الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رصاص للتشييع!!

سعد تركي

2011 / 1 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


لا نظن أن الإرهابيين والقتلة عباقرة يمتلكون ذكاءً خارقا، مثلما لا نعتقد أن الأجهزة الأمنية عاطلة عن الذكاء والموهبة والعدة والعدد. الإرهابيون ـ كما يتضح لأي مراقب ـ يبتدعون أسلوبا يكررونه لأشهر، وربما لسنوات، وينجحون فيه غالباً، ولسبب ما ـ نعجز عن تفسيره ـ ينتقلون إلى أسلوب آخر يتكرر لفترة طويلة. ولسبب ما ـ نعجز أيضاً عن تفسيره ـ لا تتمكن الأجهزة الأمنية ـ التي تتسع وتتضخم وتزداد خبرة وحنكة بالضرورة يوماً إثر يوم ـ من الإمساك بالمبادرة ولجم أو منع حصول فصل إرهابي إلّا نادراًَ أو صدفة.
منذ أشهر عدة، خفّ دوي السيارات المفخخة، وقلّ ضحايا الأحزمة والعبوات الناسفة، وارتفع همس كواتم الصوت. لم يعد موتنا وموت أحبتنا مدوّيا يسيل لعاب الفضائيات، التي تتنفس التذاذاً ـ ملء رئتيها ـ رائحة الدم ودخان الحرائق والأجساد المتطايرة جماعياً. إنما صار فردياً يثير القلق والرعب والألم بصورة أشد قسوة، فمثلما لا يشفي جوع الفضائيات للدم والتشفي لا يكون مدعاة للتعاطف والمواساة او حتى بيان شجب وتنديد واستنكار، او وعد ـ لا يتحقق غالباً ـ بالاقتصاص من الجناة.
منذ أشهر عدة، يحصد فحيح الكواتم الضحايا منتقلا من ضحية إلى أخرى، وعلى الرغم من كل الدوريات والسيطرات الأمنية "يفرّ" الجناة المجهولون إلى جهة ستبقى في خاطر الغيب!
غير بعيد عن السيطرات الأمنية، المنتشرة في كل شوارع العاصمة، تُشهر الكواتم وتقتنص ـ بصمت ـ ضحاياها من دون ردة فعل، باستثناء رصاصات في الهواء يطلقها رجال الأمن، في عاصمة أدمنت شوارعها مواكب موت ولعلعة رصاص لم يعد له من هدف سوى الإعلان عن موت آخر، في حين يسلب رصاص صامت الأرواح، ويفضح عُرينا وانكشافنا أمام آلة قتل بحجم قبضة يد، تنجح دوماً في مراوغة أجهزة السونار التي لاتكتشف إلا قناني العطور وعبوات الزاهي وحشوات الأسنان وحبوب منع الحمل!
غير بعيد عن السيطرات الأمنية نسقط واحداً تلو الآخر، ويقف رجل الأمن مشغولاً بهاتفه النقال متأبطاً بندقية تخصص رصاصها بتشييع الرفاق!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع