الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبيسة الجدران

هناء شوقي

2011 / 1 / 9
الادب والفن


في ليلٍ ملدهمٍ كنتُ ووحدتي فاترين الالتصاق، من حولي ضجيج لا ينتمي لعزلتي، أحدّقُ بالأشياء من حولي في صمت خبيثٍ، دائرة الشك تتسع بؤرتها، وفجوة في الذاكرة تَضيّقُ حيث يذوب الموج ويفيض السيل في ذاكرتي المتعبة.
للتعب انتهاكات غير مشروعة، تُريق دم الحماسة وتخلخل عظام النهضة، فيربك خيل الصمود على رمل صحراء جرداء، سماؤه شمس حارقة تذيب
عرق التفكير، وأرضه حوامات موتٍ لا تبقي منه سوى أذرع تستنجد البقاء. من يبكي البقاء تخنّث.
غط ّ الفكر في نوم عميق، حار الجسد في تقلباته، إلى أن ذاب الليل في صحوة النهار، طَفَرت من العين دمعة أطفأت حريق النسيان، أخرجت من الباطن مكامن صدأت، لامَسَت الهواء وأتاحت للسبيل انتظام. غدا اللقاء بيننا ربيع الطقس تشريني المزاج، للعشق دهاليزه! أينما بلغ يبقى محصنًا
وكيفما لكزه الصقيع يتستر في حضن دافئ. كانت رؤيا في كأس طافح، حلّق بي في ملكوت الكون، هبط على أرضي، استوطن إلى حين. ما نسيت الخوف الذي تلبسني حينها، كم خيطًا نسجت لأرتق فتوق أرضي، وأستر تضاريس ملامحي الهائمة في ملامح ذاك الحليم.إزدهر المكان بعمقي، بقي حبيسًا في قلب حبيسة طوتهم السنون.
تكدّس اللقاء بعد أن أورق مرة، مرّ الزمن والحبيس في غفلة عن الحبيسة، عبئ الغبار أروقته إلى أن سقطت الحبيسة صدفة أرضه، نفضت الغبار عن رفوفه المكدسة فأزهر. ضاق صدره ذرعا ً وما أحتمل معلنًا يباس عروقه
وجفاف أطراف رجولته. قمت كالملسوعةِ لأدس نفسي تحت سقف غربتي
وأدخل حوار عقيم: هبة الحب أن نباركه حين يئن وأن نصخب حين يفيض؟
أم المكتوم في الحب مقبول ما دام مكتومًا؟ أم أن الحب لن يكبر يومًا؟


ما دمتِ حبيسة الجدران كوني كما تشائين، فليكن الحبيس ما شاء.
هاجت خواطره ورجوني أن أغفو ليمسد شعري فيداعب الطفلة بداخلي لأفيق على امرأة أبت أن تكبر يومًا. صانع النساء هذا تجتاحه امرأة حبيسة،
توقظه على جمر القُبل، وتلهب سيره، وجموح اللحظ تجدد شهوة تعرّق بها وأحبها. كل هذا فصلٌ من فصول الصوت الذي تصلّب بشرايين رغبته ليصبح المُطالب مطلوبًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سرد يؤسس لسؤال السقوط
محمد بقوح ( 2011 / 1 / 10 - 03:23 )
نص يحاول أن يخرج من دائرة موصدة ، ليؤسس كتابة شبيهة بمناجاة ما لم يتحقق في واقع السارد . نص جميل ب( مويجات ) طرحه لأسئلة الحلم التي غالبا ما تصطدم بصلابة و ممانعة الواقع الملموس للإنسان المتفرد و الإشكالي .الموجود هنا في النص هو العزلة لكن المغتصب هو الحلم.. الحلم بالتوازن و القيم الإيجابية في الحياة و المجتمع
مودتي

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب