الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة بلا امرأة.. حكومة ناقصة

سميرة حسين جاف

2011 / 1 / 10
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أهي تخوف من المرأة ، أم انها تهميش لارادة أبت الا أن تبخس التحجيم لدورها في نيل مناصب ثبت في عمق البنود الدستورية لدولة أغدقت باللاوعي السياسي لتعتم على نصفها الأكفأ لادارتها؟!
كنا على يقين بأن الأحداث تستنبط من خلفها تحولاتا سلبية غير مشروعة وغير مرضية لمكانة المرأة المكافحة حينا والمعنفة حينا آخر وفي كل الأوجه لدولة تندد وتستنكر نصفها التي هي أم الحياة، دولة تسير بعكس التيار رافعة شعار الديمقراطية الزائفة بعيدة كل البعد عن العمل في ظل النظام التكنوقراطي تحوك في الظلام خطوات التقيد ومحاور العنف عليها..سلطة تتردد في قراراتها وتدوس على بنودها الدستورية بنفسها تجاه تلك النسبة ولو كانت مجحفة جدا بحق نسائها كيف لها أن تقدر من قبل الدول الجوار وتمنع تدخلهم لشؤنها؟! التراوح الى الخلف مع عد الدقائق لأعلان الحكومة الجديدة الخالية كل الخلو من أية حقائب وزارية للمرأة لم يكن بالمفاجأة المدهشة الذي كنا ننتظره، بل كان متوقعا لحكومة تمخضت في غضون سبعة أشهر لولادة عسيرة بعسر خلوها من المرأة، لأجل هذا ماعلينا سوى أن نعارض وندعي على هذه الحكومة بالحكومة الناقصة المتربة والحكومة المشلولة لانهم شلوا نصفها المتمثلة بالمرأة. وهذه ماهي الا محاولات الترقيع أمام الرأي العام، لأن الكتل السياسية الذين وقعوا على الدستور العراقي يؤكدون في كل تصريح لهم بالألتزام ببنوده وفقراته نراه اليوم مجرد مسودة مهملة على الرف متناسين مبدأ المساواة وفق مادة 49 لمنح النساء حصتهن( الكوتا) بحيث تحصل على نسبة 25% من تواجدها الفعلي في مجلس النواب العراقي ومشاركتها على أرض الواقع في الحكومة بما يتناسب و هذه النسبة. هنا أتسآل .. أين يكمن الديمقراطية كمفهوم وتطبيق في منابر السياسية للحكومة الجديدة؟! واين المنطقية فيما أعلنتها سوزان رايس المندوبة الأمريكية للأمم المتحدة، وهي المرأة ! عندما صرحت بأن المجتمع الدولي يعترف بأن العراق أحرز تقدما حقيقيا !! ناكرة بأنها أحد الدول القرابة مائتين المصدقة على معاهدة سيداو التي تستنكر كل اشكال التمييز ضد المرأة، أقول فعلا انه تقدم حقيقي لمجتمع شرقي ذكوري يدوس على بنود دستوره أمام الرأي الدولي العام، معلنة بأن نساؤهم غير كفؤات( كما أدعى المالكي) لتقلد أية مناصب أو كنائبة لرئيس الوزراء و نائبة لرئيس الدولة !! وسط هذا التزاحم السياسي على المناصب نتسآل لماذا أبعدت المرأة ؟! أهي العقل الذكوري الذي يتحكم فيه ويحركه الاسلام السياسي الذي يهدف الى اجتثاث وجود المرأة.. أم انها المصالح التي باتت تخزي دولة أغدقت وتلونت أعمالها بالفساد ؟! حكومة لم تأت بأي استحداث ولا مستجدات سواء على صعيد تهدئة أقطابها السياسية أم على مستوى عدم تمكينها للمرأة لاستلام حقائب وزارية مع سبق الاصرار على التمييز ضدها !! كان الأجدر للكتل السياسية العراقية أن يلتفتوا للمرأة ويحترموا قراراتهم ودستورهم الذي وضعوها بأنفسهم لتشارك في هذه التشكيلة لا كصديقة ولا كعدوة وانما لصالح الدولة المنهكة بالتراخي الاداري و ليوثقوا به صدقهم واحترامهم لقوانين دولتهم ويحسنوا من صورتهم أمام الرأي العام في ضوء ماقاله ونستن تشرشل عندما علق قائلا( في السياسة لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، انما هناك مصالح دائمة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال


.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا




.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة