الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
حسين القطبي
2011 / 1 / 10اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الفقر في البلدان النامية يمس كرامة الرجل مباشرة، وينتقص من رجولته، اذ يحس رب العائلة الفقيرة بدونية عندما يرى نفسه عاجزا عن توفير مستلزمات الحياة السوية لصغارة اسوة باطفال الاغنياء.
وعندما يكون الفقر حالة غالبة في المجتمع تزداد حالات العنف الاسري وعمالة الصغار وقد تتفشى ظواهر الشذوذ الاخلاقي على شكل مهن في السر والعلن، وذلك ما نراه ينخر في اغلب المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية في بلدان العالم النامي.
وبلدان الشرق الاوسط ليست بمعزل عن العالم، وهي تعاني من نتائج الفقر مثل بقية البلدان، الا ان الانشغال بالصراعات الطائفية والعرقية، وتدني مستوى التعليم يزرقها بابر مخدرة على الدوام لكي تبدو وكأنها نائمة.
ولعب الدين السياسي – التدين المغالى فيه –، مثله مثل التطرف القومي، دورا غير حميد في حرف اولويات المواطن المغبون، من الدفاع عن حقه واسترداد كرامته ورجولته المهدورة، الى الابتهاج باداء الطقوس الدينية – وكل طائفة بما لديها فرحة- بشكل يأخذ طابع الهياج والحماس اكثر منه متعقلا ومنطقيا.
وهكذا فقد قدم تنظيم القاعدة ومشتقاته الاقليمية خدمات جمة للطبقات والحكومات شبه الديمقراطية، او الديمقراطية العسكرية، في شمال افريقيا خصوصا، عن طريق استيعات النقمة الجماهيرة وحرفها باتجاه الجهاد خارج الحدود وتصوير المدنيين في الغرب وكانهم الاعداء وجعلتهم اهدافا عسكرية، بدلا من طبقة الاثرياء المترفة التي تبتز حقوق هذه الناس.
الا ان تراخي قبضة الاسلام السياسي، وتراجع شعبية التنظيمات الارهابية الدينية المتطرفة قد سمح للشعوب بالتنفس والتفكير بوعي، فاخذت تظهر الاحتجاجات المنظمة، وتطورت الى مظاهرات شجاعة في الاسابيع الاخيرة.
سقط في الجزائر شهيدان الى الان وفي تونس اربعة، فضلا عن اعداد من الجرحى، وكلهم استشهدوا في مواجهات غير متكافئة، شباب عزل تتظاهر بالهتافات، وقوات امن مدججة باخر تقنيات القمع المسلح.
وحكومات الجوار، وكل الشرق الاوسط، ليست بمأمن من انتفاضات مشابهة، فاذا استطاعت القطط السمان في مصر من الاستمرار بسبب اشغال الفقراء باحداث طائفية بين المسلمين والمسيحيين، منذ ثمانينيات القرن الماضي، فابداع الانسان المصري لا ينضب، واقلام المثقفين مازالت تطاردهم، وهنا ارفق قصيدة للشاعر احمد فؤاد نجم.
http://www.youtube.com/watch?v=jGJ1nlJyFtM&feature=player_embedded
واذ استطاعت طبقة البيروقراطيين الجدد في العراق من تدوير المواطن في دوامة تنافسها الطائفي، الشيعي السني، ومتابعة اخر اخبار التقاتل على المناصب، فهنالك الملايين التي تعاني شظف العيش، وهل ليست اقل ابداعا من ابناء النيل.
ان حاجة الانسان الفقير للحياة، وكرامة الرجل الذي لا يستطيع تامين حياة كريمة لاطفاله، اسوة بابناء الاغنياء، تظل تطارد هذه القطط المتخمة، مهما تسترت برداء الدين او القومية، او حتى شعارات الوطنية الزائفة.
وما يحدث اليوم في تونس والجزائر سيقع في كل الدول التي لا تراعي كرامة المجتمعات، وتبتز ثرواتها، وسيتغلب الوعي، بسبب الحاجة، ومع الزمن، على كل الشعارات والاسلحة الفكرية، الدينية والقومية والوطنية، التي تستخدمها هذه الكروش الشرهة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز