورة ..
لكني ..
أخاف اصطلاح ..
كيماوي.

نلاحظ استخدام الشاعر تناقضات لغوية معنوية أي من حيث الدلالة – المعنى- مثلاً: استخدامه حمامة التي هي إشارة من إشارت السلام مقابل لفظة قنابل التي هي الأخرى إشارة للحرب والقصيدة المذكورة تبحث عن الحرية ولكن يستخدمها بشكل غير مباشر من خلال ذكره لكره كلمة كيماوي إشارة منه إلى "علي كيماوي" الذي كان قائداً لعملية قصف الأكراد في حلبجة فتخلصوا من الحرية الدنيوية واستبدلها بحرية هي أكثر رقياً ألا وهي الشهادة وتناول في العديد من قصائده الحرية وبين توقه أليها فرغم إن الإنسان في بلاده إلا أنه يعاني من قهر لأبسط حقوق الإنسانية وهي الحرية وهذا ما نكتشفه من خلال القراءة لجميع القصائد فهو دؤوب على إبراز مشكلة الحرية وإشكاليتها الشعرية ولكن بطريقة خيالية أقرب ما تكون إلى الدونكيشوتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-


.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص




.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟