الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يتوقف ختان المرأة في بلداننا ؟!

خالدة خليل

2011 / 1 / 11
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


تنتمي ظاهرة ختان البنات بكل موروثها البالي الى حوالي 4000 سنة في وقت كان البشر يشترى ويباع عبيدا واماء وهي عادة ترتبط بموروثات ما قبل الرسائل السماوية.
الا ان كل ما هو غير متناسب مع حقوق الانسان فانه بالنتيجة لا يتناسب مع العصر. فعصرنا الحالي الذي يتميز بنهضته العلمية ونهضة التقانة فيه والتي نقلت الإنسان نقلة نوعية من حضيض الأرض إلى ذرى السماء وصولا الى اكتشاف مجرات جديدة حري به أن يكون إنسانه في كل مكان مترفعا عن أي ممارسة تنتمي لعالم الغاب البدائي، والتي ما تزال تسود للأسف في مجتمعاتنا.
ختان البنات هو وأد من نوع اخر، وإلا ماذا يسمى تجريد فتاة من شيء طبيعي فيها ليقلص من حظها في التفاعل العاطفي، سيما وأن الجزء الذي يقتطع منها هو باعتراف علماء وفقهاء مركز اللذة لديها ومع ذلك يقتطعه المتخلفون منها دون الاخذ بنظر الاعتبار انسانية المرأة في حقها بجسدها، على اعتبار ان هذا الجزء مثل صاحبته انما هو ملكية للرجل يتحكم به كما يهوى بهدف السيطرة عليها على حد زعم القائلين بجوازه وهي بالنتيجة ترث هي بدل جموحها المزعوم الاما وعذابات تلازمها طيلة حياتها لما لهذا الاجراء الجزافي من اثار سلبية على طبيعتها فيصيبها مثلا بعسر في الولادة او الام اثناء فترة الحيض، هذا ان لم تفقد فيه حياتها تماما اثناء إجراء الختان وما يصاحبه من نزف والتهابات قد تستفحل فتودي بها الى الهلاك.
في حين نجد في مستشفى القديس بطرس في بروكسل على سبيل المثال لا الحصر اجراء عمليات ترميم الاعضاء التي تعرضت الى القطع، من أجل ترميم صاحبتها نفسيا وعاطفيا، وهذا هو الدكتور ميشائيل دوخليدر يؤكد ان بلده غير معفى من مسؤولية وضع حد لمثل هذه الظاهرة غير الانسانية والتي تحرم المرأة من ممارسة حقها الطبيعي في الحياة والانجاب الطبيعي لما يجري من تشويه اثناء قيام قابلات غير مرخصات طبيا بهذه العملية مما يعكس اثارا كبيرة على المرأة، ويضيف أنه من جراء هذه العملية المقيتة لا تفقد فيه المرأة لذتها اثناء الجماع فحسب بل يصاحب ذلك عسر الولادة واحتباس البول، فضلا عن الاثر النفسي الذي تتركه الندبة لديها، اذ ان اكثر اللواتي يزرن هذا المركز هن ممن يشعرن بالامتهان و يردن إجراء عمليات تعيدهن إلى فطرتهن شأنهن في ذلك شأن الفتيات الطبيعيات. وهذا ما تؤكده ايضا الدكتورة نيكولين فوس من مستشفى امستردام حيث ان ما تتعرض له الفتيات انما يعد من الموروثات البالية التي وجب على المجتمع الدولي برمته مناهضتها.
وهنا لابد من القول ان سبب بقاء هذا الموروث الخاطئ يعود إلى تفشي افكار خاطئة عن فوائد الختان ! فالمرأة المختونة في نظر البعض تكون اكثر وفاء لزوجها !!! ولم لا؟ خاصة اذا كان هذا الامرلايؤذي الرجل بل يضمن وفاء زوجته الكامل ؟!!
وبالرغم من ان القانون الدولي يحظر هذا النوع من الممارسات البغيضة التي تقع على جسد المرأة الا ان الغريب انه بدأ ينتشر انتشارا واسعا وخاصة في اوربا بسبب نزوح المهاجرين الافريقيين الذين تعد عندهم هذه العادة متأصلة وصميمية وهذا مادعا الكثير من منظمات حقوق الانسان في اوربا الى اتخاذ الإجراءات الممكنة للحد منها او تقليص مساحتها كاضعف الايمان . ولكن القوانين وحدها لا يمكن أن تكون ناجعة وفاعلة في غياب دعم حكومي وهذا ما دعا البرلمانية البريطانية مكافيرتي للقول بان مقاومة هذه الظاهرة ليس تدخلا في شؤون الافراد الذين اعتادوا على مثل هذه الموروثات وانما هو من الثقافات الخاطئة وان الثقافة لا تكون مقدسة عندما تتعارض مع حقوق الانسان وهذا النوع من الممارسة انما هو اعتداء صارخ على انسانية المرأة .
واذا كان لهذه الظاهرة ما يبررها في أفريقيا كونها ترتبط بالمناخ الخاص الذي يسود القارة الذي يكون له أثر كبير في نمو هذا الجزء أكثر مما هو طبيعي وبالتالي يكون في اقتطاع الزيادة غير الطبيعية منه علاجا، فإن ما يثير استغرابنا هو اعتماد هذا المنهج نفسه في كردستان العراق الذي يسوده مناخ بارد قار ومع ذلك لا تعده الحكومة هناك ظاهرة خطيرة!! على أن الاحصاءات التي قامت بها منظمة (وادي ) الالمانية تؤكد وجود نسب مروعة من اعداد الفتيات المختونات في مدارس محافظات السليمانية واربيل وكركوك، وانا أتساءل بدوري الا يكفي المرأة ما تعانيه من ظلم ليزيدوها ظلما بهذا الختان المنسوخ؟
و المحزن في الامر ان الامهات اللواتي جرى عليهن الختان وذقن نتائجه المؤلمة نفسيا وجسديا يقفن صامتات وهن يرين بناتهن ينزلقن الى نفس المصير !! ترى كيف يمكن بعد ذلك التصدي لهذه الظاهرة وهي توغل عميقا في الأدمغة المتخلفة ؟
واذا كانت الأديان لا تنطوي على تعاليم توجب أو تبيح التمسك بهذه العادة، فإن على الانسان الواعي اليوم أن لا يقف مكتوفا أمامها بل سيتوجب عليه تثقيف المجتمعات وإبطال مفعول المسوغات التي يطرحها مروجوها سواء أكان ذلك باسم الدين أو العرف أو التقليد.
إن على رجال الدين مسؤولية أكبر كمسؤوليتهم في حال انتشار وأد البنات الجاهلي، وهم اليوم أمام مسؤولية إشاعة الفكر الذي يحرم ويجرّم هذا الاتجاه.
أخيرا أختم بالقول كم أتمنى أن تتبع مجتمعاتنا الاجراء الذي اتخذته فرنسا في متابعة الفتيات في المدارس للحد من هذه الظاهرة، فهذا إجراء له في رأيي المتواضع نتائج ايجابية، منها انقاذ ما قد تتعرض له الفتيات مستقبلا من هذا العنف المدمر لانسانية المرأة قبل جسدها .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زير النساء بشبهه بالكلب .. شوف رد فعل أسامة منير لما سألنا


.. جامعة ولاية أريزونا تطرد باحثا ظهر في مقطع فيديو وهو يعتدي ل




.. The Afghan Women-s Movement | #UnstoppableWomen


.. مشهد صادم لسحل وتعدي جسدي على امرأة في نيويورك | #منصات




.. لأول مرة في المغرب.. تعويض امرأة أصيبت بشلل جراء تطعيمها بلق