الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقت الضائع

علي شايع

2011 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد نهاية الحرب العالمية الثانية؛ في أربعينيات القرن الماضي، وصلت موجة التغيير العالمي إلى العراق، وبطرق بعيدة عن مسارات التغيير التي كانت السياسة لاعبها الأساس، حيث تأسست بدايات التغيير والثورة على السائد، من خلال جماعة أدبية أطلقت على نفسها"الوقت الضائع"، وكانت غايتهم الأساس التركيز على أهمية الوقت، واستباق روح القرن العشرين كعصر للسرعة، ليغيّروا مفاهيم أدبية وفنية كانت سائدة يومها، مما جعلهم في مواجهة حتمية حتى مع السلطات الحاكمة، فحوربوا وضيّق عليهم، ولكنهم نجحوا وأصبح أكثرهم رموزا أدبية وفنية عراقية مهمة تركت اثارها الخالدة، مثل النحات المبدع جواد سليم، وغيره. والحديث عن هذه المجموعة وأهميتها يطول، وليس مقامه هنا، ولكني وأنا أنظر إلى مفكرة عام 2010 قبل أن ارميها للنسيان، قلت لعلّ من الإنصاف عدّ تلك السنة سنة ضائعة في الحسابات المرجوة لتحقيق الآمال العراقية، فكانت سنة انتخابات استغرقت بداية ونهاية عام كامل، بقي الجميع فيه يدورون على أنفسهم، متحدثين عن تشكيل الحكومة.
الوقت (السياسي) الضائع الذي استغرقه التشكيل سجّل رقماً عالمياً بالتأخير، واستهلك الكثير من الإمكانيات، ولعلّ التاريخ يسجّل في وقائعه كل ما يحدث، فالمثال الذي تجاوزنا فيه الأرقام العالمية نريد له أيضا أن يكون في الجهة الإيجابية، خاصة مع نيل العراق دعماً عالمياً مشهوداً، وهو بطبيعة الحال أقل بكثير من الدعم الذي تلقته دول خرجت من الحروب، لتسجّل في تاريخ الأحداث تواريخ بقيت مناراً، فألمانيا على سبيل المثال وبعد ست سنوات من خروجها الركامي من حرب ماحقة، بدأت تصدر إلى العالم بضائع سرعان ما غزت الأسواق العالمية، إضافة إلى تأسيسها مع بعض الدول الأوروبية في سنة 1950 نواة الاتحاد الأوروبي.
الآن، ليس علينا نسيان ذلك التأخير أو تجاوزه في أي حال من الأحوال، لأنه معنى آخر- مهذب- لما يمكن أن يوصف تراجعاً وتخلفاً. وفي الحسابات الرياضية المنصفة، لابد من تعويض دقيق لكل ما فات، وبمسؤولية لائقة، تتلاحق فيها الأنفاس، مثل ذلك الرياضي الباسل المحتدم في الوقت الضائع لأجل نتيجة أفضل، تلك النتيجة نريد لها أن تتحقق بأحسن صورها في البرلمان، وبأدق منجزها في الوزارات، وبأخلص خلاصتها وحصيلتها الضميرية النهائية في عمل العاملين جميعاً، ممن يقدّرون بحرص شديد إن مسؤوليتهم أصبحت مضاعفة، فثقل الملفات المؤجلة من (السنة الضائعة) ستحمله الأيام القادمة.لسنا بحاجة إلى تشكيلات سياسية جديدة، لكنّنا بحاجة إلى جماعة برلمانية، لابأس أن تطلق على نفسها ذات الاسم لتلك المجموعة الأدبية والفنية المستقلة؛"الوقت الضائع"، تؤازرها الأقلام والرأي العام، لتغيّر السائد السياسي، وتحاسب على مهدور الوقت، وتذكّر الجميع بأهمية الزمن، وتنبههم إلى (ساعة) الانتخابات القادمة التي لا ريب فيها.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان