الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مات صدام غدا !

علاء الزيدي

2004 / 9 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


صدام .. مات : كثر الحديث ، مؤخرا ، عن السجين صدام . فهو يعتني بحديقة نباتات صغيرة ملحقة بزنزانته ، بعد أن خرب الجنائن العراقية المعلقة ، في فضاءات الماضي والحاضر والمستقبل ، في غضون مدة لا تزيد عن خمس وثلاثين سنة عجاف . وهو يقرأ روايات تاريخية زوده بها الصليب الأحمر ، بعد أن تفوق ، بامتياز ، على كل الطغاة ، في صلب كل تواريخ العراق ، على بوابة العوجة . وهو يعتبر كل المعارضين السابقين ، شهداءً وأحياء ، مجرد خونة ، بعد أن خان حتى من خُدعوا به طويلا ، حينما حضهم على الموت من أجله ، فيما تكور في جحره مترقبا لحظة الاصطياد الذليل ، دونما حتى رفع إصبع اعتراض في وجوه صياديه .
كثر الحديث ، عن هادم اللذات ومفرق الجماعات العراقية ، وحتى العربية ، لكن أحدا لم يعلن موته المفاجىء ، الذي حدث غداً ، سوى صحفية بريطانية جريئة !
قبل يومين ، زار نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية العراقيان برهم صالح وفلاح النقيب ، السجين المذكور ، وأكدا بعد الزيارة أنه بصحة جيدة . لكن أحدهما ( النقيب ) نقل عن الآخر ( صالح ) قوله لصدام إن أيامه باتت معدودة .
بعد يوم من المقابلة ، ذكرت أنباء أن صحة صدام متردية .
الصحفية البريطانية " فِكي وِدز " كتبت تقول في " الديلي تلغراف " ، الثلاثاء ، 21 أيلول ( سبتمبر ) الجاري ، ص 20 :
الأخبار اللافتة للنظر ، الواردة من العراق ، تقول إن صدام يتمتع في زنزانة مكيفة ، في أحد قصوره السابقة . حيث يمضي أوقاته في العناية بالحديقة ، وقراءة الكتب حول التاريخ العربي ، وتناول وجبات الجيش الأميركي .
هو يطلب دائما الكعك الأميركي المعروف بالموفين ، وكذلك البسكويت والسيجار !
يقول رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي إن محاكمة صدام ربما سيكون أقصى موعد لها الشهر القادم ، إذ أن الأدلة ضده متراكمة ، وكذلك فقد أعيد العمل بعقوبة الإعدام في العراق .
أمممممم – تزمّ وِدز شفتيها بقوة على الطريقة الإنكليزية التقليدية قبل أن تواصل – قولوا عني أنني متشائمة !
لكنني ، ليست لدي ثقة بأن محاكمة ما ستجري لصدام أساساً . سيكون مفيدا جدا أن يموت قبل الانتخابات الأميركية ، ناهيك عن العراقية . لكنني – وِدز ولست أنا الزيدي – لا أعتقد أن علاوي ( وكذلك بوش وبلير ) سيستطيعون أن يتيحوا لمضاعفات مسرحية هزلية مثل المحاكمة الصورية أن تحدث !
لذلك لن أدهش – هي لن تدهش – عندما أسمع بأن صدام وجد ذات صباح ميتا في زنزانته بسبب تفشي السرطان في جسمه ، أو حدوث أزمة قلبية مفاجئة تجيء في وقتها المناسب .
وهو ما سيترجم سريعا في مصنع الشائعات العراقي ، إلى حقيقة تقول ، بأن الأمر لم يتعدَّ كعكة موفينية أميركية مسمومة !
لذلك فإنني – أنا الآن أنا وليست هي – أعرب عن مخاوفي من أن يخرج العراق والعراقيون ، كعادتهم ، من المولد بلا حمص ، في نهاية المطاف ، غير عارفين بحقيقة وتفاصيل ما جرى ، أساسا ، منذ عام 1963 وحتى اليوم !

رزق الهبل ع المجانين : هكذا يعيش كتاب الأعمدة في الإعلام الرسمي المصري ، وبعض الخاص ، براس قرائهم ، في بلادهم طبعا ، وإلا فأية قيمة ، في العالم العربي وخارجه ، للإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، بكل وسائطه .
ذهلت قبل أيام ، حينما سمعت وشاهدت قناة النيل للأخبار وهي تتحدث عن تحرك السيد مقتدى الصدر في العراق . قالت القناة إن النظام العراقي السابق " قتل والده السيد موسى الصدر في الشارع بداية الثمانينات عقب إصراره على إقامة صلاة الجمعة في مسجد النجف " !
هذه القصة الخبرية الطريفة ، أسوقها لمن ندّد من كتابنا الأفاضل ، بأراجيف جريدة الأهرام عن مكونات الشعب العراقي ، حينما زعمت أن هذا الشعب يتألف من العرب والشيعة والأكراد ، وأن العرب في العراق محاطون بأعداء من مثل الأكراد والشيعة والمعدان !
والمشكلة الأكبر أن دهاقنة الإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، معتادون على الكذب والتزوير والنفاق ، ولا يمكن اعتبارهم مجرد كتاب يستغفلون القارىء لكي يعتاشوا من ريع ما يسوقونه إليه من خزعبلات .
الأمثلة كثيرة ، فماذا أذكر وماذا أؤجل .
الكذاب الأشِر سمير رجب رئيس تحرير " الجمهورية " القاهرية مثلا . هاجم ذات يوم الحكومة العراقية المؤقتة التي شكلها مجلس الحكم السابق ، واصفا أعضاءها بأنهم .. وأنهم .. ثم عاد بعد عدة أشهر ، أي بعد أن أمرت أميركا حكومة مصر بأن تتعاون مع العراق الجديد ، إلى التعبير عن تضامنه مع الحكومة العراقية المؤقتة الحالية في حربها ضد مقتدى الصدر ، طالبا ممن وصفه بـ " زعيم الشيعة " أن يرعوي و لا يحرق البلاد في فتنة طائفية ! مع العلم بأن رئيس الحكومة العراقية وعدداً من أقطابها شيعة ، وقضية الفتنة الطائفية ليست مطروحة في سياق مقتدى الصدر أصلا !
وقبل رجب أو شعبان ، كان هناك العديد من الأمثلة على تهافت الإعلام المصري الرسمي ن وبعض الخاص ، وسذاجته ونفاق رجاله .
فذات يوم ، كما يقول الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه " ضحية يوليو – الوثائق الخاصة للرئيس محمد نجيب – دار الفرسان للنشر – القاهرة – يوليو ( تموز ) 2002 ص 69 – 70 – 71 ) افترى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل على الرئيس المصري الراحل محمد نجيب – بتوجيه من الرئيس الراحل عبد الناصر – مدعيا بالباطل في كتابه " عبد الناصر والعالم " أن نجيب أخذ من المخابرات الأميركية ثلاثة ملايين دولار ، وهي التي بنى بها برج القاهرة . وحينما رفع نجيب دعوى في القضاء ضد هيكل ، في تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1972 ، وأثبت فيها أنه كان معتقلا في المرج في وقت تقديم المبلغ الأميركي حسب زعم هيكل ، إعتذر الأخير في الأهرام علنا تلبية لرغبة نجيب تمهيدا للتنازل عن الدعوى القضائية ، وإن حاول الصحفي اللامع الذي تحلف قناة " الجزيرة " برأسه صباح مساء ، الالتفاف على الأمر في بيان اعتذاره مدعيا أن المبلغ الأميركي وضع تحت تصرف الحكومة الأميركية وليس الرئيس محمد نجيب !
أما المنافق بامتياز وتفوق ، وحيد القرن وأعجوبة الزمان ، مصطفى بكري ، مالىء الدنيا ضجيجا وعجيجا ورذاذا متطايرا ، فيقول عنه الكاتب الصحفي عبد الله إمام في كتابه " حياتي في الصحافة – دار الخيّال / القاهرة – لندن – الطبعة الأولى - سبتمبر ( ايلول ) 2000 – ص 229 ) : عندما اخترت مسؤولا لأحد أقسام جريدة العربي التابعة للحزب الناصري ، جاءني مصطفى بكري ، وقال إنه يعمل في الموساد ! ولقد عجبت بعد ذلك عندما جاءني لتسليم بعض الموضوعات ، وكان يجلس معي مصطفى بكري نفسه ، الذي احتضنه وصافحه بحرارة واشتياق غير عادي !
إن الإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، إعلام إثارات وضجيج وفقاعات ، وليس حقائق ، وأفضل تصوير له ما ذكره عبد الله إمام نفسه ( المصدر – ص 151 ) بخصوص حال الصحافة في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات :
" كان أنور السادات أكثر الناس حديثا عن حرية الصحافة وأكثر الناس غيظا من أي نقد يوجه إلى الحكومة معتبرا _ على حد تعبيره – المشاكل معروفة وبنحل فيها .. " ليه الإثارة بقى " ! كانت حرية الصحافة في ذلك العصر واسعة وبلا حدود في الهجوم على الماضي ، والتبشير برخاء المستقبل ، أما الحاضر فلا داعي للتعرض له " !!
وصحافة مصر وإعلامها الرسمي ، وبعض الخاص ، كذلك الآن أيضا . فهو يصب حممه على الماضي ، ويعد بمستقبل زاهر تصنعه الأشباح في مؤتمرات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، أو في أروقة البنك وصندوق النقد الدوليين ، لا فرق ، ويقفز من فوق عارضة الحاضر المصري المثير للشفقة ، متناولا أية قضية خارجية لا تخصه بالنقد والتحليل المبتسر ، أو القائم على قرائن إما مزعومة من أساسها ، أو غير كافية .
لكن هذا لا ينبغي أن يدفعنا ، ككُتاب عراقيين ينبغي أن نبني قناعات المتلقين ونغير مسار العقول نحو الأحسن ، إلى بيع الأخضر بسعر اليابس .
فثمة ، في مصر ، الكثير مما يمكن التعويل عليه ، لفهم قضية الشعب العراقي . وهنالك ، في الأرض الآمنة ، مما قد لا يحصى من الآراء العذبة – كمياه النيل – التي قيلت وتقال يوميا في حق العراق والعراقيين . إن من قبل رجل الشارع العادي ، أو من قبل الأقلام الطيبة .
راجعوا ، كحد أدنى ، أرشيف الكاتب الحر المغيَّب رضا هلال ( فكّ الله أسره ) لتقفوا على هذه الحقيقة ، ولا يغيبنّ عن بالكم ، أنه كان يشغل منصب نائب رئيس تحرير الأهرام ، هذه المنقودة ذاتها !
وقبل أن يرميني زميل ما بكوني " مصريَّ الهوى " ( وهو شرف أدّعيه و تهمة لا أردّها ) أشير إلى ما قيل ، في غابر الأزمان ،
: ألف صديق .. و لا عدو واحد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م