الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكبر ناكر للجميل

وضحى بنت سيف الجهوري

2011 / 1 / 11
كتابات ساخرة


هل الرجل ناكر للجميل ؟
نعم .. الرجل أكبر ناكر للجميل على وجه الأرض للأسباب التالية :
بعد أن قامت المرأة بحمايته والخوف عليه وهو متكور في بطنها تسعة أشهر .. تعاني فيها المرض وصعوبة الحركة وآثار نفسية .. ثم تنجبه بعد مخاض مرير تعيش فيه بين الحياة والموت لساعات طويلة.. وفي حالات كثيرة لأيام من الألم ليخرج وهو يصرخ بعنف .. ويتلقف ثديها لتعيش مرحلة لاحقة من النفاس والمرض .
وطوال سنتين يظل في حاجة لرعاية خاصة ، لأن أي أخطاء ترتكبها من ترعاه ، ستؤدي بحياته .. فهو يعيش تحت رحمة من تقوم بهذا الواجب التي هي المرأة .. والتي يجب أن تظل قريبة منه في صحوه ونومه .. تقوم بإرضاعه وتعاني مشكلات الإرضاع من آلام وأورام تصاحبها في مرحلة النفاس مع آلام شديدة في البطن مع كل إرضاع بسبب عودة الرحم لوضعه السابق .
تقوم في هذه المرحلة بغسل مؤخرته القذرة .. وتسهر الليل على صراخه .. وتجري كمجنونة كلما سقط من على كرسي .. وتردد أمام الأقارب والصديقات كل مغامراته .. حتى الساذجة التي لا تستحق الذكر .
في هذه المرحلة تضحك من قلبها كلما أقبل عليها .. وهو لم يغادرها أساسا .. ربما إلى المطبخ أو غرفة نومه .. لكنه يعود جريا إليها ليتيقن من وجودها في المكان الذي كانت تشغله .. ليجدها بالفعل تنتظره .. في نفس المكان .
وعندما يبدأ الكلام فهو يتحدث بمفردات أمه أيا كانت جنسيتها .. لذا يقال اللغة الأم عندما يسألون عن اللغة الأصلية للشخص .. لأنها ترمز لدور الأم في منح وليدها لغته الأولى في التواصل مع العالم المحيط .
أنظروا إلى ما سيحدث عندما يبدأ عوده بالصلابة ، وعندما تبدأ المؤثرات الخارجية بالتلاحم مع أفكاره ، ويكون هذا في السادسة أو السابعة من عمره :
يلعب مع الفتيات فيقال له : هل أنت أنثى لتلعب معهن ؟
يبكى ويعبر عن مشاعره فيقال له : هل أنت أنثى لتبكي ؟
يجلس في السيارة في المقعد الخلفي فاسحا المجال لأخته بنت العاشرة للجلوس .. لأنه سمع والديه يقولان الكبار أولا .. وشاهد في برنامج تربوي على التلفاز عن احترام الكبير وتقديمه ، ليقول له والده : هل أنت أنثى لتشغل المساحات الخلفية ؟
يتعرض للضرب من بعض الأصدقاء .. ولكن خوفه وقلة حيلته تمنعه عن الرد عليهم .. فيسمع خلفه من يصرخ : هل أنت أنثى لتضُرب ؟
يحب تنسيق الأشياء .. يحب الألوان .. يحب الجلوس لإبداع رسمه .. أو ترتيب حاجيات مبعثرة ، فيأتيه النداء الأبدي : هل أنت أنثى لتجلس .. لتركن .. افرد ساقيك للجري والقفز وبعثرة الحاجيات .
هنا تتولد لديه الفكرة حول ضآلة أمه واحتقار أنوثتها وكل بنات جنسها .. فهن الأضعف اللواتي يشغلن المساحات الخلفية ..
هن من يجب أن ينزوين .. أن يتقهقرن .. أن يستسلمن .. فأمه ليست النعمة التي رحمه الله بها .. وليست الملاك الطاهر الذي خرج للدنيا من بين يديها .. إنها مجرد خادمة لزوج وأولاد ..
يبدأ العالم المحيط من الذكور الأكبر حجما بحثه على التعالي عليهن .. وإلصاق الصفات غير المرغوبة في الرجل بالأنوثة .. وأنه قد يتهم بتلك الصفات التي تحولت من صفات لا إنسانية إلا صفات أنثوية .. وما عليه سوى إبعاد هذه الصفات عنه بإسقاطها على النصف الآخر .. النصف الخصب .
قرأت عن مجتمعات تضع فيها الأم الطعام لزوجها وأبنائها الذكور .. ثم تقف فوق رؤوسهم لا تشاركهم تناول الطعام .. وإنما تقوم بتلقي الأوامر منهم في حال أرادوا شرب الماء وخلافه .. تخيلوا أن يأمرها أولادها لإحضار بعض طلباتهم .. وأن تنتظر فراغهم من الأكل لتتناول البقايا .. بالله عليكم أي نكران جميل يفوق هذا ؟؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يأت من العدم
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 11 - 18:24 )
يا سيدتي
نكران الجميل الذي ذكرتيه في مقالك
مع وضع اهم النقاط التي يتربى عليها الولد الشرقي
نجد انه ليس مذنبا في نكرانه للجميل
فقد تربى على ان كل شئ شاعري وحساس وجميل تابع للانثى فقط
والذكر يجب ان يتحلى بالقسوة والصرامة والقوة

للاسف الكثير من الامهات تشارك في بناء النظرة الدونية لها ولجنسها في نفس ابنها
وبهذا فهي المذنبة الاولى بحق نفسها وبحق بناتها
وبحق المجتمع الذي تعيش فيه

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?