الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم العالي على مفترق طرق ... اما الاصلاح او الخراب

عبد الجبار منديل

2011 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تستعد فيه حكومة جديدة لممارسة مهامها وقدوم وزراء جدد لاستلام وزاراتهم ومنها وزارة التعليم العالي ... تعلن الدولة عن انها تتفهم اسباب تزوير الشهادات وتتعاطف مع المزورين .واعلانها هذا يقترب من انه يشرعن التزوير او يوافق عليه ويباركه او على الاقل يغض النظر عنه باعتباره عملا اضطراريا .



كان التزوير في عراق الخمسينات والستينات عملا غريبا وغير معروف ولا مالوف اطلاقا . كنا نسمع مثلا ان ثمة بعض المعاهد في لبنان تمنح شهادات ثانوية غير معترف بها او مؤسسات جامعية بالمراسلة تمنح شهادات مقابل اجور او ان جهات في مصر تزورشهادات او ان بعض الجامعات الامريكية تمنح شهادات غير معترف بها ..الخ ولكن لم يحدث قط ان تم تزوير شهادات في العراق .



ابتداء من التسعينات بدأنا نسمع عن مريدي وسوق مريدي وتزوير الشهادات . وكان ذلك في البداية بسبب عدم موافقة النظام على منح الوثائق الدراسية للطلبة او للخريجين الذين يسافرون للخارج لغرض الدراسة او لغرض العمل . بعد عام 2003 انفتح الباب على مصراعيه وبات سوق مريدي مؤسسة راسخة الاركان ولاسيما بعد ان اخذ يتعامل معه بعض المسؤولين في الدولة وبعض الاسماء السياسية . فالوزير فلان الفلاني يحمل شهادة مزوره والوزير الاخر حصل على دكتوراه عن طريق الانترنيت والوزير الثالث حصل على اللقب العلمي عن طريق جامعة مفتوحة والمسؤول الرابع حصل عليها عن طريق جامعة حرة . وهكذا اصبح لسوق مريدي ومراكز الشهادات المزورة ممثلين في السلطة لذلك فقد اصبح يحسب لها حساب واصبحت تتمتع بما يشبه الحماية



التعليم العالي في العراق لسوء الحظ لم يكن في اي وقت موضع عناية الدولة . فمنذ تاسيس اول وزارة للتعليم العالي في بداية السبعينيات واستيزار سعاد البستاني ثم استيزار هشام الشاوي وهي فترة قصيرة مضطربة كان حزب البعث يعد التعليم العالي الحصان الجامح الذي يجب ترويضه او الطير الذي يغرد خارج السرب البعثي والذي يجب تدجينه لذلك التفت حزب البعث بجدية للتعليم العالي وكان الهدف الاتيان بوزراء لمعاقبة التعليم العالي وليس قيادته او الارتقاء به . وكانت سلسلة من الوزراء بدءا من غانم عبد الحليل الذي بدا نجمه يصعد كمدير لمكتب صدام ثم جاسم الركابي وعبد الرزاق الهاشمي وغيرهم .



وكان صدام يصف الجامعات بانها كورة زنابير يجب اخضاعها . وهكذا تمت معاقبة الجامعات عن طريق وزراء بعثيين كان منهم سمير الشيخلي . وكان تعيينه لهذا الغرض بالضبط ولاسيما بعد ان نجح في قيادة الكناسين في امانة العاصمة لذلك فقد تم اختياره اولا لوزارة الصحة لتاديب الاطباء الذين كانوا خارج بيت الطاعة البعثي ثم للتعليم العالي لتاديب الاساتذة في الجامعات .



بعد عام 2003 تعرض التعليم العالي لكارثة اضافية عما كان عليه في زمن النظام السابق . فخلال سنوات قليلة بدا المستوى العلمي للجامعات يهبط بشكل خطير بسبب التدخلات السياسية والحزبية . واصبحت الساحة تعج باسماء ومسميات جامعية اهلية وخاصة كاذبة ومضللة تمنح الشهادات بدون ضوابط علمية وهذه قضية قد تجعل الشهادات العراقية موضع سخرية في المنطقة والعالم .



الوزارة الجديدة والوزير الجديد امامهم مهمة خطيرة ذات مسؤولية وطنية كبرى . لا نعرف التاريخ الجامعي للسيد علي الاديب الذي تم تعيينه وزيرا للتعليم العالي ولا طبيعة خبراته وشهاداته ولكن نود ان تكون متفائلين وان يكون الوزير الجديد عند مستوى المسؤولية الوطنية وان يسعى الى ترصين التعليم العالي الجامعي واقالته من عثرته ووقف الانحدار الذي يسير فيه والا فليس امامنا الا الخراب و الفوضى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -