الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطابين مقتدى الصدر ونوري المالكي

عبدالصمد السويلم

2011 / 1 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في تاريخ 8 كانون الثاني 2011 القى كل من السيد مقتدى الصدر ونوري المالكي كلمتين منفصلتين تحدثا فيهما عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة-القديمة ورغم التغاير في الالفاظ والرؤى السياسية لكل منهما الا ان مؤدى كلا الخطابين يصب في نتائج واحدة فضلا عن اشتراكهما في موقف واحد في التعامل مع الشعب العراقي ومن معارضي ومنتقدي العملية السياسية المشوهة من ابناء الشعب العراقي.
فمثلا نحن نلاحظ بان السيد مقتدى الصدر في كلمته قد طالب بخروج الاحتلال واستمرار المقاومة ووحدة وتاخي ابناء الشعب العراقي وهو موقف مبدئي ثابت لاغبار عليه الا ان مطالبته بنسيان الماضي ومطالبته الحكومة العراقية بتنفيذ وعودها باعادة الخدمات الاساسية ومطالبته الشعب العراقي بافساح الطريق امام الحكومة العراقية امر فيه نقاش حيث يلاحظ عليه ما يلي:.
1-ما معنى مطالبته للشعب العراقي بافساح الطريق للحكومة العراقية هل هو الصبر عليها وعدم الضغط واعطائها الوقت الكافي لانجاز مهامها الوطنية؟ وهل يملك الشعب خيار مع حكوماتهم المتتالية الا الصبر وهل نفع صبر العراقيين مع حكوماتهم في تحقيق مطالبهم؟وهل مدة 8 سنوات مدة ليست بكافية لحكومات العراق المحتل حتى تقوم بمهام اعادة الخدمات؟ ومتى كان الشعب العراقي يقف عائقا امام انجاز حكومته لمهامها؟
2-ان افترضنا بان مطالبة السيد مقتدى الصدر بافساح الطريق امام الحكومة العراقية هو خطاب للقوى السياسية العراقية لا للشعب العاجز المسكين فهو قول ليس في محله لان معناه مطالبة من هو في الحكومة ان لا يعيق عمل الحكومة وذلك لعدم وجود أي معارضة للحكومة داخل البرلمان منذ سقوط بغداد لحد الان ولا يلتفت الى الابتزاز السياسي والضجيج الاعلامي ضد الحكومة من قبل بعض القوى والشخصيات الحكومية الذي يعد في اغلبه محض تهريج.
3-مطالبته بالمصالحة الوطنية ونسيان الماضي ولكن مع من ؟ هل هي مع مجرمي البعث والقاعدة الذين لم يقوموا بالبراءة من جرائمهم ولم يعترفوا باخطائهم ولم يعتذروا الى الشعب العراقي من اجل فتح صفحة جديدة ولم يقدموا أي ضمانات بعدم تامرهم المستمر حاليا من اجل اعادة ديكتاتورية للانفراد بالسلطة وقمع الحريات وانتهاك حقوق الانسان وممارسة التعذيب والارهاب بشتى صنوفه ضد ابناء الشعب العراقي.
4-هناك تلميح من السيد مقتدى الصدر بتصحيح مسار الحكومة المنحرفة ان انحرفت بوسائل سياسية سلمية لم يفصح عنها؟ولكن ما هي الوسائل ضجيج اعلامي للتباكي على البؤساء من ابناء الشعب؟مظاهرات محدودة لن تقض مضجع الحكومة؟انقلاب ام عصيان مدني ام سحب ثقة من الحكومة وهي امور يعجز عنها ولايريدها سياسيو التيار من المنتفعين لاسباب تتعلق بمصالحهم الشخصية ام اخراج وزرائه كما حدث في المرة السابقة ام خروج من العملية السياسية التي يعتبر من خرج منها ولم يقبلها ارهابيا خائنا ام ماذا لاارى ذلك سوى قلقلة لسان ليس الا ؟!
5-اشار الى المقاومة السلمية ولكن كيف يمكن ان يكون الدخول في الوزارات مقاومة تعمل على تحرير العراق من الاحتلال العسكري؟!!!!!!!!
اما بالنسبة الى كلمة المالكي في عيد الشرطة وتصريحات المالكي مع علاوي والجعفري حول مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فهي قد اكدت على رفض تام لاي انتقاد او ادعاء بتهميش أي فئة والدعوة الى القضاء على أي شكل من اشكال العنف وتوحيد الخطاب السياسي والتحرك السياسي وهو دل على مايلي:.
1-تهميش للشعب العراقي واستبعاد لاي شخصية وقوة سياسية غير داخلة في البرلمان والحكومة .
2-التعامل بفوقية ليس مع الشعب العراقي ومؤسسات المجتمع المدني وقواه الثقافية والنقابية وشرائحه الاجتماعية من فئات الطلبة والأساتذة والعمال والكسبة والفلاحين والاقليات الاثنية فحسب بل وكذلك التعامل الفوقاني مع اعضاء كتلهم في الحكومة والبرلمان حيث لا يوجد أي شخصية مستقلة في الارادة والقرار في البرلمان لها حق ان تعارض راي رئيس الكتلة او تنافس قوته السياسية فانحصر البرلمان في شخصيات رئيسية لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة في التلاعب بمصير البلاد والعباد.
3-هناك تلميح للمالكي في كلمته برفض أي انتقاد لحكومته واعتبار أي معارض لها خائن واعتبار أي نحو من انحاء المقاومة ضد الاحتلال اخلال بالامن الوطني وارهاب تعمل الحكومة من اجل القضاء عليه وهل هي الا عودة للديكتاتورية المقيتة في رفض للاخر المغاير بل وعدم انصاف وتمييز وظلم محض في عدم تفريق واضح ومتعمد بين المقاومة الشريفة للاحتلال وارهاب القاعدة والبعث. وملخص قولهم هو ان لسان حالهم يقول بالنسبة الى السيد مقتدى الصدر:.افسحوا الطريق لحكومة الحريق
اما بالنسبة الى نوري المالكي :. ان كل من يعارض الحكومة ارهابي خائن ولكن القاسم المشترك بين الرجلين هو الصمت المطكبق عن الفساد الاداري لسلطة حصتها القانونية المالية من الميزانية العامة للدولة العراقية21% فقط لاغير كما ان القاسم المشترك الاخر هو مطالبتهم الشعب العراقي باتلخضوع والخنوع والطاعة العمياء وعدم الانتقاد او ابداء الراي وحتى التفكير الحر المستقل عن هؤلاء الساسة بدعوى (لاتقولوا قولا ولا تفعلوا فعلا الا بالعودة الى الحوزة العلمية الشريفة) لدى مقتدى الصدر والمعلوم حوزويا ان مفهوم الحوزة ينطبق على علماء الحوزة فقط وهو لاينطبق على السيد مقتدى الصدر او اعتمادا على التاريخ النضالي والخبرة السياسية للمالكي والدعوة في فشلهم خلال اكثر من 35 سنة في اسقاط نظام صدام وعلى أي حال الزمان كفيل بكشف الحقائق وان غدا لناظره قريب ولا عزاء لمن قتل عقله وجعله حجرا والعقل نبي باطن وبه يعبد الرحمن والذين يصفون مخالفيهم بالمرتدين ولا عزاء للشعب العراقي المسكين كله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل