الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان

قاسم محمد يوسف

2011 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



تشهد الأيام والأسابيع القليلة المُقبلة تحركات ولقاءات سياسية مكثفة ضمن مشاورات حساسة حول المستجدات في المنطقة لا سيما الوضع اللبناني الذي يتصدر أولويات جدول الأعمال لدى العديد من الدول المعنية, ويأتي اللقاء المرتقب على أهميته بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما ليفتح الوضع اللبناني برمته على مرحلة مفصلية ودقيقة, وبالتالي فإن الزيارات المكوكية لبعض القيادات اللبنانية إلى باريس مطلع الأسبوع القادم يأتي في إطار التشاور حول مسودة مشروع فرنسي تمت بلورته مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية, هذه المسودة تنطوي على بنود متعددة تدخل ضمن الحل المتكامل الذي تطرحه دمشق تحت سقف الأدلة القاطعة والدامغة بعيداً عن ما يسمى المسعى السوري – السعودي من جهة, وعن الرفض الإيراني المطلق لمنطق المحكمة الدولية من جهة إخرى, وربما شكل اللقاء الأخير للعماد ميشال عون والرئيس نبيه بري مع الرئيس ساركوزي فرصة للترغيب بالمشروع المقترح تمهيداً لصفقة سورية مدروسة على قاعدة أنهما الرابح الأكبر وأن أي خسارة سياسية مفترضة لحزب الله ستذهب إليهما معاً.
القيادة السورية تملك هامشاً كبيراً من المناورة داخل الساحة اللبنانية إلا أن التواجد والحضور الفعّال في المعادلات الداخلية أو الخارجية يتم على حساب حلفاءها بشكل أساسي وبالتالي فإن عودة دمشق للعب دورها المؤثر في التوازنات الداخلية اللبنانية يصطدم مباشرة بالتعاظم الكبير للدور الإيراني الذي يلعبه حزب الله ضمن الوضع اللبناني, ولهذا فإن المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب يُشكلان تقاطعاً مهماً بين السياسة السورية الجديدة (القلقة من التنامي الكبير للدور الإيراني في المنطقة ومن تعاظم حزب الله) من جهة, وإرادة المجتمع الدولي (القلق أيضاً من ملف إيران النووي وسياساتها المتطرفة, وهذا ما يُفسر إلى حد بعيد إعادة تعين سفير لأمريكا في سوريا بعد قطيعة طويلة) من جهة أخرى, ما يُعيد إلى الأذهان فترة الصراع الدموي بين حركة أمل والوجود الفلسطيني في لبنان, فحينما لمست القيادة السورية تعاظماً في دورالحركة ضمن الطائفة والوطن قامت بدفعها إلى دخول نزاعات خاسرة أدت إلى ضعفها وتراجع دورها وموقعها على المستوى الشيعي والوطني.
المشروع السوري المقترح للحل في لبنان يدخل في إطار إعادة السيطرة السياسية الناعمة للقيادة السورية على الوضع اللبناني مقابل تحجيم حزب الله والحد من التعاظم الهائل للدور الإيراني في لبنان والمنطقة (شكلت العودة الأخيرة للسيد مقتدى الصدر إلى النجف الأشرف دليلاً إضافياً يؤكد دخول العراق برمته ضمن الفلك الإيراني) وبالتالي فإن صدور القرار الظني بشكل مباغت تزامناً مع إستمرار المسعى السوري – السعودي القائم, ودخول الجيش اللبناني بشكل عملي لضبط الأمن والإستقرار بدعم مطلق من المؤسسات الشرعية اللبنانية والدولية سيشكلان مأزقاً كبيراً يحد من هامش الحركة العملية لحزب الله, يدعمه قرارٌ سياسي سوري لحلفاءها في لبنان بغية الإنكفاء عن المشاركة في أي تحرك عسكري أو أمني قد يُقدم عليه الحزب, وإعادة إحياء الورقة الفلسطينية عبر المظاهر المسلحة خارج المخيمات وداخلها لخلق توزان رعب ضمن المعادلة العسكرية (المستعصية على الجيش اللبناني) لصد أي تحرك عسكري مُفترض لحزب الله.
التصريح الأخير للرئيس الحريري في صحيفة الحياة يضع حداً لتفكير البعض في إمكانية قيامه بنسف المحكمة الدولية أو تفريغها من مضمونها, فعلى إعتبار أن المسعى السوري السعودي قد أنجز الإتفاق قبل مرض العاهل السعودي فلماذا لم يُطبق؟ وما هي بنوده؟ ولماذا يستمر المسعى رغم الإتفاق؟ ... جاء التصريح ليؤكد أن المسعى قائم بالفعل وأن الهدف منه لا يتجاوز (في شكله ومضمونه) تهدئة الأوضاع المحمومة في لبنان تمهيداً لصدور القرار الإتهامي المرتقب وبالتالي فإن المشهد اللبناني سيُفتح في الأيام والأسابيع القليلة المُقبلة على مرحلة جديدة من التطورات المتسارعة التي قد تحمل في ثناياها بعض الرسائل الدموية لمن يهمهم الأمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
سيلوس العراقي ( 2011 / 1 / 9 - 18:04 )
السيد قاسم، تحية، تحليل جيد للوضع في لبنان، ولكن فيه مبالغة من حيث تخوف سوري من ازدياد نفوذ وتعاظم لحزب الله على حساب سوريا في لبنان، خاصة ان سوريا هي المنفذ الرئيسي لتزود حزب الله بالسلاح، وثانيا ماذا إن ظهرت اسماء لسوريين من النطام او مقربين من الرئيس السوري من ضمن الاسماء التي سيتهمها القرار الضني باغتيال رفيق الحريري؟ خاصة ان كانت مدعومة بادلة دامغ. مغ احتراماتي

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -